الياس الرحباني .. ومصيبة الأمة

معتصم عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرضني مقالٌ كتبه الصديق كامل النصيرات ، على العودة بذاكرتي لموقفٍ فني أجده غير بعيدٍ عن السياسة ، أذكر أن الصديق العزيز الفنان الياس الرحباني كان مستاءً ومتوترا خلال احدى زياراتي له في بيروت ، وكان الرحباني كبرميل بارودٍ ينتظر عود ثقابٍ كي يفجر كل ما حوله ، وكنت أنا عود الثقاب عندما سألته عما يشغل باله ،ومعروفٌ أن الفنان الياس الرحباني لا يجامل ويقول رأيه بصراحةٍ جارحة تصل حد التجريح .. وهي صفةٌ تميزه وتمنحه الكثير من المصداقية ، تحدث الرحباني يومها عن مجموعةٍ من أشباه المطربات وجدن فرصةً في احدى الشركات الفنية ، حيث تبنى صاحب الشركة تلك المواهب العرجاء ، وبدأت الكليبات تنتشر كالوباء عبر الفضائيات ، وقال الفنان الياس الرحباني : من سيقنع هذه الفنانة أو تلك أنها مطربة فاشلة وان أغانيها تمثل وصمة عار في صفحات المسيرة الفنية ، طالما وجدت من يتبناها ويطلق لها الألبوم تلو الآخر !

لقد فرض أصحاب شركات الانتاج تلك العينة على الوسط الفني ، وتحولت الظاهرة الى أمر واقع ، وقال أيضا (وهنا بيت القصيد ) :طالما ان صاحب الشركة ممن يسيل لعابهم ويضعفون أمام الاغراءات النسوية ، فقد كان عليه أن يجاملهن بمبلغٍ أو هدية ثمينة ، دون أن يضطر لاقحامهن في عالم الغناء .

أتذكر اليوم ذلك الموقف ، وأنا أتابع تصريحا لأحد الوزراء العرب ، والذي تم تعيينه من باب المحاصصة واسترضاء شريحةٍ معين من باب الحفاظ على التوازنات الداخلية .

واذا أردت نقل انطباعي الصادق عما تحدث به معالي الوزير ، فاني أخجل من تسميته وزيرا لأن ما صدر عنه لا يصدر عن حاجبٍ لمدير عام في احدى المؤسسات ، فبينما تشتعل غزة بنيران المدفعية الاسرائيلية ، وفيما يسقط العشرات من الضحايا في العراق ، يقول الوزير الهمام في حوار مع احدى الصحف (التي لو كانت تحترم نفسها لكانت أجرت لقاءً مع هيفاء وهبي بدلا من ذلك المعتوه) : الوضع العربي يبشر بالخير ، ونحن نرى أن الأمة بدأت تتجاوز أزماتها وتدخل مرحلةً من الاستقرار السياسي .

هذا بعض ما أتحفنا به الوزير ، وأنا هنا أتبنى مقولة الفنان الياس الرحباني ،ورغم ان مصيبة الأمة بمسؤوليها أكثر ألما وخطورةً من مصيبتها بفنانيها، أقول للحكومة التي عينت ذلك الوزير ،أنه كان بامكانها اختيار أي انسان آخر من نفس الفصيلة أو الشريحة التي ينتمي اليها ، على ان يكون صالحا للاستهلاك الوزاري ، أو كان بامكان النظام تخصيص كرسي مريح لذلك العبقري في البرلمان مادام البرلمانيون لا يفعلون شيئا ويبقون بعيدين عن الأضواء ، وهو أمر يمكن للحكومة تدبره في ظل الانتخابات النيابية (الشفافة) والنزيهة التي تؤمن المقاعد حسب الرغبات بعيدا عن فرز الأصوات التي لا تدرك أهمية الوحدة الوطنية .

يقول الكاتب كامل النصيرات في مقالٍ له أن أحدهم كان ينبه النصيرات بالضغط على قدمه كي لا يقول ما لايقال ، وأنا أقترح على الذين اختاروا ذلك الوزير العبقري ، أن يخصصوا له موظفا أو مساعدا ليضغط على قدم الوزير كلما تحدث ، أو أن يضع له حبة منوم قبل خروجه الى أي مؤتمر صحفي ، كي يبقى في مكتبه نائما قرب قرار تعيينه .

#معتصم_عيسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات