شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 23:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شاكر كريم عبد
الشباب المتظاهر يحيي الذكرى الأولى لانتفاضته التشرينية المباركة الذي كان ثمن مشاركته بانطلاقها باهضا دفعه الشهداء الإبرار بحياتهم ودمائهم الطاهرة والإحياء الإبطال بمخاطرتهم بحياتهم. في الوقت الذي تستمر تصريحات الطبقة السياسية الفاشلة التي تسيدت المشهد السياسي المصطفين سوية في إدانتهم للعنف والفساد المالي والإداري كأنهم ليسوا غارقين فيها حتى النخاع.
فالمواطن العراقي خاسر بكل المستويات اذ امتهنت على مدى 18 عاما عجافا كرامته ولم يتم توفير الخدمات الأساسية الموعودة له ولم تراع حقوقه كانسان وتمنع حقوق التعبير عن الرأي إمام ناظريه وكيفية التعامل مع المتظاهرين بالقنص والرصاص الحي والدخانيات القاتلة ورغم ذلك يصرخ المتظاهرون من كافة الأعمار " نريد وطن" والوطن هو ان يخرج هذا الشباب المتظاهر الى الشارع وان يتحدى كل من ساعد على اغتصاب الوطن ونهبه وتخريبه. خراب تستر عليه إفساد الناس بالوظائف الوقتية والوهمية بفتات الأموال المنهوبة من خزينة الوطن حتى وصل الحال الى نقص السيولة وعدم دفع الرواتب للموظفين وبعد ان أوصلوا العراق إلى الهاوية لان تأخر الرواتب اخذ بالأنشطة الاقتصادية إلى حالة الركود بسبب الحيتان الكبار على الغنيمة المتضائلة.
رغم هذه الدعوات الكاذبة والشعارات البراقة المخادعة التي تطلقها الأحزاب السياسية الفاشلة والفاسدة. انطلقت تظاهرات الشباب مرة اخرى" نريد وطن، نريد ، كرامة، نريد حقوق الشهداء والجرحى والمعاقين، نريد حقوق شعب مسلوبة ومعاقبة قتلة المتظاهرين وبذلك اختزلت كافة المطالب تحت عنوان هذا الشعار الذي لايدرك عمقه من يعيش خلف أسوار المنطقة الخضراء ولامن حصن نفسه بأفواج الحمايات والسيارات المدرعة ولايعرف مدن العراق وقراه الا الطريق الى المطار لان عوائلهم وأموالهم موجودة خارج البلاد في البلدان التي يحملون جنسياتها.
ولا زالت مدن العراق المنتفضة تعاني الكثير الكثير حيث لاتزال البصرة تفتقد الى الماء الصالح للشرب وتتصدر محافظة ذي قار محافظات العراق بإعداد المصابين بالسرطان وتشترك بقية المحافظات بدمار البنى التحتية اما البطالة فهي الصفة التي تجمع ابناء جميع المحافظات. ولازالت جائحة كورونا تفتك بالاف المواطنين نتيجة الواقع الصحي. المتدهور.
وعليه عندما نعامل الوطن بوطنية حقيقية سيعم الخير وسيتقاسم الجهود وتزدهر بلادنا خيرا وأمنا، فالوطن الذي نريده لايتحقق الا اذا كانت المواطنة الحقيقية تبدر بأفعالنا تجاه البلد سواء من الإخلاص والوفاء واحترام حرمات هذا البلد وتقديس أرضه الطاهرة التي في باطنها عدد لايحصى من جثث الإبطال التي بشرف دمائها الزكية يصرخ الشباب الثائر اليوم " نريد وطن. نريد كرامة ،نريد حقوق". فانتفاضته المباركة هي من تحقق هذه المطالب وتهزم الفاسدين...
#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟