أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحلام أكرم - تفادي معركة الحقوق المصرية في الإلتزام بالحقوق الإنسانية العالمية التي وقّعت عليها في المعاهدات والإتفاقيات الدولية ....















المزيد.....

تفادي معركة الحقوق المصرية في الإلتزام بالحقوق الإنسانية العالمية التي وقّعت عليها في المعاهدات والإتفاقيات الدولية ....


أحلام أكرم

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 23:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


• أعتقد بأن هناك إجماعا بين كل الأديان على مقولة "إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء """ من هذا المبدأ سأنطلق في مقالتي هذه عن الصراع الدائر والمستمر في تشريعات الحكومات العربية وفي التجاهل المتعمد لحقوق الأقليات من غير المسلمين .. وما تُخلّفه الإختلاقات في الحقوق من إنقسام وتعصب بين المواطنين في المجتمع الواحد .. بحيث تؤثر سلبا على قيمتي العدالة والمواطنة وعلى السلم المجتمعي
• ؟؟ وهو ما بينته في مقالتي شهر إبريل عام 2019 تحت عنوان "لماذا لا يوحد الأردن قانون الأحوال الشخصية ليعزز قيمة المواطنة ""؟؟؟
https://elaph.com/Web/Opinion/2019/04/1244864.html

وعلى ضوء الخبر الذي قرأته في 19-10-2020 عن " تقديم ممثلي الكنائس المصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية مشروع قانون الأحوال الشخصية للأقباط إلى مجلس الوزراء .. هذا الخميس.. تمهيدا لعرضة على مجلس النواب لمناقشته وإقرارة "" أعود لأكتب عن نفس الموضوع منادية بنفس المبدأ لتعزيز قيمتي المواطنة والعدالة ..ومُحذرة من تداعيات تمرير القانون .. ليس لأني ضده على الإطلاق ولكن لأنني لا أؤمن بأنصاف الحلول .. وللآثار السلبية المتوقعة من تمريره .. ولأني ومن كل قلبي أحب مصر ..
قبل ما يُقارب الخمس سنوات دُعيت من أحد المعاهد الأجنبية مع عدد محدود من المدعوين من أقطار عربية أخرى إلى مؤتمر في القاهرة لبحث العوائق التي تقف أمام التعددية وقبول الآخر المختلف .. بحضور ممثلين عن الأزهر وعن الكنيسة القبطية .. في اليوم الثاني .. إستجمعت شجاعتي لأسأل هؤلاء الممثلين الدينيين .. تُرى لو أقرّت الحكومة المصرية الإلتزام بقوانين الحقوق العالمية للإنسان والمرأة.. فهل ستتقبلون قرار الحكومة ؟؟؟؟ السكوت والصمت جاء من جميعهم .. إلى أن تبرع أحد ممثلي الكنيسة بالقول ... سيدتي أود أن أؤكد لك بأن الكنسية والأزهر كلاهما مُصر على سيطرته على رعيته ولن يتخلى عنها بأي قرار حكومي ؟؟؟ ورددت بالإجابة فورا .. ولتذهب المواطنة إلى الجحيم ...

واليوم أواجه بالخبر السابق ....
- هل التقدم بمثل هذا القانون .. من حق الأقباط ؟؟
قانونيا .. إستنادا للمادة الثالثة في الدستور التي تتيح لغير المسلمين حق الإحتكام إلى شرائعهم في سن التشريعات المرتبطة بأحوالهم الأسرية .. بالتاكيد من حق الأقباط.
ولكن وقانونيا هذه المادة لا تتوافق مع بل وتتعارض نصا وروحا مع المادة الثانية التي تنص على أن ""الإسلام دين الدولة واللغة العربيه لغتها الرسمية ومبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ""؟؟؟ خاصة ومع تعارض تشريعات الشريعة الإسلامية مع مبدأي .. التبني .. و المساواة في الإرث .. والمساواة بين الرجل والمرأة ؟؟؟ القيم التي تحملها التشريعات القبطية ..
لا يقف الإلتباس في المواد الدستورية لهذا الحد .. بل يتعداه ليؤكد على مدنية الدولة ؟؟؟ ولكن الدولة المدنية تؤكد بأن حقوق المرأة والرجل في الوطن لا ترتبط بالدين .. بل بالمواطنة فقط .. أما التشريع بحسب الديانة المُسجل في البطاقة الشخصية فهو قطعا يتعارض مع الحقوق المدنية ؟؟
لقد أُجبر الأقباط على الخضوع لشريعة الأغلبية لسنين مضت .. خاصة وفي موضوع عدم المساواة في الميراث ؟؟ ولكن السؤال ... ألا يتنافى عدم المساواة في أي شكل من أشكالها مع العدالة الإلهية والمساواة .. ألا يتنافى منع التبني مع العواطف الإنسانية النبيلة ؟؟؟؟
إضافة إلى أن النظام الديمقراطي الذي تنص عليه المادة الأولى في الدستور المصري "" جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة موحدة لا تقبل التجزئة , نظامها جمهوري ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون ""
النظام الديمقراطي يكفل حقوق الأقليات في حق المعتقد والعبادة ..على أساس المواطنة وسيادة القانون الذي تُشرّعة الدولة وليس المؤسسات الدينية .. قانون موحد لجميع المواطنين يضمن عدم إجبار الأقليات على التسليم بحق الأغلبية .كما كان حاصلآ..

نعم قام الرئيس بالطلب المباشر من الكنائس بالإسراع في إعداد مشروع الأحوال الشخصية ؟؟؟
هل مطالبة الرئيس السيسي الكنائس بسرعة إعداد هذا التشريع تكتيك سياسي .. لتنبيه الأزهر الذي ما زال يراوح مكانة في تقديم قانون للأحوال الشخصية وإصراره على العمل بمفرده على هذا المشروع .. بينما عارض ولا زال يُعارض مشاريع تقدمت بها الحكومة والنواب حتى وبدون الإطّلاع عليها .. وإعتاد وعوّد مسلمي مصر على تنصيب نفسه مدافعا عن الإسلام وعدم قبول أي تشريعات تخالف تراثة أو شريعته ؟؟؟ رافضا لكل مطلب في الإصلاح أو تجديد الخطاب الديني .. كما في طلب رئيس الجمهورية إلغاء الطلاق الشفهي .. وإصرار الأزهر على إعتبار التبني خطرا على السلم المجتمعي .. ورفض المساواة بكل أشكالها بين الرجل والمرأة .. بمعنى أنه وضمنا يرفض المساواة بين المواطنين بما فيهم الأقباط !!!
ومع كل ما سبق ومع إعتبار تمرير القانون إختبارا لعلاقة الحكومة بالمؤسسات الدينية .. ومحاوله الجكومة تكريس المدنية في أذهان المواطنين .. وحث ضمني للأزهر على التقدم بحلول مناسبة للتجديد ... إلا أنني أعتقد بأن تمرير هذا القانون سيُعطي المؤسسات الدينية الإستقلال التام وعدم الخضوع لقوانين الدولة .. الأمر الذي يعمل عليه الأزهر ويتوق لهذا الإستقلال .. كما والكنيسة أيضا ... لأن تمرير هذا القانون الذي سيجمع كل تعاملات الأقباط .. كما وسيحظر قبول الدعاوى القضائية الخاصة بالأحوال الشخصية للمسيحيين قبل عرضها على الكنيسة .. ولا يجوز الطعن في قرارات المجلس الإكليري أمام القضاء .. بمعنى الإستقلال التام عن الدولة ؟؟؟؟؟؟ وهو ايضا ما يقع تماما في خوف الحكومة من تحول المؤسسات الدينية بما فيها الأزهر وغيره من المؤسسات السلفية لجمهوريات دينية مستقلة ..؟؟؟؟؟ لا تخضع لقوانين الدولة .. بما يؤكد الملابسات بين مواد الدستور ذاتها ....
الخبر يقول "" تترقب الأوساط المجتمعية في مصر معركة محتدمة بين الحكومة وكل من الكنيسة والأزهر ""
يؤسفني القول بأن خطورة تمرير هذا القانون أنه سيعمل على صدام قادم لا محالة ولكن المعركة لن تكون مع الحكومة .. ولكن الصدام القادم سيكون مع أطراف مُتشعبة على المستوى الشعبي بين الأقباط والمسلمون خاصة في حال عمل السلفيين على تصعيد ديني تماما كما حدث قبل سنوات حين قدّم البابا شنودة نفس القانون تقريبا ..
ويؤسفني القول بأن تمرير هذا القانون لن يكون في صالح أي طرف من الأطراف الثلاثة .. الحكومة والأزهر والكنيسة ...وتكريس المدنية في أذهان المواطنين .. أو حث الأزهر للتقدم بحلول مناسبة للتجديد .. أو إعطاء الأقباط حقوقهم كلها حلول مؤقتة ... إعطاء المواطنين جميعا حقوقهم الإنسانية هو الطريق الوحيد لضمان سيادة الدولة والقانون ..
وأن المخرج من هذا المأزق يتمثل بالحل الوحيد أمام الحكومة المصرية لتجنب سيطرة الكنيسة و الأزهر والسلفيين الذين هم الأكثر شراسة ويسيطرون وربما أكثر من الأزهر على الذهنية الشعبية ...وللأسف نجحوا في الترويج لأفكار مغلوطة عن التبني وزرعوا الخوف في نفوس البسطاء بأن التبني قد يكون شكل من أشكال التبشير وزيادة عدد الأقباط .. وتناسوا بأن الخالق عز وجل أمرنا بالرحمة ..
خروج الحكومة من المأزق يتطلب إرادة سياسية قوية ووراعية وربط كل قوانين الأحوال الشخصية لكل المواطنين بما جاء في الإتفاقية الدولية سيداو وعلى قمتها تكوين ذهنية مواطنة جديدة تكفل حقوق المساواة والعدالة للجميع .. لخلق مجتمعات سوية لا تفرقة فيها ولا عنصرية ..
سيدي القارىء القبطي والمسلم .. كلاكما على الأرض وأصحاب حقوق .. وأنا مع الحقوق العادلة لضمان الأمن المجتمعي .. الطريق الوحيد لهذا السلم والأمن هو التوافق على أن إلتزام الحكومات العربية كلها بالإتفاقات الدولية للحقوق هو الطريق الأمثل للتعايش والحياة بأمن وأمان وضمان مستقبل كل أبناؤنا ..فالدين لله والوطن للجميع بغض النظر عن الديانه .. تصريح الكنيسة بأن "" أطفال الشوارع لو تبناهم مسلم أو مسيحي أفضل من نومهم على الأرصفة """ صادق 100% .. والتبني يحمل أرقى المشاعر الإنسانية والمساواة هي الطريق الوحيد للعدل والعدالة ... والخروج من نحن وهم .. فكلنا بشر من خلق إله واحد ....


أحلام أكرم



#أحلام_أكرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الإسلام الأوروبي الذي إبتدعه طارق رمضان على إنعزال الجال ...
- شرقا وغربا ..كيف وصلنا لهذا المستوى الخطير من التطرف ؟؟؟
- جتمعات الحلال والحرام ؟؟ لماذا نسيت الرحمة مع مجهولي النسب؟؟ ...
- سيداو .. الطريق إلى مجتمعات سوية لا تتصف بالعنف ؟؟؟؟
- الخطر الإخواني في التعايش في بريطانيا
- ذكرياتي في يوم كارثة نيويورك 11 سبتمبر
- الدور الفقهي للإلتباس الإنساني والأخلاقي في جريمة قتل الشرف
- الإلتباس الفقهي خلق الإلتباس التشريعي في جريمتي الإغتصاب وال ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحلام أكرم - تفادي معركة الحقوق المصرية في الإلتزام بالحقوق الإنسانية العالمية التي وقّعت عليها في المعاهدات والإتفاقيات الدولية ....