أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل ستكون المدارس والجامعات الأهلية في العراق بديلا عن الحكومية المجانية ؟















المزيد.....

هل ستكون المدارس والجامعات الأهلية في العراق بديلا عن الحكومية المجانية ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 09:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سبق وان اكد برنامج الحكومة المستقيلة على خصخصة التعليم كبديل عن التعليم الحكومي الرسمي والذي هو من مسؤولية الدولة وواجبها حيث اكد المنهاج الوزاري ضمن حقل وزارة التربية على شراء المقعد الدراسي مشيرا الى : (( العمل على اعتماد مبدأ شراء المقعد الدراسي ودعم القطاع الأهلي في افتتاح مدارس ومعاهد اهلية مستوفية الشروط والتنسيق والتكامل بين التعليم الحكومي والأهلي والخصوصي لرفع مستوى التعليم في البلاد ..)) .
علما أن الدروس الخصوصية في السبعينات من القرن الماضي كانت ممنوعة ويؤخذ تعهد على المدرس بعدم ممارسته ويحاسب من لم يلتزم بتعهده . اما اليوم فالدروس الخصوصية منتعشة وبموافقات رسمية , وان المدرس الذي لا يخلص في عمله ضمن الدوام الرسمي يقوم بإعطاء طلابه دروسا خصوصية بعد الدوام مقابل اجور.
كما ورد في المنهاج الوزاري في فقرة وزارة التعليم العالي : ( ( التشجيع على تأسيس الجامعات الأهلية بمعايير وجودة عالية وتشجيع التعليم الموازي في الجامعات وادخال التعليم عن بعد ..)).
فهل سيكون التعليم الأهلي ( الخاص) في ظل الحكومة الحالية بديلا عن التعليم الحكومي ؟ خاصة وان الورقة الحكومية البيضاء لم تتطرق الى الموقف من التعليم بكافة مراحله. وهل التعليم الأهلي في العراق الآن افضل من التعليم الحكومي ؟
كان العراق وحسب تقرير اليونسكو في فترة ما قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من افضل انظمة التعليم في المنطقة , كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عالية وكاد العراق ان يقضي على الأمية في ذلك الوقت تماما من خلال حملات محو الامية. لكن التعليم بعد ذلك عانى الكثير بسبب الحروب التي خاضها النظام الدكتاتوري السابق وما تعرض له من حصار اقتصادي وانعدام الأمن. وفي الفترة السابقة كان متوسط الانفاق على التعليم الحكومي للطالب الواحد 620 دولار ولكن في عام 1980 ونتيجة الحرب العراقية – الايرانية تم تحويل الموارد العامة تجاه الانفاق العسكري ما ادى الى الانخفاض الحاد في الانفاق الاجتماعي العام وعانت ميزانية التعليم من عجز كبير والتي استمرت في النمو مع مرور السنين حيث لم تتواجد خطة استراتيجية لمعالجة هذه القضايا في ذلك الوقت .
وفي سنوات الأزمة التي مر بها العراق (1990 -2003 ) من حرب وحصار اقتصادي انخفضت حصة التعليم في الناتج القومي الاجمالي الى النصف تقريبا لتصل الى ( 3,3% ) عام 2003 , وانخفضت الموارد المخصصة للتعليم وانخفاض حصة التعليم لتصل الى 8% فقط من مجموع ميزانية الحكومة , اضافة الى انخفاض الانفاق الحكومي على تعليم الطالب الواحد من 620 دولار الى 47 دولار , كذلك انخفضت رواتب المعلمين من حيث القيمة الحقيقية الى جانب ارتفاع نسب التسرب .
بعد 2003 ظهرت العديد من المشاكل التي تعيق النظام التعليمي في العراق كنقص الموارد والطائفية وتسييس النظام التربوي والهجرة والتشرد الداخلي من المعلمين والطلاب والتهديدات الأمنية واحتلال داعش لثلث الأراضي العراقية وتفشي الفساد والأمية على نطاق واسع وتسرب الطلاب بهدف العمل او التسول عند تقاطعات الطرق والأسواق لإعانة عوائلهم الفقيرة .
في السابق كانت اغلب المدارس والجامعات حكومية ونادرا جدا ما تتواجد مدارس خاصة قبل 2003 . وبعد 2003 انتشرت المدارس والجامعات الأهلية ( الخاصة ) بكثرة في جميع المحافظات العراقية , واجتاح التعليم الأهلي مساحات واسعة من العراق كان يغطيها التعليم الحكومي سعيا وراء الربح والاستثمار .وتفضل العوائل المتيسرة ماديا اليوم التعليم الأهلي على الحكومي لكون عدد التلاميذ في الصف الواحد يكون اقل مما في المدارس الحكومية حيث تكتظ الصفوف بالطلاب وقد لا يجد الطلاب مقاعد لهم فيفترشون الأرض, اضافة الى توفر الأجواء المناسبة في المدارس الأهلية من تدفئة وتبريد وكهرباء واساتذة ذوي خبرة. غير أن العوائل ذات الدخل المحدود وهم الغالبية ليس بمقدورهم ارسال ابنائهم الى المدارس الأهلية بسبب كلفتها العالية خاصة اذا كان لديهم اكثر من ابن واحد, فهو يقتصر على العوائل المتيسرة ماديا . وبدأت المدارس الأهلية تمثل عبئا اضافيا على مدخولات العائلة العراقية في ظل الاقبال المتزايد عليها نتيجة التردي الحاصل في التعليم الحكومي , واصبحت المدارس الأهلية شكلا من أشكال التجارة المربحة بعد الاحتلال وتشجيع الحكومات المتعاقبة له وهي في تزايد مستمر حتى فاقت في عددها الـ ( 1500 ) مدرسة بحسب تقديرات المختصين من مدارس ابتدائية ورياض الأطفال ومدارس ثانوية وتتركز النسبة الأكبر منها في العاصمة بغداد.
ويعد اليوم مشروع امتلاك المدرسة الأهلية واحدة من اكثر الأعمال رواجا في العراق ويمكن ان يكون مدرا للربح خاصة في حال تنظيم دورات التقوية في العطلة الصيفية . وهذه العوائد المادية الكبيرة جعلت من المؤسسات التعليمية الأهلية محط انظار اصحاب رؤوس الأموال الذين لا يأبهون بالرسالة التربوية ويكون تركيزهم مقتصرا على الأرباح والتوسع المستمر .
ومن مساوئ التعليم الأهلي أن بعض المدارس الأهلية تلزم جميع المدرسين على وضع علامات متقدمة لمعظم التلاميذ بغض النظر عن مستواهم الدراسي خوفا من قيام اولياء امور الطلبة بسحب ابنائهم من هذه المدرسة وتسجيلهم في اخرى وبالتالي تعرضهم للخسارة المادية .وكثيرا ما تتغاضى وزارة التربية عن المواصفات والشروط الواجب توفرها في بناية المدرسة وكادرها وقد يدخل هذا ضمن صفقات الفساد .
ان موجة افتتاح الكثير من المدارس الأهلية تعتبر علامة على تدهور التعليم الحكومي في العراق . وفي السنوات الأخيرة غادرت العائلات العراقية الميسورة الحال المدارس الحكومية بسبب تدهور اوضاعها لتستقبلهم المدارس الخاصة. وسبق وان اقرت لجنة برلمانية ان البلاد بحاجة لبناء اكثر من (6000 ) مدرسة لاستبدال المدارس المهجورة او المهدمة ومواكبة النمو السكاني لكن الحكومة السابقة لم تحقق تقدما يذكر لإنجاز هذا الملف .
في عام 2012 منحت وزارة التربية 1200 رخصة لمدارس خاصة جديدة في جميع انحاء العراق ويوجد الان حوالي 600 مدرسة خاصة في بغداد .
وفيما يتعلق بالمدارس الأهلية هل وضعت وزارة التربية وكذلك وزارة التعليم العالي بالنسبة للجامعات ضوابط لتقييمها ويتم الالتزام بها ومتابعتها ويتم غلقها في حالة عدم الالتزام بالضوابط ؟ وهل هناك قانون يحدد الأجور في المدارس والجامعات الأهلية يتم الالتزام به ؟ وهل تلتزم المدارس والجامعات الأهلية بجميع الضوابط التي وضعتها وزارة التربية ووزارة التعليم العالي في فتح اي مدرسة او جامعة من ناحية توفر القاعات الدراسية الجيدة والفسيحة وتوفر غرف للإدارة وللكادر التدريسي وساحة بقياسات معينة للطلبة ولممارسة الأنشطة الرياضية ووجود مختبرات للمواد العلمية وخاصة بالنسبة للمدارس التي تؤجر بيوت ذات مساحات صغيرة ويتم تحويلها الى مدارس ورياض الأطفال لا تتوفر فيها الشروط والضوابط ويتم تمريرها بسبب وجود صفقات فساد .
وقد اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالتعليم وضرورة النهوض به من خلال (الاهتمام بالتعليم الحكومي في كافة مراحله ومواصلة الجهود لتصفية آثار المرحلة السابقة وآثار التوجهات الطائفية التي شهدها العراق بعد 2003 , والعمل على اصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها واعتبار قطاع التربية والتعليم من الأولويات المهمة وزيادة التخصيصات المالية والمادية والبشرية اللازمة للنهوض بهذا القطاع الحيوي مع توفير الأبنية المدرسية وفق المواصفات العالمية وتوفير شروط الراحة فيها من كهرباء وماء صالح للشرب وتدفئة وتبريد ومرافق صحية وتوفير المختبرات العلمية ومستلزمات ممارسة النشاط الرياضي والفني , اضافة الى اعتماد فلسفة تربوية – تعليمية تقوم على قيم المواطنة وتعزيز التفكير التنويري مع اعادة النظر في نظام ومناهج التعليم وطرائق التدريس بما يتفق وتأمين مستلزمات التقدم التقني والمادي وتشجيع البحث العلمي والابتكار وربط عملية التعليم بعملية التنمية الشاملة في البلاد واهدافها الكبرى , اضافة الى ضرورة ادراج تعليم المعلوماتية ضمن المناهج في مرحلة مبكرة واشاعة استخدام وسائلها في المدارس واستكمال عملية مكافحة الأمية وضمان مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة وتفعيل الزاميته في الدراسة الابتدائية ومعالجة ظاهرة التوسع المتنامي للتعليم الأهلي وآثاره على النظام التعليمي ككل مع شمول مرحلة رياض الأطفال بالسلم التعليمي والزامية التعليم وفقا لما جاء في الدستور العراقي ) , الى جانب وضع حد لتسرب الطلبة ومعالجة اوضاعهم المعيشية بتحسين المستوى المعيشي لأسرهم , الى جانب اصلاح التعليم العالي وصيانة حرمة الجامعات والمعاهد واستقلالها وعدم تقييدها بانتماء عقائدي او ايدلوجي او اي غطاء آخر . ومتابعة تطبيق القوانين والضوابط الخاصة بالمدارس والجامعات الأهلية ومحاربة الفساد .
فها ستتمكن الحكومة من تحقيق ذلك للنهوض بالقطاع التعليمي والتربوي وربطه بحاجات البلاد أم سيتم تركيزها على الترويج لخصخصة التعليم على حساب التعليم الحكومي وتخلي الدولة عن واجبها ومسؤوليتها في هذا القطاع الحيوي الذي يعتمد عليه تطور البلاد ومستقبلها ؟



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأحزاب في الحياة السياسية والديمقراطية في العراق
- من انجازات الحكومات المتعاقبة في العراق تأمين السكن الحديث ل ...
- من المسؤول عن تراجع دور الدولة الاقتصادي في العراق ؟
- هل حققت الحكومات المتعاقبة في العراق تنمية اقتصادية - اجتماع ...
- لماذا لا يودع العراقيون اموالهم في المصارف العراقية ؟
- من المسؤول عن الخلل الكبير في الاقتصاد العراقي وتعمق سمته ال ...
- العراق واليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 اكتوبر
- كل شيء في العراق بحاجة الى اصلاح وتغيير ,ولكن من يفعل ذلك ؟
- هل يعاني العراق من تفاوت مكاني في التنمية بين المحافظات المخ ...
- الجانب الاقتصادي في ضوء المؤتمرالوطني الخامس للحزب الشيوعي ا ...
- هل يحمي العراق منتجاته المختلفة من المنافسة الأجنبية ؟
- هل ان حرق العراق لغازه الطبيعي واستيراد البديل من ايران بمبا ...
- الاقتصاد العراقي الريعي الضعيف اكثر عرضة للصدمات الخارجية
- الفساد في العراق يهدد الطاقات المالية والبشرية ويشكل عائقا ب ...
- بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 أكتوبر(هل اسهمت ...
- معوقات الاستثمار في العراق
- اذا عطس العالم أصاب الزكام العراق
- هل العراق اليوم بحاجة الى ماركس ؟
- هيبة الدولة أم خيبة الدولة ؟
- بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 تشرين الأول / اك ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل ستكون المدارس والجامعات الأهلية في العراق بديلا عن الحكومية المجانية ؟