هل قارة العرب بيداء جوفاء .. وأمبراطوريّة العقل مصادرة ؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

هل قارّة العرب بيداء .. جوفاء , و إمبراطورية العقل مصادرة .. ؟
بوّابات حدودنا مفتوحة لمن هبّ ودبّ ..
الحدود الجغرافية والسكّانية والبترولية مشرّعة الأبواب , للنهب والإستغلال , للقتل والذبح , للإعتقال والتسريح والطرد والجوع , وكل أنواع الإبادة , وفنون المجازر والعنف ؟
مطلوب الضياع , واللامبالاة , والإستسلام , والتقاعد , وفقدان الإحساس بالوطن والجماعة وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان .. ؟
أي أن يكون واحدا وحيدا متوحّدا مفردا فريدا يعيش لذاته وأنانيّته وغرائزه فقط كالحيوان . مطلوب ( تهويد ) العقل والذاكرة والفكر والثقافة . وتعميم صور الدمّ ومناظر الهمجية وشريعة الغاب ؟

جفّ حليب الأمهّات .. دمع الأمهّات .. وعقولنا وشّحت بالصدأ , وغلّفت بالأوهام والقلق , غسلوها بكل ( المبيدات ) , روّضوها بكل أنواع لإغراءات والموبقات ..
رغم كل ذلك , لم ولن تتلف بعد , ما زالت تفكّر بالحرية والخلق والإبداع , مشبعة بالإنسانية والمحبّة والخير , وبكل ما هو جميل وأصيل ونبيل , عقولنا عصيّة على المتاّمرين والمخرّبين والفاسدين من كل صنف ولون .

ألم يكفيك يا ( دولة العدوّ ) بالذي زرعته , بالذي سرقته , واغتصبته , القليل والكثير , بكل تاريخك القديم والجديد ؟

قارّة العرب .. إمبراطورية مريضة .. مقسّمة بين سلاطين وأمراء التجزئة وملوك ورؤساء الطوائف . ما زلنا نأخذ ونتناول الوصفات القديمة لأمراضنا , التي أرجعتنا للوراء ودهورت أوضاعنا للحضيض , لعدم إستفادتنا من المكتشفات الحديثة في التطوّر والحياة , وسياسة الحكام المستبدين مع شعوبهم , كأنها تعيش في عصور ما قبل الميلاد ؟
إمبراطورية مقعدة .. وبلا مقعد في هيأة الأمم الفاعلة والمؤثّرة .. لا تحلّ ولا تربط ولا حتى مؤتمر قمّة عربي ناجح ومثمر وفعّال .. !! ؟
الإمبراطورية السميكة الحدود .. الطويلة الأنهار والسواحل والخلجان والبحار , المتعدّدة الأبواب والمداخل ..
لماذا تتقلّصين .. تنكمشين , تخجلين , كما لو أنك أنت من تسرق أراضي فلسطين , وغيرها من الأراضي المنهوبة شمالا وجنوبا و شرقاّ ؟
لماذا تجتاحك المصالح الأمبريالية .. والبواخر والأساطيل , والنفط فيك قفز ل 75 دولار للبرميل ؟
لماذا يسكن العجز في ميزانيتّك .. والهجرة لشبابك , والنزيف لعلمائك وكوادرك ومهاراتك .. ؟ والخنوع لحكّامك , والقصور والترف والأرصدة والشركات والأموال المنهوبة بيد الأسر الحاكمة والمتحكّمة فيك .. ؟
لماذا لماذا لماذا ومليون لماذا يحدث كل ذلك في بلادنا .. إمبراطريات الفساد , والمخابرات والحزب الواحد وحكم الفرد مع العشيرة والعائلة ومن دار في دائرتهم وخدم ونفّذ مهمّاتهم .. ؟ ألا يحق لنا أن نسأل من كان السبب في هذا الدمار والبلاء العام والخاص الشامل , بلاء الأباء والورثاء , الأموات والأحياء ؟

أيها الأطفال والشباب والطلاّب , أيها الفقراء والجائعين والصحفيين , الأحرار والمثقّفين الملتزمين بدورهم التاريخي , أيها النساء والرجال , العمّال والكسبة والعاطلين عن العمل و ( المسرّحين ) من الخدمة لموقف ورأي حر نبيل , وعائلات السجناء والمعتقلين , والمزارعين و الباعة والتجّار الوطنيين ...
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة , أنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة , سيقيم التغيّير , سيبني دولة العدالة والحرية والمساواة , دولة الإنسان , المواطن , دولة القانون .
. أنتم الجيل الذي سيبني دولة الكرامة .. في يوم اّت .. في نصر عيد اّت .. اّت ..
أنتم أقوى من الطغاة , لأن الحق معكم , لا تخافوا , فالطاغية هو الذي يخاف منكم , من الشعب , عندما يهبّ صفا واحدا , من نشاطكم وتضامنكم ونضالكم الذي سيكبر يوما بعد يوم , المهم الحرية .. الحرية , قولوا للطاغية لالالا .. هكذا الثورات تبدأ بالتحرك الجماهيري الهادر , لا يوقفه قمع ولا موانع , فهذه اللا .. ستتحوّل إلى معول وقوّة ستهدّم عرشه وجبروته المتغطرس ..
أنتم من سيغيّر المعادلة , لا بدّ أن تتغيّر المعادلة والصورة والأداء والحركة . بهمتّكم بجرأتكم بنضالكم بمواقفكم وكلمتكم وصوتكم الواحد الصارخ وسط العتمة والضباب والغبار والسموم , لتنقشع كل هذه الاجواء الفاسدة الملوّثة لتظهر الحقيقة الناصعة للشعوب .. كفجر الحرية لوطن جميل ..
تمرّدوا على الصمت والخوف والممنوع من إثبات الذات وانتصار الحياة .. نحن معكم كل الأحرار والمناضلين في الخارج معكم بالموقف والكلمة والتضامن , الخارج والداخل واحد لا يتجزأ , نتقوّى بكم , نفتخر بمواقفكم ونضالكم
جولاننا المسلوب يناديكم .. صراخ الطفلة " هدى " يناديكم .. نساء فلسطين ينادونكم .. المعتقلون الأحرار في السجون ينادونكم .. كل الشعوب تثور على الظلم والتخلّف , تثور تتقدّم تتطوّر .. فأين أنتم .. ؟
إملأوا الأرض صراخا .. هتافا .. يافطات . لا تبخلوا .. لا تصمتوا في الشدائد والضيقات .. في التحوّلات والمنعطفات .. هبّوا إلى الساحات ..
هبّوا إلى الساحات .. أين أنتم ... ؟

لاهاي : هولندة

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات