أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - الانفتاح خيار الحياة














المزيد.....

الانفتاح خيار الحياة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6711 - 2020 / 10 / 22 - 11:38
المحور: المجتمع المدني
    


 
ادهم ابراهيم 

الإبداع الانساني عماد التكنولوجيا والعلوم والاداب والفنون ، وكل المنتجات التي يستخدمها الجنس البشري من اجل تحسين الحياة .

والابداع من مخرجات الموهبة التي  تعتبر القدرة الفائقة والاحترافية العالية ، وهي منحة إلهية فطرية لدى الفرد الموهوب .
   والموهوب ذو عقل ابداعي حسب اختصاصه وموهبته .

والعقل المفتوح يحقق الابداع ، شأنه شأن الموهبة التي لايتمتع بها كل انسان . فالتعامل مع الاخرين بعقل متفتح يحدث نقلة نوعية في العطاء الانساني والاجتماعي . بعكس العقل المنغلق فهو محكوم بالتقليد الاعمى وتكرار نفس الأخطاء .
حيث يهتم الأشخاص المنغلقون على انفسهم بإثبات صحة افكارهم وعقائدهم  أكثر من اهتمامهم بتطوير انفسهم او الحصول على مستوى أفضل لحياتهم .

نحن نعيش الآن أكثر من أي وقت مضى في عالم متغير وسريع ،
مما يتطلب مجاراته في التقدم  الثقافي والتكنولوجي ، واللحاق به بالانفتاح على التجارب الجديدة والطرق الحديثة في تعاملنا مع الافكار او النظر إلى الأشياء .

إذا لم نبق محدثين ، فسوف نفقد التطورات التي تحدث في العالم .
وانفتاح العقول يطلق العنان لابداعات اكثر شمولية ، ويمنح العقل قوة فكرية تفوق الخيال .

أن تكون متفتح الذهن يعني أنك تتقبل مجموعة متنوعة من وجهات النظر والمعلومات والأفكار ، وهذا يعني أن تكون مرنًا قابلًا للتفاعل مع الاخرين .

نحن لسنا بحاجة الى وعاظ يكررون نفس الافكار والتجارب ، نحن بحاجة الى نخب مبدعة متفتحة العقل حتى نتماهى مع التطور العلمي والثقافي والاجتماعي .
مما يتطلب فتح عقولنا ، والذهاب  الى التغيير الجذري . وليس الاكتفاء بما هو موجود واجترار افكار وامجاد الماضي ، والا سنظل نراوح مكاننا ، حيث لا توجد نهضة او نقلة اجتماعية متميزة من دون فكر متحرر منفتح على الجميع . وهذا مانشاهده من خلال دراسة التاريخ الانساني على مر العصور .

والاشخاص المنفتحون على استعداد دائم لتغيير وجهات نظرهم عند تقديم حقائق وأدلة جديدة .
فإذا قصرنا أنفسنا على ما عرفناه وشعرنا براحة أكبر بالعيش في الماضي ، فسوف نصبح محبطين بشكل متزايد وأقل قدرة على التعامل مع التغييرات العالمية المستمرة ، وهذه حتمية تاريخية .

ان الميل لتأكيد معتقداتنا يسمى تحيز myside ،. وكثير من المتحيزين لنهج معين ، يعتقدون بأنَّهم على صوابٍ دوماً ، وغيرهم على خطأ دون مراجعة الذات او اعادة التفكير والنظر في احتمال الصواب عند الغير . وهم يميلون إلى التشكيك في كل فكرة تتعارض مع أفكارهم ! .

في عالم يتزايد فيه الصراع  والاستقطاب ، من المهم أن تكون قادرًا على الخروج من منطقة السكون والتحفظ الى آفاق
الانفتاح السياسي والاقتصاي والاجتماعي والثقافي ، مع الاخذ
بوجهات النظر والأفكار الأخرى الملائمة .

 ان الانغلاق على موروثات الماضي والتمسك بها بتزمت وتطرف ، يتعارض مع النهوض بالمجتمع على طريق التحديث .
وعلى المستوى الشخصي اذا اخترنا أن نتعامل مع الحياة بنفس الطريقة يومًا بعد يوم ، سينتابنا الشعور بالملل وعدم الإلهام ، ونقلل من قدراتنا العقلية والفكرية ، ونصبح أقل إثارة للاهتمام من قبل الآخرين ، ونعرض أنفسنا لخطر الإصابة بالأمراض الانتاكسية العقلية كالزهايمر وغيرها .
والعمل على تنمية العقل المنفتح هو نتيجة  للتفكير النقدي والمنطقي .
كما ان الانسان يصبح اكثر قوة عقليا من خلال الانفتاح على التجارب والأفكار الجديدة ، ويكون أكثر ثقةً بنفسه عند تعدد المجالات الفكرية والثقافية . وهو لا يخشى ارتكاب الأخطاء عندما يكون لديه عقل متفتح ، وبالتالي يكون أكثر تقبلاً للتعلم من خلال الاخطاء ، كما يزدهر الابداع وتبرز المواهب المتعددة .

وهكذا فان الشخص ذو العقل المنفتح لا يسجن نفسه فى قوالب جامدة تجعله أسير معتقد واحد يمنعه من التطور والإصلاح . 


حيث يعتبر العقل المنغلق تكريس لترسبات دينية واجتماعية من الازمنة القديمة . اليس كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ! مما يعني جمود الفكر ، وعدم تقبل التجديد . 
رغم حديث النبي المصطفى بان الله يبعث لهذه الامة من يجدد دينها .

نعلم جميعا ان الأشخاص المنفتحون هم أكثر تقبلًا للآخرين ولديهم تحيزات لافكارهم بدرجة  أقل .

 ولكن حذاري ، فقد يعتقد المرء أن الانفتاح الذهني يعني قبول كل شيء بسذاجة . كلا ، فالانفتاح يعني أننا لا نستطيع معرفة كل شيء ، وأن معتقداتنا ليست مبادئ ثابتة وأن هناك دائما أشياء جديدة نتعلمها كل يوم . لذا فنحن مستعدون أحيانًا لتغيير معتقداتنا وآرائنا أو أفكارنا . وهو ميزة أساسية لإثراء وجودنا حيث يفتح الباب لمزيد من التفاعلات الصادقة والعميقة مع العالم .
وعلى العكس من ذلك ، فإن العقل المنغلق لن يكون فقط تجاه الأفكار الخارجية ،  بل يتقوقع الشخص حتى على  أفكاره . وهذه النزعة هي أكثر مقاومة للأفكار الجديدة ، والبقاء رهن المعتقدات القديمة .
ولكنك إذا فتحت أبواب عقلك ولو قليلاً ، سترى افكارا رائعة ، قادرة على تحريرك من مستنقع الجمود .

يحدث ذلك غالبًا في حياتنا اليومية اذ نجد أشخاصًا لايستطيعون مغادرة نمط تفكيرهم . حتى ان بعض أصدقائنا نراهم متزمتين لا يرغبون في التغيير  أو لا يخاطرون بسماع رأي مختلف ، ويعتقدين أن أي شيء لا يتطابق مع آرائهم هو خطأ .

لعل الخوف من أكبر  الحواجز التي نواجهها على الإطلاق . فهو الذي يمنعنا من استكشاف الفرص والمسارات الجديدة امامنا ، والتي بامكانها زيادة الرضا داخل نفوسنا .

علينا ان نعي جميعا ان اي تقدم حضاري اوازدهار اقتصادي لايمكن تحقيقه من دون الانفتاح على افكار وتجارب الاخرين وان لامخرج لنا من حالة الركود الاقتصادي والعقم الفكري الا بمزيد بالانفتاحٍ الحضاري والفكري على العالم . ففي الانفتاح يتحقق الابداع والتقدم في المجالات كافة  .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
- التغلغل الايراني التركي في المنطقة
- الملابس والهوية
- اغتيال الفكر الوطني
- مشروع ضم اراضي فلسطينية
- شيوع الايمان بالمؤامرة
- نكسة حزيران بداية نكوص العرب
- نشأة العقائد اليهودية


المزيد.....




- جريمة جديدة.. إسرائيل تجوع الأسرى الفلسطينيين في سجونها
- نادي الأسير الفلسطيني: الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات بال ...
- شاهد.. الأردنيون ينددون بالمجاعة في غزة ويوجهون هذا النداء
- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - الانفتاح خيار الحياة