أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام














المزيد.....

يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 11:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


واحد أستاذ فلسفة والآخر عاشق للفلسفة.
- الحضارة الإسلامية حضارة مساواة بامتياز.
- إذن هي حضارة لا يخضع فيها الفرد إلا لخالقه ولا يطلب المغفرة إلا منه عكس ما هو سائد في الحضارة المسيحية حيث البابا يمنح صكوك الغفران أو في الحضارة الرأسمالية حيث يرث البورجوازي استرقاق العامل عن سلفه النبيل و الاثنان، البابا و البورجوازي، لا يختلفان كثيراً في استعباد البشر الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
- الحضارة الإسلامية لم تمرّ بالطبقية، لا في شكلها الأرستقراطي القديم ولا في شكلها البرجوازي الحديث.
- إذن لا وجود لتراتبية فيها، فأفقر إنسان فيها قد يصبح إماما والمساجد منتشرة في كل حي ويديرها أهل الحي أنفسهم.
- لكن المفارقة تتمثل في أن التراتبية والعبودية هما اللتان خلقتا الحضارة الغربية التي بَنت الكنائس الفخمة والقصور وشيّدت الطرقات وراكمت الثروات وصنعت نخبة من العلماء والفلاسفة والفنانين لكن La ruse de la raison حوّلت السيدَ عبداً لعبدِه.
- حضارتهم إذن هي حضارة يد وحضارتنا حضارة شعر وكلام (علم الكلام).
- العربُ والناطقون بالعربية هم أول مَن بعث الروح في فلسفة كادت تنقرض، أعني بها الفلسفة اليونانية التي سبقتهم بعشرة قرون في العلم والفن والتعليم، لكن للأسف فهُم أنفسهم مَن حاصرها في دار الإسلام فهاجرت إلى دار الكُفر أي الغرب فكانت بمثابة سر نهضتهم، أما هجرتُها من بلادنا فكانت بمثابة إعلان بداية نكبتِنا بدايةً من نهاية القرن الثاني عشر ميلادي وأؤرخها أنا بحرق كتب ابن رشد في الأندلس. فكيف تقول إذن أن لا حضارة أفضل من حضارة؟ أليست حضارتهم أفضل من حضارتنا؟
- لو كانت كما تقول لَما أنجبت ستالين وموسولوني وهتلر وفرانكو! من المفارقة أن قيمة المساواة (Société égalitaire) هي التي قضت على حضارتنا كما قضت على الشيوعية.
- في الجاهلية كان المجتمع قبليّاً، لكنه مجتمع يحفظ للفرد كرامته (الشنفرى كان صعلوكا أبيّاً وحرا لا يخضع لأي قبيلة).
- لا تفتخر كثيرا بقِيم أجدادك الرعاة فأرسطو قال عن أمثالهم أنهم طفيليون (Des parasites) فهُم للدواب تابعون وفي حليبها ولحمها طامعون ووراءها في الفيافي تائهون ولبلدانهم غير معمّرين وبهويّتهم البدائية ملتصقون وعلى العالم غير منفتحين وبالحضارات المعاصرة غير متأثرين بل كانوا ولا زالوا لها رافضون وعلى أنفسهم منغلقون، لم يعرفوا الناس فتوهّموا أنهم هم المقصودون بقوله تعالى "خيرُ أمة أخرِجت للناس".
- كنا في جمنة الخمسينيات نعيش أحرارا، ورغم فقرنا كانت أنوفنا في السماء، لا نخفض جناح الذل لأحد إلا احترامًا لكبار السن فينا وكانت المرأة في قريتنا حرة تستقبل أقاربها وجيرانها في "حُوشها" لا فرق بين رجلٍ وامرأةٍ حتى لو كان زوجها غير حاضر حينها في "الحُوش"، وتخرج للعمل في "سانيتها" دون إذن أحد، وتمشي في "زنـﭬتنا الحادة" سافرة تضرب بقدميها الأرض شموخا. كنا مجتمعا غير طبقي، لا غنيَّ فينا ولا متسلط.
- الغرب بَنَى ثروته على أكتاف العبيد والأقنان والاستعمار وأخيراً العمال. أما نحن في الجاهلية فلم يكن اقتصاد الكفاف عندنا يحتاج إلى كثير من العبيد ثم جاء الإسلام وحث على تحريرهم رغم قلتهم لكن المسلمين فعلوا عكس ما أمر به القرآن فاستطابوا الجواري والغلمان ولو طبقوا ما جاء في الكتابِ لكان لهم السبقُ في تحرير العبيد أربعة عشر قرنا قبل قانون أبراهام لنكولن في أمريكا الشمالية.
- الحرية الفردية والمساواة والكرامة قِيمٌ متجذرة فينا إذن ونحن ردمناها بالطقوس وتركنا المقاصد العليا للشرع وتشبثنا بالنصوص ففسحنا المجال للصوص من الداخل والخارج.
- الحركة السلفية الجهادية (القاعدة وداعش) هي حركة حداثية، حركة أحدثُ من الشيوعية، ولو أراد الغرب أن يُشوِّه الإسلامَ لَما نجح في تشويهه أكثر مما شوّهَه أهلُه، كما شُوِّهت الماركسية من قِبل اللينينيين والستالينيين. ولو قام محمد بن عبد الله صلوات الله عليه لأنكر على الجهاديين إسلامَهم، ولو قام ماركس لأنكر على الماركسيين ماركسيتَهم.
- سمعتُ اليوم في الحوار التربوي كلاما لم يعد يستقيم بعد ما سمعتك أيها الفيلسوف، يقولون: "القِيمُ الغربيةُ، مثل الحرية والمساواة والتسامح وحرية المعتقد، هي وحدها القِيمُ الكونيةُ". يجب أن يقولوا: "القيمُ العربيةُ-الإسلاميةُ، مثل الحرية والمساواة والتسامح وحرية المعتقد ولا وساطة لمخلوق بين الخالق وعبده حتى ولو كان الرسول نفسه، هي القِيمُ الكونيةُ". وأنا راجعٌ في طريق العودة إلى المنزل، اعترضني مسلمٌ باحثٌ جامعيٌّ لكنه متزمّتٌ فقال لي "ناصِحاً": "مَن لا يصلي لا ينتمي للإسلام". أجبته في قلبي: "بالله عليك يا أخا العرب، كنتُ أنا والفيلسوف نجنّح بالإسلام في عالم القِيم الإنسانية الكونية فأنزلتني إلى حضيض التعصّب والانغلاق والطقوسية المفرغة من الإيمان، رحمة ربي واسعة وأنتم بفضل جهلكم ضيقتم فيها، ولحكمة لا يعلمها إلا هو خَلَقَنَا مختلفين وأنتم تريدوننا كدجاج الحاكم، لا طعم له ولا رائحة. هيا تصبح على خير".

إمضائي:
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالِمٌ فلسفيةٌ على الطريق
- فلاسفة أوروبيون غير مسلمين قالوا كلاماً موضوعيّاً في الإسلام ...
- قصة -الطالب- الذي أبرَمَ صفقةً مع الشيطانْ؟
- انطلاقاً من تجربتي الخاصة، ما الفرق بين ما يُنشر باللغة العر ...
- للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كف ...
- أين نحنُ في تونس مِن حديثِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسل ...
- كل ما في الحياة غير ثابتٍ وغير متوازنٍ وغير مستقرٍّ، فمن الع ...
- مرّت ثماني سنوات على التقاعد، ماذا جنيتُ؟
- كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وبعضُ خَلاياه سَرَط ...
- شَرُّ البلية في المجتمع التونسي هُمُ أنصافُ المثقفين!
- منذ القرن التاسع عشر، قالوا لنا سننهض. لقد مرّ قرنان ولم ننه ...
- فكرة قرأتها في كتاب: هل الجينات تحدّد مسبّقا الصفات الجسمية ...
- بعض أسباب نفور الجماهير العربية من الفكر اليساري؟
- تاريخ بعض المفاهيم الإسلامية: ملاحظات وفرضيات شخصية وليست اس ...
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ؟ (سؤال عدد 3)
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ؟ (سؤال عدد 2)
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ بعد الأكبرُ؟ (سؤال عدد 1 ...
- -الحضارة اليهودية-المسيحية تحتضر والمستقبل للإسلام-
- تسلّ فكري في مقهى الشيحي صباحاً؟
- صرخةٌ تونسيةٌ ضد -غزو القِيم الرأسمالية-!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام