|
مع الدكتورة نورا أريسيان..عضو مجلس الشعب السوري حول الاعتراف بالإبادة الأرمنية
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 09:30
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
كان الشعب السوري هو أول من شاهد و عرف الإبادة الأرمنية، حتى أصبحت هذه الجريمة راسخة و مُدانة في الذاكرة الجماعية للمجتمع السوري، حتى أن مصطلح الإبادة استخدم في توصيف هذه الجريمة لأول مرة في التاريخ من قبل المحامي السوري فائز غصين، و ما هذه الخطوة التاريخية سوى تأطير قانوني لذاكرة كانت موجودة اصلاً في الضمير و الوجدان السوري. ومع اقتراب الذكرى الخامسة بعد المئة للإبادة الأرمنية، جاء قرار مجلس الشعب السوري حول الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية في 13/2/2020، والذي اعترف رسمياً بالإبادة الأرمنية وأدانها وأقرّها، كما أدان أية محاولة من أية جهة كانت لإنكار هذه الجريمة وتحريف الحقيقة التاريخية حولها، وأكد أن هذه الجريمة من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها. وبذلك أصبحت سوريا ثاني بلدٍ عربيٍ تتخذ تلك الخطوة، التي كانت لها مقدمات سابقة تمثلت في تدريس تلك المذابح في مناهجها الدراسية، بدءًا من العام الدراسي الحالي 2019-2020. وسبق و أن خصص جلسة خاصة في عام 2015 لمناقشة موضوع إدانة إبادة الأرمن، وأصدر بيانًا بهذا الخصوص. ولعبت الدكتورة نورا أريسيان، عضو مجلس الشعب السوري، دورًا كبيرًا في إقناع السلطات السورية بتدريس موضوع الإبادة بحق الأرمن في مناهجها الدراسية، وذلك منذ أن طالبت بذلك في فبراير عام 2017. وبعد سنتين من ذلك، أقر البرلمان السوري، العام الماضي، بتدريس المذابح الأرمينية في مناهجه الدراسية في خطوةٍ عكست التوتر السياسي القائم بين سوريا وتركيا خلال السنوات الأخيرة. ولقد لعبت لجنة الصداقة البرلمانية السورية – الأرمنية الدور الأكبر التي تترأسها الدكتورة نورا أريسيان في طرح الموضوع ضمن هذا التوقيت بالذات، فلقد عقدت لجنة الصداقة البرلمانية السورية – الأرمنية، قبل أسابيع من القرار إجتماعها، وناقشت موضوع إدانة الإبادة الأرمنية، وتم تقديم التقرير لرئاسة المجلس ليتم طرحه تحت القبة وإدراجه على جدول الأعمال حتي تم التصويت علي قرار الاعتراف بالإبادة الأرمنية. وحول هذا القرار وكواليس الاعتراف به، كان لأريك هذا الحوار مع الدكتورة نورا أريسيان الجندي المجهول والتي لعبت الدور الأكبر في خروج هذا القرار بالإجماع. - لماذا تعتبر الحكومة التركية والحكومات السابقة التعامل مع الملف الأرمني (تابو) محظورًا وغير قابل للنقاش..؟ من الواضح جداً سياسة الإنكار هذه التي تتبعها الحكومات التركية المتعاقبة تجاه هذه القضية، وهذا مردّه بأن تركيا مازالت تتجنب المصارحة مع ماضيها الأسود، وهذا سلوك تتبعه الدول والسلطات التي اقترفت جرائم وتنتهج نهم الهروب من الماضي، لأن ذلك سيلزمها إعادة أراضي شاسعة، وإعادة ممتلكات دينية وثقافية، ودفع مبالغ ضخمة.- - بم تفسري إقرار مجلس الشعب السوري بالإجماع للأرمن واعتبارها جريمة عثمانية؟ إن التصويت بالاجماع على قرار ادانة الإبادة الأرمنية في مجلس الشعب السوري يدل على توافق شعبي تجاه هذه القضية. وهذا يدل على أن هذه القضية تلقى دعماً من الدولة السورية وإجماعاً شعبياً لإدانة الجريمة التي اقترفها الأتراك بحق الأرمن، على اعتبار أن مجلس الشعب يمثل الشعب السوري بأكمله. وقد أشرت في مداخلتي يوم جلسة الإقرار الى أن هذا القرار يعد من أهم المبادئ والأهداف الوطنية لتعزيز القيم والحقوق والأمن وبمثابة إعادة العدالة التاريخية للشعب الأرمني ولا سيما للسوريين الأرمن الذين أضحوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري وأثبتوا وطنيتهم طوال عقود عديدة - ماذا يمثل لك اعتراف مجلس الشعب السوري كأرمنية ثم عضو مجلس شعب اعترف بالقرار..؟ أنا أنظر الى هذا القرار التاريخي بأنه يجسد بعداً سياسياً ، وكذلك بعداً اجتماعياً لجهة العلاقات التي تربط الشعبين السوري والأرمني عبر قرون طويلة. والنص جاء قوياً لما يحمل في متنه مفردات مثل الإبادة والمجازر والادانة والاعتراف. وأقول أن إقرار إبادة الأرمن من قبل مجلس الشعب سيكون له أثر وبعد كبير لجهة أن الشعب السوري هو أول من احتضن الأرمن الناجين من بطش الإبادة وهو الذي عانى أيضاً من سياسة التتريك على مدى سنوات طويلة، وأن السياسات التركية ما زالت تنتهج النهج ذاته بالاعتداء والقتل والإرهاب. - هل جاء الاعتراف السوري كرد فعل للعدوان التركي علي سوريا..؟ أم ماذا..؟ من المفيد أن نستذكر أن تركيا لعبت دوراً سلبياً للغاية تجاه سورية تجلى من خلال العدوان على سورية ،واحتلال أراضي ودعم مجموعات إرهابية وغيرها وذلك على مدى 9 سنوات. بالتالي الخطوة الجريئة التي اتخذها مجلس الشعب في شباط عام 2020 في إدانة الإبادة الأرمنية يحمل في أبعاده العامل التركي بجزء بسيط، لكن أعتقد أن العامل الأساسي كان في طريقة تقديم الطلب ونضجه في السلطة التشريعية، ولايمكن أن ننسى البعد الأكاديمي، لجهة الأرشيف السوري الذي يزخر بالوثائق والمصادر السورية عن الإبادة الأرمنية، والتي قمت بدراستها على مدى سنوات طويلة بشكل علمي لاسيما فيما يخص الصحافة السورية والمذكرات التي صدرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ،والتي كان لها وقع كبير في تشكيل وعي ورأي عام إيجابي تجاه مسألة الابادة الأرمنية - هل سيشجع القرار السوري إلي صدور قرارات مماثلة من دول عربية أخري أم سيخيم الصمت...؟ لو راجعنا نص القرار التي تبناه مجلس الشعب السوري، نجد أنه في نص القرار طالب مجلس الشعب السوري برلمانات العالم والمجتمع الدولي للاعتراف بالابادة الأرمنية وادانتها. أعتقد أنه على برلمانات باقي الدول العربية الاعتراف بابادة الأرمن وادانتها. وأعتقد أن موضوع إبادة الأرمن مطروح وبشدة في مصر، على الصعيد المجتمعي، وفي الإطار الأكاديمي، حيث العديد من الدراسات حول أرمينيا والابادة الأرمنية متوفرة وبقلم شخصيات مصرية هامة، لكن قضية الاعتراف بالإبادة الأرمنية تبقى محصورة فقط في هذه الأطر. كلي أمل بأن نصل الى اليوم الذي نرى فيه دعم القضية الأرمنية والاعتراف بالابادة قد أدرج على جدول أعمال مجلس الشعب المصري - ما الجهود التي بذلتها جمعية الصداقة الأرمنية – السورية التي تترأسها الدكتورة أريسيان من أجل الاعتراف السوري...؟ فعلاً، كانت البداية من الاجتماع التاريخي الذي عقدته لجنة الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية في مجلس الشعب السوري بتاريخ في 20 كانون الثاني 2020، وبعد مناقشة قضية اعتراف مجلس الشعب بابادة الأرمن، واستعراض الحيثيات التاريخية لحقيقة الإبادة، تقدمت بطلبها الى مقام رئاسة مجلس الشعب لإدراج قرار الاعتراف بالابادة الأرمنية للموافقة عليه، وبعد طرحه في جلسة في 13 شباط 2020 تمت المداولة تحت قبة المجلس. وكانت النتيجة الموافقة بالاجماع - لماذا ظلت القضية الأرمنية كل هذه الفترة دون حل عادل...؟ أرى أن القضية الأرمنية تجاوزت خطوات كبيرة خلال العقود الماضية لجهة توفير الرأي العام، وتقديم الدراسات والملفات هامة، ولكن الجميع يعلم أن القضايا العادلة التي تتطلب مخرجاً قانونياً لحلها وكذلك إعادة الحقوق لأصحابها من خلال المحاكم الدولية لاتلقى آذاناً صاغية، فالمصالح السياسية هي التي تسيطر في أروقة تلك الهيئات. ولكن سيبقى الشعب الأرمني في الشتات يناضل بشتى الوسائل من أجل الوصول الى العدالة والتعويض واستعادة كافة الحقوق
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيراز العبقري الذي أبهر مدينة النور
-
الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية
...
-
ويسألونك عن النفاق...!!!
-
ما أشبه الليلة بالبارحة مابين الكوليرا والكورونا..!!!!
-
كورونا في زمن الجاهلية
-
المشروع البحثي وسبوبة منتظرة
-
مصر في طريقها للاعتراف بإبادة الأرمن عام 1915
-
الشهيد الذي كرمته السماء والأرض.....في ذكراه الأولي
-
مفردات البيئة في الريف المصري
-
مقاومة دودة القطن في القرية زمان
-
شارل أزنافور..... قيثارة الغناء الفرنسي
-
لغز الطعايمة
-
حكاية الطليعة الوفدية
-
تراث القاهرة العلمي والفني في العصر الإسلامي
-
حقائق وأساطير تروي عن الطعايمة
-
أحن إلي خبز أمي
-
الإيرانيون في مصر
-
الصحافة الإليكترونية
-
المدنية
-
حقائق وأساطير تُروي عن الطعايمة
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|