أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحدُه يُسمّيه العلماءُ -الكتابُ الأكبرُ-!














المزيد.....

تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحدُه يُسمّيه العلماءُ -الكتابُ الأكبرُ-!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 11:04
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


فلماذا تحطّ من شأني يا سيدي المعلم وتسمّيني "صفحةً بيضاءْ"، ثم تدّعي أنك قادرٌ أن تكتب فيها ما تشاءْ؟
يا سيدي وتاج رأسي: اعلَمْ أن المخلوقَ الجديدَ (التحام الحيوان المنوي بالبويضة) ليس صفحةً بيضاءَ، فما بالك بي أنا ابنُ الست سنوات:
- "آدِآنِي" الفطري (Mon ADN) أعقدُ من أعقدِ كتابٍ صَدَرَ أو سيصدرُ في التاريخ البشرية (Un livre complexe et non compliqué).
- "آدِآنِي" كتابٌ واحدٌ فريدٌ في الوجودِ ، لم يوجدْ مثله ولن يوجدَ ( Un livre unique dans l`histoire et le futur).
- "آدِآنِي" كتابٌ مكتوبٌ بالشفرة الجينية (Le code génétique)، لغةٌ لا يفقه فك رموزها إلا أعلى الراسخين في العلم.
- "آدِآنِي" كتابٌ مكتوبٌ باستعمالِ أربعة حروفٍ فقط (Les 4 bases: A, T, C, G) ويحوي أكثر من أربعة ملايير مفردة (Les nucléotides ).
- "آدِآنِي" كتابٌ يضمّ بين دفّتَيه تاريخ البشرية البيولوجي ويحفظه من التلف والزمن، وهو الكتابُ الوحيدُ القادرُ على استنساخِ نفسِه بنفسِه (La réplication de l’ADN).
- "آدِآنِي" مكوّنٌ من 25 ألف جينة، جيناتٌ تفاعلَتْ مع محيطي (Mon Umwelt plus mon environnement social et culturel) فخلقتْ مني كائنًا يستحيل استنساخُه كليًّا (جسديًّا ممكن، ذهنيًّا غير ممكن) حتى عن طريق عملية الاستنساخ (Le clonage).

يا سيدي وتاج رأسي، قبل أن آتيك إلى المدرسة تعلمتُ الآتي:
- منذ ولِدتُ وأنا أحملُ اسمًا ولقبًا، دينًا وانتماءً، جنسًا وجنسيةً، ثقافةً وحضارةَ، عاداتٍ وميولاتٍ، جماليةً وذوقًا، واقعًا وخيالاً، صحّةً وسقمًا، أحلامًا وأوهامًا، تجاربَ وأخطاءَ، تاريخًا بانتصاراته وهزائمه.. أما زلتَ تُصرُّ على أنني مجرّدُ صفحةٍ بيضاء!
- استوعبتُ من المعلومات في ست سنوات ما لا يقدر على استيعابه أنجب الطلبة في الجامعة في نفس المدة.
- تعلمتُ من عائلتي ومحيطي، تعلمتُ اللغةَ العربيةَ ورموزَها، الأخلاقَ وحدودَها، الأكلَ وأنواعَه، اللباسَ والمُوضةَ، القرابةَ وآدابَها، الحبَّ ونَقيضَه، باختصار يا سيدي تعلمتُ الحياةَ من الحياةِ.

أخيرًا يا سيدي وتاج رأسي، وليس آخرًا، سأقسو عليك قليلاً على قدرِ قسوتِكَ عليّ بنعتي بـ"الصفحةِ البيضاء"، إنها شتيمةٌ يا سيدي لو كنتَ تدري، وإن كنتَ لا تدري فالمصيبةُ أعظمُ! أتعتقِدُ أنكَ العالِمُ وأنا الجاهلُ؟ أنا لم أدّعِ يومًا أنني عالِمٌ لكنني لستُ جاهلاً! أجاهلٌ مَن يعرفُ اللهَ والشيطانَ، الجنّةَ والنارَ، الحلالَ والحرامَ، الصدقَ والكذبَ، التجريدَ والتجسيمَ؟
أنا، يا سيدي، طِفلُ في طَوْرِ التشكّلِ جسديًّا وذهنيًّا: لي ماضٍ وأطمحُ لمستقبلَ أفضلَ. أنا لستُ عجينةً تشكّلها كما تشاءْ، ولا إناءً فارغًا تملؤه بما تشاءْ، ولا صفحةً بيضاءَ تكتبُ فيها ما تشاءْ!
تحياتي سيدي المعلم، تحياتٌ تستحقها عن جدارة حتى ولو أخطأتَ في تقييمي.
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن هُمُ المحتالونَ في مجتمعِ الحداثةِ مَصنعِ المحتالينَ؟
- عشرةُ مبادئَ ساميةٌ، لو كنتُ ماركسيًّا ملحِدًا وأردتُ تأسيسَ ...
- ما أحلى الرجوع إلى مدرّجات الجامعة بعد الأربعين؟
- يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام
- معالِمٌ فلسفيةٌ على الطريق
- فلاسفة أوروبيون غير مسلمين قالوا كلاماً موضوعيّاً في الإسلام ...
- قصة -الطالب- الذي أبرَمَ صفقةً مع الشيطانْ؟
- انطلاقاً من تجربتي الخاصة، ما الفرق بين ما يُنشر باللغة العر ...
- للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كف ...
- أين نحنُ في تونس مِن حديثِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسل ...
- كل ما في الحياة غير ثابتٍ وغير متوازنٍ وغير مستقرٍّ، فمن الع ...
- مرّت ثماني سنوات على التقاعد، ماذا جنيتُ؟
- كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وبعضُ خَلاياه سَرَط ...
- شَرُّ البلية في المجتمع التونسي هُمُ أنصافُ المثقفين!
- منذ القرن التاسع عشر، قالوا لنا سننهض. لقد مرّ قرنان ولم ننه ...
- فكرة قرأتها في كتاب: هل الجينات تحدّد مسبّقا الصفات الجسمية ...
- بعض أسباب نفور الجماهير العربية من الفكر اليساري؟
- تاريخ بعض المفاهيم الإسلامية: ملاحظات وفرضيات شخصية وليست اس ...
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ؟ (سؤال عدد 3)
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ؟ (سؤال عدد 2)


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحدُه يُسمّيه العلماءُ -الكتابُ الأكبرُ-!