بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 02:39
المحور:
الادب والفن
بعد فترة قصيرة ، من دخولنا إلى الكتّاب ، أخرجنا الفقيه الشيخ عبد الله ، وذهب
بنا مشيـا ، مصطفين ، مثنى ، مثنى ، يقودنـا بعصـاه الطويلة ، كما يسـاق قطيع
غنم ، إلى ساحة واسعة ، وقفنا تحت الشمس ، ننتظر موكب والي المدينة ، الذي
سيدشن مسجدا في القرية ، تجمع حول الساحة ، أطفال ورجال ونساء ، الصغار
يحملون رايات خضراء صغيرة ، والكبار يرددون بأصوات عالية ،الله أكبر، الله
أكبر، عاش الوالي ،عاش الوالي، انتظرت طويلا ، طويلا ، طويلا ، حتى أحرقت
الشمس جلدي ، وأنهكني الجوع والعطش ، لم يتحرك أحد من مكـانه ، خوفا من
الجند ، الذين انتشروا في الطرقـات المؤدية إلى السـاحة ، كنا كتمـاثيل من حجر
لما ضجرت ضجرا ، تسللت من بين الواقفين ، وركضت بأقصى سرعـة ، إلى
بيتنا ، التهمت رغيفا كبيرا ، وشربت قربة صغيرة من لبن ، في الليل وأنـا نائم
بالقرب من أمي وأبي، اختطفني جند الوالي، في الصباح،بحث أبي وأهل القرية
عني ، في كل مكـان ، مدة ثلاثة أيـام ، لكنهم لم يجدوني ، وفي اليوم الرابع
لما يئس أبي من العثور علي ، قال وهو حزين لأمي الباكية في صمت : ابنك
خطفته الجن أو العفـاريت ، لأنه كـان عفريتـا ، وهو الآن في قبو من أقبيتهم
تحت الأرض السابعة .
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟