|
من ناشط وناطق ومُدافع عن .. المملكة العربية السعودية الى مجهول المصير ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6711 - 2020 / 10 / 22 - 15:08
المحور:
الصحافة والاعلام
قليلاً جداً الأخبار عن اخر مستجدات التحقيقات والمجريات القانونية في قضية مقتل الصحافي السعودي في قنصلية بلادهِ في اسطنبول تركيا. خديجة جنكيز خطيبتهُ التي تبنت الملف الشاق ها هي بعد عامين تسعى مع مجموعة من المحاميين والحقوقيين والمدافعين عن حرية الرأى والمعتقد في بلادها وبتحريض عانى من جانب السلطة القضائية التركية وتتلقى مساندة علنية نتيجة العداوة بين تركيا وتدخلها بوجه المملكة العربية السعودية في مناطق ساخنة في كافة الأصعدة . مع العلم ان الوقت الذي ساد مؤخراً يُشيرُ الى التهدئة في التعتيم على قضية جمال الخاشقجي الذي الى الأن لم تتوصل قوات الأمن التركية في الوصول الى نتائج آلية لمعرفة كيفية إخفاء الجثة داخل القنصلية السعودية . اودّع الصحافي والناشط والناقد والمدافع السعودي "جمال خاشقجي" اوراقهِ المهمة وهواتفهِ المحمولة امانة لدى خطيبتهِ التركية الأصل "خديجة جنكيز" التي لها دراسات موسعة عن سلطنة "عُمان ".صباح يوم الثلاثاء الماضي في الثاني من الشهر الجاري "2-أكتوبر-2018-" بعدما كان قد وعدها ان يدخل الى مقر ومبني القنصلية التابعة للمملكة العربية السعودية في اسطنبول لإستخراج أوراق رسمية ومدموغة بالأختام الرسمية من قبل دولتهِ لكي يتسني لَهُ من جديد بعد طلاقهِ من زوجتهِ الأولى الدكتورة" آلاء نصيف"،في الإرتباط بها مجدداً، هذا ما قالته الناشطة والخطيبة التي غدّت اكثر من "لغزاً" حير الكثير من الذين يتابعون الأزمة القاتلة والحادة في أوقاتها وزمانها وهي تزداد تعقيداً دقيقة بعد اخرى، الموت او القتل او الخطف او حتى الإذابة في الأسيد .والإعدام شنقاً على "أعواد المشانق" او رمياً بالرصاص او ترك الأجساد الحيّة عرضة لكي تفترسها الوحوش في الصحاري او تغرقها في قاع المحيطات ،كلها افعال وأعمال اجرامية كانت على مر التاريخ الحديث في البلاد العربية إنتقاماً خصوصاً مع اصحاب الاقلام النزيهة في الكتابة عن الحقائق حتى لو كانت" مرّةً"؟ من المعروف ان الصحافي جمال خاشقجي كان محرراً في "جريدة الشرق الاوسط" التي تُعتبرُ منارةً ومنطلقاً ومنبراً مهماً يُطِلُ عن احداث المملكة العربية السعودية التي ساهمت في تأسيسها منذ "1978". كذلك كان يعمل كاتباً صحافيا في جريدة "الحياة" التي يملكها واحدُ من الأمراء الذين يروّن نهج الصحافة اكثر إشعاعاً من غيرها في الوصول الى عقول الناس. كذلك كان قد كتب لسنوات طويلة عن المجتمع السعودي في مجلة "المجلة" التي كانت تختار موادها عن مسار الحكم الملكي في عصر التطور والتقدم والازدهار"،هكذا كانت كتابات جمال خاشقجي الذي وثقت بهِ وزارة الإعلام السعودية في سنوات ما بعد الغليان نتيجة افعال وأعمال الإرهاب الذي أُتهّم بهِ الشباب السعودي بعد "2001" خصوصاً حينما زُجّ بأكثر من المئات للمتهمين السعوديين في سجن "غوانتنامو" الشهير؟ وصار كتابهِ أنذاك "علاقات حرجة السعودية بعد-11-سبتمبر" من اهم الاعمال التي تقرب بها الى كبار الخبراء المدافعين عن خط المملكة المعتدل في السياسة الداخلية والخارجية .الى درجة وصفهِ من احدهم انهُ العقل السياسي في مسيرة المملكة العربية السعودية في جميع الميادين والساحات الدولية .وكان لَهُ إتصالات يومية مع الأمراء ومنهم الوليد بن طلال الذي إختارهُ مديراً إفتراضياً الى المحطة والقنال التلفزيونية التى كان الامير قد أطلقها مؤخراً. إن الأزمة التي اصبحت تُشكلُ خطراً حقيقيا على العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية من جهة ،والولايات المتحدة الامريكية والغرب قاطبةً ،زائد تركيا من جهة اخرى . وصلت الى مراحل النقد الجارح والفاضح والغاضب حسب التصريحات النارية للرئيس دونالد ترامب منذُ أسبوعين عن العلاقة الاقتصادية التي ترعاها بلادهِ مع المملكة العربية السعودية في تعدياتهِ وإنتهاكهِ كل القوانين والإتفاقات بين البلدين قد تُصبحُ في مهب الريح إذا ما نفذت المملكة العربية السعودية تعهداتها في دفع ما عليها من أموال بدلاً لحمايتها من اجل الإستمرارية . على ما يبدو إن تدبير أختفاء جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية سوف تكون محل تساؤول دولى عام لما يتمتع بهِ الكاتب من مصداقية منذُ ما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر "2001" حيثُ كانت له علاقة مميزة مع كبار الموظفين في وزوارة الخارجية السعودية ومع الامير "سعود الفيصل" شخصياً ومع كبار مساعديه أنذاك في العمل من اجل إزاحة التهمة عن شباب المملكة العربية السعودية المتواجد في ميادين واسعة ويُعتبرُ متهماً في الإرهاب ولم تكن عملية نيويورك إلا تكملةً الى قيادة اسامة بن لادن وحربه في أفغانستان والباكستان والسودان ونيروبي وسواها ؟ الى ان حددت الخارجية السعودية كل طاقاتها في الإستعانة بالمستشارين والخبراء الذين لهم تواجد في الغرب وفِي لندن، وباريس ،وواشنطن ، تحديداً وهذا كان دور جمال خاشقجي ،بعد الأحداث الدامية حيث اصبح وجهاً مألوفاً لدى المحطات التلفزيونية الغربية والعربية إبان فترة ولادة الربيع العربي وصاعداً.كانت معظم مداخلاته ما قبل التغيير الجذرى الذي احدثهُ "الامير محمد بن سلمان" عبارة عن خدمة طوعية للنظام السعودي الذي يعتبرهُ ممثلاً لآمال ابناء المملكة العربية السعودية في إرساء الأمن والتطور والعيش في سلام. لكن التحول السريع في فكر جمال خاشقجي عندما صار لَهُ "زاوية و عامود" صحفي في جريدة "الواشنطن بوسط "، وأُعتبر ناقداً جارحاً للسياسة الجديدة والحديثة للأمير الشاب كما سماه في مقالاتهِ قائلاً عَنْهُ انه متحمس الى درجة الغرور وحُبه للسيطرة والهيمنة على حكم المملكة تحت ظل ولاية والده الملك سلمان بن عبد العزيز. إذا كان هناك املاً ضئيلاً في توجيه رسالة الى كل ضمير حيّ يحترم حقوق الإنسان ويُقدر الأدوار الخطيرة التي يقوم بها اصحاب الأقلام في تقديم صورة واقعية عن الأحداث والآلام في كل البقاع والاصقاع لإيصال الكلمة الحرة من خلال الصحافة. نأمل ان تتظافر الجهود المبذولة وتتكلل بالنجاح في الأفصاح عن مصير جمال خاشقجي وأمثالهِ من ابناء مهنة المتاعب ، ها هو يتحول في ليلة وضحاها من ناشط ومدافع عن بلادهِ في الغرب الى أسير مجهول المصير وربما فقيد وشهيد من اجل الصحافة وحرية التعبير ، عصام محمد جميل مروّة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضرورة تفعيل أداء الجمهوريات .. كريم مروة في كتابهِ نحو جمهور
...
-
لِلحرب العالمية الأولى .. دورات عُنف لا تُغتفّر ..
-
إستشراء الفساد لأرباب السلطة .. تمادى الثوار في إنتفاضتهم بِ
...
-
مخاطر الإستمرار في التنازل .. عن ارض الأجداد فلسطين ..
-
وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..
-
النِزاعات في الشرق الأوسط .. تتحول الى دمار شامل .. صعب ايقا
...
-
حق العودة مَرهوّن بِلا تسوية ..
-
غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..
-
زيارة متأخرة إلى كتاب .. تلك الأيام - معتقدات وطقوس .. للإست
...
-
صِناعة الإبداع وفنون المناورة .. جموّل الحكاية منذُ البداية
...
-
صخب ديموقراطي و عضبٌ جمهوري
-
مجازر صبرا وشاتيلا حصاد الصهيونية والعنصرية .. الصامتة لكل م
...
-
مِن دياب الى اديب .. عون على السمع ارسل .. ماكرون إنجِزوا و
...
-
أعتراف الغرب شِئنا ام أبينا إن الإسلام .. مصدر قلق بعد الحاد
...
-
القناص والصائد هنري كيسنجر يُنجِزُ .. التطبيع من بوابة الوزي
...
-
هل ما زال لُغز الإختفاء والتغييب مُحيراً .. الإمام موسى الصد
...
-
مساعى السلام والتطبيع قطار سريع .. عربيٌ نحو الركوع وتناسى ف
...
-
القراصِنة الصهاينة يتذرعون بحماية امن .. معابر ناقلات النفط
...
-
من افكار الجنرال غورو إيصال .. لبنان الكبير الى جيل إيمانويل
...
-
الجمهورية العائمة على .. فساد وفوضى دائمة ..
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|