صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 02:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دائما ما تتحفنا سلطة الإسلام السياسي بطرائف مضحكة، فهي سلطة عصابات وميليشيات، وليست دولة بالمعنى الحقيقي للدولة، الشكل الكاريكاتيري لهذه السلطة يفرز الكثير من المواقف المضحكة، فمثلا عندما يخرج أحد قادة الميليشيات من على شاشة الفضائيات متحدثا عن "السيادة"، ويقول "على السلطة ان تحفظ سيادة العراق" او "ان تركيا تخرق السيادة"، فمثل هذه التصريحات هي في قمة الكوميديا؛ او مثلا يتحدثون عن فرض القانون، ويجب ان تفرض السلطة القانون في جميع انحاء العراق، او يخرج رئيس الوزراء يتحدث عن الفساد، ويقول ان هناك حيتان كبيرة لا نستطيع ان نفعل لها شيء، او يخرج علينا "نائب ما" منتقدا الرواتب الانفجارية للوزراء والمديرين العاميين، وغيرها الكثير من الطرائف.
في الفترة الأخيرة ظهرت طرفة جديدة من هذه القوى الفاشية، فعندما يجري قصف المنطقة الخضراء من قبل الميليشيات، تطلب هذه الميليشيات من رئيس الوزراء ان يغض النظر "يغلس"، وهذا ليس طلبا انما امرا، وهم محقون بذلك، فهم الذين يأتون برئيس الوزراء، فيجب عليه ان لا يلعب "بذيله" يمينا او شمالا، وهو ما نفذه الرجل.
الطرافة لا تقف عند هذا الحد، فبعد ان اشتد القصف على المنطقة الخضراء، ازدادت الضغوط على دميتهم، فوقع بين نارين، فهو لا يستطيع اعتقال منفذي الهجمات من جانب، فقد جرب مرة، ورأى ردة الفعل، حاصروه وقواته في عقر داره، ولا يستطيع ان يطلب من الامريكان الرحيل، ففكر الرجل بشيء آخر، فهو يعيش نكتة، واراد ان يكون ظريفا اكثر، فأصدر امراً باعتقال القوات التي تمسك الأرض التي تنطلق منها الصواريخ، وبالفعل فقد نفذ الرجل واعتقل جنودا وضباطا، والقى بهم في السجن، الجنود والضباط من جانبهم يقولون "السجن احب الينا من الموت"، فإذا ما تجرئنا واعتقلنا مطلقي الصواريخ، فأنهم سيرجعون ويقتلوننا، او يخطفوا اٌسرنا، فلا بأس في السجن شهرا او أكثر، وهكذا قد وجد حلا يرضي نفسه وجميع الأطراف، فأنتم "الميليشيات" اطلقوا الصواريخ، وانتم أيها "القوات" لا تعتقلوا أحدا، وسأزج بكم في السجن، وانا سأبقى "مغلسا"، والجميع سيكون سعيدا بهذه النكتة، اما نحن الجمهور الذين يمثلون عليه هذه النكت، منذ سبعة عشر عاما، فأننا لا نضحك مثلهم، فهذه النكت استنزفت حياتنا، ويوما ما سنطوي صفحتهم المظلمة والقبيحة هذه.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟