أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - اقتصاد ينكمش وحكومة تبذّر .















المزيد.....

اقتصاد ينكمش وحكومة تبذّر .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 15:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بات في حكم المؤكد أن حكومة البيجيدي لا تضع ضمن أولويات اهتمامها الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي للمغرب ، خصوصا في ظل الأزمة العامة الناتجة عن جائحة كورونا . فلا أحد من المواطنين يشعر بالارتياح إزاء آثار الجائحة على الواقع الاجتماعي سوى الحكومة ورئيسها الذي لم تكف حزبه أنه أغرق البلاد في الديون وأخلف كل وعوده بمحاربة الفساد وتشجيع الاستثمارات وتشغيل الشباب ودعم المقاولات ،بل أقدم على سلسلة من الإجراءات لا يمكن إلا رفضها واعتبارها تندرج ضمن مخطط تأزيم الأوضاع الاجتماعية والسياسية لأن له فيها مآرب كثيرة آخرها إغاظة المواطنين ، خاصة الشباب ودفعهم إلى مقاطعة الانتخابات؛ومن ثم ضمان تصدره لنتائجها طالما ظلت كتلته الناخبة قارة ومنضبطة .فالبيجيدي يستثمر في تفقير المواطنين وتيئيسهم ويراهن على ارتفاع نسبة العزوف الانتخابي. إن رئيس الحكومة يدرك جيدا حالة التذمر والسخط التي أحدثها بقراراته الأخيرة في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية وسط فئات الشعب المغربي ، وخاصة الموظفين والشباب العاطل وعموم المواطنين المتضررين من الجائحة (ارتفاع نسبة البطالة إلى 14 في المائة). ومن أفظع القرارات وأخطرها في هذه الظرفية الدقيقة :
1 ــ فرض ضريبة التضامن على الموظفين الذين يتقاضون 10 آلاف درهم فما فوق شهريا ، علما أن هذه الفئة هي "الحيط القصير" الذي تلجأ إليه الحكومة كلما اشتدت الأزمة المالية .وعوض أن تفعّل الحكومة القوانين الجاري بها العمل وتقدّم ملفات الفساد ونهب المال العام إلى القضاء لاسترجاع الأموال المنهوبة والمهرَّبة ، وهذا ما ينص عليه الدستور ، فضلت إثقال كاهل الموظفين بمزيد من الاقتطاعات .وهذا جبن سياسي وخرق دستوري.
2 ــ تبذير المال العام بكل سفه في ما لا مردودية له اقتصاديا أو اجتماعيا . فبحسب المعطيات التي تضمنها مشروع قانون المالية لسنة 2021 ، وهي سنة الأزمة بامتياز بسبب جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والمالية ، قررت حكومة البيجيدي تبذير آلاف الملايير على اقتناء التجهيزات الخاصة بالوزارات والإدارات العمومية وكأن المغرب ، إما خارج من كوارث طبيعية ، لا قدر الله، دمرت كل التجهيزات والوسائل ، أو حديث الاستقلال لم يترك الاستعمال غير بنيات تحتية وتجهيزات متآكلة. إذ في ظل وضعية الوباء ، خصصت الحكومة 1900 مليار سنتيم لتجديد تجهيزات المكاتب واقتناء سيارات فاخرة لفائدة الوزراء والمدراء العامين بمختلف الإدارات العمومية . فضلا عن هذا ، فقد رصد 200 مليار سنتيم لأداء فواتير الهواتف والأنترنيت والكهرباء والماء الخاصة بالقطاعات الوزارية التي من المفروض أن تعتمد إجراءات تقشفية صارمة لتخفيف العبء المالي عن الميزانية العمومية التي تعاني من العجز في الظروف العادية ، والذي تعمّق بسبب الوباء. لم يأبه رئيس الحكومة بهذا النزيف في المالية العمومية ، بل زاد من حدته لما خصص 2960 مليار سنتيم كإعانات تمنحها الحكومة للمؤسسات العمومية التي باتت عبءا ثقيلا على المالية العمومية ؛ مما يفرض على رئيس الحكومة إعادة النظر في كثير من هذه القطاعات بإلغاء تلك التي فقدت جدواها وانعدمت مردوديتها تمشيا مع خطاب العرش 2020 الذي حث على إحداث إصلاح عميق للقطاع العام والمقاولات العمومية لتحقيق التكامل ورفع أدائها الاقتصادي والاجتماعي.
3 ــ تعيين أعضاء الهيأة الوطنية لضبط الكهرباء في ظل الأزمة الناتجة عن الجائحة برواتب وتعويضات لا تقل عن رواتب وتعويضات الوزراء . وأيا كانت أهمية هذه الهيأة ، فإن ظروف الأزمة تفرض تأجيل تعيين أعضائها إلى ما بعد تعافي الاقتصاد والمالية العمومية .لكن رئيس الحكومة كان له رأي مغاير ومعاند للرأي العام الوطني الذي استنكر هذا التعيين .
4 ــ تخصيص 11 مليار سنتيم لأداء رواتب وتعويضات 178 مستخدم بالوكالة المغربية للطاقة المستدامة MASEN. بل إن المعطيات التي تداولتها بعض المواقع الالكترونية تشير إلى أن معدل راتب وتعويضات كل مستخدم بالوكالة يصل إلى 10 ملايين سنتيم شهريا .طبعا لن يسأل رئيس الحكومة نفسه هل خزينة الدولة تتحمل مزيدا من النفقات لأنه كما يقول المثل الشعبي "لي ما ولدو ما حن عليه". وكيف له أن يحمل همّ المالية العمومية وحزبه فتح كل الأبواب للغزو التركي للسوق المغربية فتسبب في تشريد آلاف العمال وإغلاق مئات المقاولات.
5 ــ تخفيض رسم الاستيراد المطبق على الإطارات المطاطية الخاصة بالحافلات والشاحنات وجرارات الطرق والمركبات والآلات الزراعية وآلات الهندسة المدنية من 40 في المائة إلى 17.5 في المائة. فكل هذه الآليات لا يملكها بسطاء المواطنين ومحدودي الدخل ، بل هي في حد ذاتها تدر مداخيل مهمة لفائدة مالكيها ، ومن ثم لا شيء يضطر الحكومة لتخفيض رسوم الاستيراد عليها.كان عليه أن يخفض الرسوم على الأدوية ، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة باهضة الثمن.
6 ــ تخفيض الضريبة التضامنية على شركات قطاعات الاتصالات و الاسمنت و المحروقات من 5% إلى 3،5% ، علما أنها شركات راكمت ثروات هائلة ، سواء من الاحتكار أو من التواطؤ على الإبقاء على الأسعار مرتفعة رغم انخفاضها عالميا (الاتصالات ، المحروقات )، فضلا عن تغاضي الحكومة عن مطالب المعارضة البرلمانية باسترجاع 17 مليار درهم من شركات المحروقات .
إن رئيس الحكومة ، وهو يُقْدم على مثل هذه القرارات المجحفة في حق المالية العمومية وعموم الموظفين ، يثبت أنه لا يتعامل مع التقارير التي تهم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المغرب بكامل الجدية والمسؤولية ،ومنها تقرير متابعة الوضعية الاقتصادية للمغرب الذي أصدره البنك الدولي والذي يتوقع فيه انكماشا للاقتصاد المغربي بنسبة 6.3 % خلال السنة الحالية بسبب أزمة جائحة كورونا ووضعية الجفاف، فيما تقرير صندوق النقد الدولي يتوقع انكماشا يصل إلى 7 %. فرئيس الحكومة يتعامل باستهتار حتى مع تقارير المؤسسات الوطنية (المندوبية السامية للتخطيط تتوقع انكماشا بنسبة 5.8 ، أما بنك المغرب فيتوقع تراجعاً بـ6.3 %). هذه التقارير كافية لتجعل رئيس الحكومة يراجع كل التعويضات والامتيازات الممنوحة لكبار الموظفين وللشركات والمقاولات الكبرى ، وأن يتخذ القرار السياسي الجريء بربط المسؤولية بالمحاسبة والشروع في محاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة. فالاقتصاد الوطني والمالية العمومية لن يتعافيا من آثار الجائحة بمجرد القضاء على الوباء ، بل ستمتد لسنوات ، وهذا الذي لا يستحضره رئيس الحكومة حين يهم باتخاذ القرارات إياها، بل ربما لا يدرك خطورة أن نسبة السكان المعرضين للفقر سترتفع خلال السنة الجارية، بحيث ستنتقل من 24.4 في المائة إلى 27.5 في المائة.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء البيجيدي يتشبثن بزواج القاصرات.
- البيجيدي حزب اللهطة والبيليكي.
- البيجيدي حزب الميوعة وقلة الحياء.
- رسالة إلى صديقي صلاح الوديع .
- حكومة البيجيدي ستتيه عن خارطة الطريق.
- فرنسا تقاوم الإسلام السياسي حتى لا يطفئ أنوار باريس .
- نجاح اليقظة الأمنية في مواجهة التهديدات الإرهابية بالمغرب.
- اقطعوا دابر الانفصال قضائيا.
- حين يستعرض البيجيدي عضلاته على الدولة .
- وزير إهمال حقوق الإنسان.
- المال والإرهاب أدوات التوغل التركي في إفريقيا.
- تبرئة المغتصِبين توحد بين المتطرفين .
- حكومة البيجيدي ودعوة الـ-يونيسف- إلى حماية الطفولة.
- أمنيستي صارت إحدى أدوات تفكيك الدول.
- حقوق ضحايا الاغتصاب ليست للاتجار.
- ما عاد السجن يرهب القتلة المغتصِبين .
- إستراتيجية تركيا وإيران :تفكيك المجتمعات ونهب الثروات .
- تنّورَتا الشلواطي والرحالي تفضحان سكيزوفرينيا البيجيديين.
- الإسلاميون المتآمرون ضد الوطن.
- حماية الفساد مس بمصداقية المؤسسات.


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - اقتصاد ينكمش وحكومة تبذّر .