أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية














المزيد.....

دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية


حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 472 - 2003 / 4 / 29 - 03:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



في كتاب تاريخ الاحاسيس البشرية هنالك فصول مطولة ومملة عن الحكايات المسلية التي تخص البطولات والامجاد والفتوحات , والتي رافقتها جوقة ﻻباس بها من الانبياء والبواقين وخلفاء السيرة ، في محاولة بائسة ﻻضفاء طابع المجد على احداث الفصول التراجيكوميديا من خلال الترهيب بالتابوت ، وباشراف الرب ، ومساندة المخلص ، علىبركات دعاء الصالحين من الامة ٠
وكل الحداثات الفصامية التالية ، فيما بعد عن طريق القاء المعنى في الزوبعة واعادة البحث عنه ، على ايقاع الدرويش ٠
ويستمر الذهن العربي بوراثة بزة دون كيخوتة ، وتظل عدوته الطاحونة تدور ، حتى تطبق عليه مصيدة الواقع ، فيخر مذبوحا يتخبط باوهامه ٠ المصيبة انه ظل يحارب طيلة ما مضى وهو مريض بزائدة دودية اسمها المقدس٠ وهي تنسف بطن ذهنه ، وتسمم جسده حتى يومنا المبارك هذا ٠
ويبدو ان العربي هوالانسان الوحيد المصر على الخجل من التخلي عن امراضه ، او حتى مطاردتها بدواء الاعتراف ، لكبرياء دونكيخوتي مزمن٠ فالمقدسات تهدده وتحاصره من كل صوب٠ فهو الوحيد ، العربي الذي لم يتمكن من التحول الى مشاركة مقدساته الحب ، بل مازال يحقد عليها من خلال هلعه منها٠ كما فعل الانسان الاول حين ظل يرتعد من كوارث الطبيعة ، فلو كانت القدرات المعرفية لهذا الانسان الطفل تمكنه من كتابة قصيدة عن العاصفة لما عبدها بفزع وربما لانزوى في كهفه واكتفى بمغازلة حبيبته ، وهذا ماحدث فعلا بعد ان تعلم الانشاد والغناء ، وراح خوفه ينصهر مع بقية الاحاسيس التي هو بحاجة ماسة اليها لتسيير عجلة التفصيل اليومي ٠ غير ان العربي ما زال يمنع الحب من ان يتسرب لمخيلته ، عسى وان يتصالح الوهم مع الحقيقة في مجزرة ذهنه ، وتوظيف مقدساته على هيئة وسادة سلام٠ بدل ان يتركها قفل ، او قفص اذلال ٠
وفي كثير من الاحيان يعمد هذا الانسان التائه الى تشكيلها ، كهلوسات تخدم اسلوبه القبلي في معالجة مصائبه ، او حتى لاستيعاب افراحه ٠

وربما يكفي ٠٠٠ يكفي ، مامرت وماتمر به هذه المقدسات من اعادة انتاج مشوهة ، حتى كفت على ان تكون ضمير٠ بل تحولت الى حربة مسمومة وبدائية ، يمكن لاي يائس ان ينتقم بها ، ولو من نفسه ٠ في حين تمكنت الكثير من الشعوب بالاحتفاظ بفسحة مناسبة للمقدس وبشفافية في قلوبها٠ مناضلة في سبيل انتاج المزيد من المقدسات التي تماشي خطوة الانسان المتحولة ابدا٠ فصار القانون ، على سبيل المثال ، احد المقدسات التي ﻻبد من تبجيلها ٠ قانون نجرته تجربة الواقع المعاش ٠ بينما ما زال العربي يفهم القانون على كونه في ذيل قائمة مقدساته ٠

ربما يكفي ٠٠٠ اما آن للعربي ان يعترف او يتعلم او يلتفت بصدق ، ويكف عن خوض الحروب ضد نفسه ٠ وان يؤمن بالحب والتسامح ، كشرط لانتصارات الطمانينة ٠
اما آن لنا ان نستئصل الزائد من الخطب والحماسة والخرافة والكبرياء والامجاد الغابرة التي نعلقها على شماعة المقدس ٠ اما آن لنا ان نكف على نطح العالم بذريعة اننا خير امة اخرجت للناس ٠ اما آن لنا ان نسمح لطفل سوي ان ينبت بلا شوائب ٠
اما آن لشمس ٠٠ لزهرة ٠٠ لعربي بلا سيوف وطواحين ٠

 



#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفافية الارهاب
- الاخلاقيون الجدد
- خمس دقائق ، من اجل هذه اللحظة !
- - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -
- المخلص ام بروتس


المزيد.....




- بعد عزل الرئيس.. كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسي ...
- مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Xiaomi
- الجزائر وفرنسا: كيف يفتتح البلدان -المرحلة الجديدة- بعد أزمة ...
- جماعة أنصار الله: غارات أمريكية قتلت شخصين على الأقل في صعدة ...
- مالي والنيجر وبوركينا فاسو تستدعي سفراءها من الجزائر بعد اته ...
- ما قصة اشتعال السباق النووي بين الصين والهند وباكستان؟
- نتنياهو يصل واشنطن لمناقشة -ملفين رئيسيين- مع ترامب
- بدنيا ونفسيا.. إسرائيل تعلن عدد جنودها المصابين في حرب غزة
- الجيش الروسي يسيطر على بلدة في سومي ويدمر 100 مسيرة أوكرانية ...
- -لا يتذكر-.. أردني أن حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية