أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - امير الدراجي - بصرياتا ام صقر















المزيد.....

بصرياتا ام صقر


امير الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 472 - 2003 / 4 / 29 - 03:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اخبرتني الحمائم كم كنا خائبين على على وصف دموعنا بين الندى..اخبرني الغائب انا حضرنا مرارا بين حدائق الموتى،نهرب الحياة سرا بين الثغور المغفلة..كم سنمكث طويلا بين المنتظرين كي نقنع من نحب كيف يفرح..بلادنا اللاقحة بالجراثيم والاشعة النووية،بلادنا التي صارت قواميس موت ومجد مقبرة..بلادنا التي تموت الحياة فيها كل صباح،بدات للتو تضحك،لكن البرابرة منعوا منا الفرح،انهم لا يعيشون الا على مجد الدموع..من يصنع بطولة الضحية حيث يختفي الجلاد؟من يصنع المنفى اذا اختفى القتلة؟ انهم يبحثون عن سكين بين بيان الحرية كي يعلنوا الخاصرة المغدورة..اواه يا نساء ما ركيز..اواه يا جنرالات مئة عام من العزلة،كم كنتم حتى وانتم قتلة انجب من ضحية يكره الحرية!!كم من الوقت نحتاج كي نعيد صياغة ادمغتنا وهي ترى كيف ان البكائين لا يبحثون عن نهاية للام،بل الى قصة جديدة للبكاء..اه بصرياتا لولا دبابة ابرهامز كم ستضاف للمقابر مقبرة؟ كم سنبقي في المنافي من دهور حتى ياتي صدام السادس عشر؟؟انهم لا يفرحون على وقف المجزرة بل يبكون على تلك الايادي التي نبشت وطن كله مقبرة..ملوك الجراثيم،رؤساء المجازر،ابطال الزنازين ،قادة الاشعاع النووي..انني مرتبك الان،غاضب على نفس جعلت من الفرح خيانة والبكاء وطن..من اين ناتي بصدام جديد كي نقدم لهؤلاء مبكى اخر..غريب كل هذا،هل تبحث السكين عن خاصرة ام تبحث الخاصرة عن سكين؟ غريب كل هذا..هل شاهدت كيف ان كارنر يعلك العلكة،ولم يضع على وجهه شوارب مخيفة كرؤسائنا!!انه عميل طالما منظره لم يخيفنا..انه تافه طالما لم يرتدي ربطات العنق ولم يك كعارض ازياء مثل رؤسائنا..انه ضعيف لانه بلا هيبة ولا تخيف نظراته الاطفال والنساء والرجال..كيف لم يات الرئيس كصدام،هكذا نسمي كل رحمة..نسمي كل لين..كل مسالم ابو الخرق،ذلك لاننا اعتدنا قادة السوط وكرهنا قادة الحرية..
بصرياتا  ايتها الروح التي ولدت في البصرة حفار الحياة كي تودع نصوص حفار القبور..هناك نملك من الدمع ما يكفي ان نغسل فيه غيابنا نحن المسروقين منا،نحن المسروقون من بعضنا،اجل نملك من الدموع كي نعوض حزن الغائبين بنا وعلينا ومنا والينا..الغائبون الذين يستقبلونا بازهار التمر،واماسي العشار وشواطئ اور وهي تودع نسيمات هبت على تنانيرنا المتعبة..هل جربت ان تبدلي كل اناقات المنفى بتلك الشواطئ المتسخة على دجلة؟ هل جربت ان تبيعي كوكب باكمله على قمامة في شارع ام البروم..انا ابيع الفردوس على حذاء ذلك العجوز كاتب فجر الحرية بحذائه المقدس،وهو يصرخ كصوت الاساطير اليونانية ،كالاوجاع الخرافية،انه الرجل الذي كتب فجر العراق بنعله المقدس،ان لي ان اختار من بين كل النصوص نعل الحرية المقدس!!هل استمعتي لحشرجات دمعه وهو يصرخ:اشسوه بينا هذا المجرم؟ هل استمعت لذلك الصوت المتهدج بكل الشعر العراقي،وقد اختصرت المجد بتوقيع حذاء،حذاء كان كل ملاحمنا الاولى وان غابت حجارة المتحف،ليموت المتحف وتحيا حشرجة الحياة،لتموت التواريخ ويحيى المستقبل..عاش الانسان ويسقط التاريخ..عاشت الحياة ويسقط القبر،عاشت الحرية ويسقط الوطن..عاشت الحديقة وتسقط مزبلة الدمار الشامل،المجد لتسواهن،المجد لشنتافة وتسقط سوزي ولولو..المجد لاحزان المعدان وتسقط مدن الثكنة.. انه الحذاء محراب صلاتنا،ذلك الذي يعادل كل تيجان عروشنا القديمة..اجل حين اعود للعراق سابحث عن ذلك العجوز العظيم،واجعل من حذائه صورة تعلق في كل دوائرنا الرسمية،تلك التي اعتادت ان تضع الرؤساء فوق رؤوسها..انتخب الحذاء ذلك رئيسا لجمهوريتنا..هكذا سنضع رئيسنا الجديد في كل الدوائر..انه صورة حذاء ذلك الرجل المسن،حيث مرثيات قصائدنا الجديدة ستكثر من مدح الرئيس،اقصد حذاء الرجل المسن وصرخاته..صوته سيكون سلامنا الملكي او الجمهوري،صرخاته ستكون تراتيلنا لصلاة الحرية،فكل صباح سنسمع الاجيال صرخته،انه نشيدنا الوطني الجديد..بغداد يا قلعة الجراثيم والقتلة،ملوك التدمير الشامل..بغداد تهدم الاصنام بالاحذية..بغداد تلعن التاريخ وقد استفاقت ذات صباح لتجد كل الجغرافيا كل الوطن مقبرة جماعية..الن يكفي هذا الدمار الهائل،الالام الرهيبة المتهدمة، وقد غابت، ان تجعلنا نفرح هنيهة من الوقت من دون ان نذكر دبابة الغرباء..ومن نبش المقبرة غيرها؟
بصرياتا يا بصرياتا..يبدو ان الله ليس مخطئا حين وضعنا بكل هذه الفجيعة،ونحن نصفق لالهات الخوف وملوك الجمرة الخبيثة،رعيان الاشعاع النووي!!اجل ارحلي ايتها الدبابة ليعود صدام من جديد،اذ يبدو اننا نبكي مجد قاتلنا ولا نضحك لمجد الحياة.كنعان مكية جاسوس،الجلبي عميل،رندة مخابرات ..اجل اجل اصدقكم،ولي عتب على مكية والجلبي:لماذا هدمتم صدام؟ لماذا انهيت تاريخ المقصلة وساديات عدي؟انه لخيانة ان تهدموا السجون وتطلقوا الحرية..يابن مكية انه لخيانة ان تهدم ابجدية الموت لتحمي الحياة..كيف استطعتم ان تقنعوا اميركا باننا شعب يكره السجن ويحب الحرية؟كيف تصورتم انا سنبكي الحياة ونلعن الموت؟ لماذا وكل هذا البكاء على وطن تتوجه الجراثيم والانتثراكس هكذا؟ بلادنا حديقة لنزهات الموت،بلاد كل روائحها فطائس موتنا،حيث كره الناس حاسة الشم المحاصرة بروائح عفنة لاجساد احبتنا ..هكذا كرهنا رائحة الرازقي لنحب روائح المقابر السرية..نولد في الرحم قبورا ونغادر الحياة كالمحظوظين..كم كان العراقي قد جعل من الموت امنية..تصوري حتى الموت في بلادنا امنية لن تتحقق للفقراء..هم يبكون الان نصوص الموت،يمجدون طواطمه وقد لاذت ببطولات الضحية،فالشعراء بحاجة لمعذبين كما الجلاد بحاجة لضحية!!على ماذا يكتب الشعر نصوصا بطلة،وكيف يمتع الجلاد نفسه بلا ضحايا؟؟ فشعراء الموت والجلادين بحاجة لضحية..كيف سيجدون مبررات للتشرد البطولي اذا اختفى الجلاد؟لذا هم يبحثون عن جلاد ليبرروا  منفاهم..يبحثون عن موت وموتى كي يدعوا البكاء على الحياة..ثقي ايتها الاخت حين تتحقق مطالبهم كلها سيجدون عذرا اخر،عدمية اخرى لاغاني لا تعيش الا على احزان القتلى واوجاع السكين..كيف يسكرون في مقاهي الانتحاب الانيقة ويصبحون ابطالا من دون عدو؟؟..يبدو انهم غرباء على عراق الحرية وقد ترعرعوا بعراق السجن..كل العراقيين الجدد احتلوا مواقع بطولاتهم وهم قادونا من حرب لاخرى ومن سجن لاخر،ومن منفى لمنفى!!طبعا ان هؤلاء،ان الحرية والسلام والفرح عدو لهم،فكل دعاته خونة غرباء،عملاء وسماسرة،فمن سيقرا شعرهم بعد حين؟ هؤلاء ملالي الندب والبكائيات والهزائم والتلذذ المازوشي..من يستمع لهم غير عجائز قبيحة المنظر وقد نهبتهم الحرية وتعرضوا لفرهود الفقراء وفوضى الكبت..هكذا كانت اجسادهم تعلكها كل الذين خلقوا منهم ابطالا من كذبة..
يا ام صقر
كما الواحات تسطو على قفر
نحن الصلاة
بلعنة الكفر
يا ام صقر
تلك اوابدنا عجفا
بين السجيف المدبر
وتلك مقابرنا هولا
بين الثلج والجمر
يا ام صقر
ردت دموعنا انفا
تحنو لعنة المتجبر
وكبت خيولنا جزعا
من بنات تبع وحمير
وشدونا الرتيل منشدا
بين الرحم والقبر
اه بصريات اختاه اعذريني من على صومعتي..كل الذين غادروني الان،كل الغائبين،الذين محوت ذكراهم،هم الان يكتظون بعد خمسة وثلاثين عاما من العزلة..سابحث في كل الكتب كيف اكون اكبر الجهلة..سامزق محافر الكشف كي اعمي البصيرة ما استطعت واطلق عنان القلب مخبولا وجاهلا..لا وقت لغير الفرح وان على خرطوم مدفع او شفاه صاروخ..لا وقت غير ان نجهل حتى العظام..ما قيمة ان نحب ونستمع نبضات القلب،فنتذكر التواءات الشريان الابهر وننسى الزورق السكران..حاول ان تنسى فرشة الاسنان ودروس الصحة كلما اقتربت من مسيس القبل..اجهل ما استطعت .. كن الفوضوي بالفرح ولا تكن الشرطي بالبكاء....
سلاما لك ام صقر..سلاما لكل العراقيات يحفرن فينا اناشيدا تبصم بالابهام على موتها،كنيازك لا تترك من ذكراها غير ومضة الموت..
كل من يبكي النفط وطنه تاجر..كل من يبكي الاستقلال يبكي جلادا بديل..كل من يعلن حربا بعد كل الحروب،وطنه يشبه الجندي..كل الذين يبكون التاريخ وطنهم القبر والمدفن..كل الذين لا يعرفون الفرح حيث يموت جلاد يبحثون عن منفى جديد ووطنهم صوت الغائبين..كل الذين يندبون الاطلال يكرهون المستقبل..اه كم احب وطنا اشتمه ولا يطردني..كم احب رئيسا اشتمه ولا يعدمني..طوبى لوطن ملوكه خدام وشعبه مخدوم..
لا اكتمك اني سعيد الان للغاية وقد تاكدت ان الاميركان اعتقلوا محافظنا الجديد،ذلك الزبيدي الذي لم يتخرج الا من معاهد تزوير الفيز وتهريب القجغ..كم سعيد ان يبدا الوطن بحبس  مهرب وتاجر الذمم المطعونة..بوركت الاوطان التي تبدا برؤساء تعلك العلكة وسجونا للكيشوان وهو يسرق احذية المصلين..اه احذروا اكلي خبز اليتامى..احذروا سلطة الكيشوان وسماسرة التمر والغاز ،وبيع الفيز المزورة 
نحن كنا الصلاة
في صرخة من كفر



#امير_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصابع توقع على الجمر بصمة ابهامها
- نيازك لا تبحث عن ظلام لنورها!!
- الخراب الرائع والهدم الجميل ثمنا لحرية متوحشة امام امن مفترس
- نداء : على جيوش الحلفاء توفير الامن من اعداء القانون وقادة ا ...
- سلاما ايها الاستعمار.. مرحى ايتها الخيانة.. انقذونا من انفسن ...
- دعوة للانقلاب على تاريخية الاحزاب المستبدة:اعادة تاهيل الاحز ...
- الفكر اليومي:الازمنة الحاسمة والاوثان المتهدمة. خصم ليبرالي ...
- شضايا عاشقة: لقطات على شفير الهاوية
- دماء على منديل احمر:ثنائية الاستقلال والاستبداد والحرية والا ...
- امير غرناطة الازرق :فائق حسين مطلوب من الله كي يرسم جدارية ا ...
- التيار الوطني الديمقراطي :ثورة معرفية على ارث التزوير من اجل ...
- ردنا على نصائح الاسدي المبطنة بالارهاب: العراق دولة اوركاجين ...
- شغاف على عيون صادفتني في 8 شباط :اعياد واحزان من دون عراق او ...
- العشاء الاخير وثورة السياسة الشابة على المومياءات الحزبية.
- اذا كان السلام مريض فهل الحرب عيادة علاج نفسي؟
- حول دعوة الركابي لمؤتمر للمعارضة من حقنا مناصفة الدكتاتوريين ...
- جريدة الحياة تسرب خبر عن تراس الركابي وفد المعارضة في بغداد: ...
- بعد اكثر من ربع قرن انتصرت يا داود البصري على جبار الكبيسي
- مثقفون بلا حدود ودعوة لاعلان تضامن عالمي مع المثقف والمفكر ه ...


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - امير الدراجي - بصرياتا ام صقر