|
أضاءة حول بناء النص القرآني
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6707 - 2020 / 10 / 18 - 19:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في النص القرآني هناك آيات لا بد من قراءة تحليلية لها ، منها الآية التالية ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ٰفَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا / سورة النساء :3 ) ، والتساؤل هنا في سياق هذه الآية ، هو حول كيفية " بناء النص " والمفردة المستخدمة بها ! ، وما هو الجدوى من هكذا آيات ! . لو سلمنا جدلا أن القرآن منزلا من قبل الله على محمد بن عبدالله ، فهل الله يدخل ذاته في مثل هكذا مسؤوليات / عدد النساء الذي يحق للفرد المسلم أن يطأ ! وبهكذا أيحاء ، وما هذه المفردة غير اللائقة المستخدمة من قبل الله " فأنكحوا " ، فهناك بالعربية الكثير من المفردات المرادفة لهذه المفردة البذيئة - هذا لو سلمنا أن القرآن كانت لغته عربية ! / حيث أن البحوث تشير الى أن الكثير من نصوصه ومفرداته أرامية / سريانية ، فارسية وحبشية .. ، التفاسير تقول ان المقصود بالآية : عدد الزيجات التي تحق للمسلم ، فقد جاء في تفسير بن كثير – نقل من موقع quran.ksu.edu.sa التالي : (( قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) قالت : يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن " يتزوجها " بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن )) ، لم التفاسير تشير الى مفردة " الزواج " / وهي أكثر قبولا ، والله لا يشير الى هذا ، بل يشير الى مفردة " فأنكحوا " ، وهل الله عنده عملية الزواج مرادفة للنكاح ! . ومن التساؤل التي يحق للفرد أن يسأل ، هل القرآن كتاب عقائدي سماوي ! ، أم كتاب دنيوي أرضي حياتي ، يبحث حتى بالقضايا الجنسية ، كوصفه لحور العين ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ) الرحمن/70 - 76 . وقال تعالى : ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/23 .. وأيضا يبحث بحالات تدخل بتفاصيل الحياة اليومية للمسلم . وفي هذا السياق نورد سؤالا أخر ، لم رسول الله لم يطبق الآية ، ألم يكن من المفروض أن يحدد عدد زوجاته وفق الآية أعلاه ! / أي أربع زوجات - حيث أن المصادر أختلفت في عدد زيجات محمد ، فمنها من أشارت الى أحد عشر زوجة ( أما زوجاته فهن إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / موقع طريق الأسلام ) ، ومصادر أخرى تقول أثنى عشر زوجة ( والنساء اللاتي عقد عليهن ودخل بهن ثنتا عشرة امرأة / موقع أسلام ويب ) ، وحتى أسباطه ك الحسن بن علي ، فقد تزوج عشرات المرات ( ذكر غير واحد من أهل العلم أن الحسن بن علي كان كثير التزوج ، كثير التطليق . قال ابن كثير " قالوا : وكان كثير التزوج ، وكان لا يفارقه أربع حرائر ، وكان مطلاقا ، مصداقا ، يقال إنه أحصن سبعين امرأة " ، من كتاب البداية والنهاية" (8/42) / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . لم يعلن الله - وبنص قرآني ، الزواج ب أربعة نساء / هذا عدا ملك اليمين !! ، وما جدوى أن يكون للرجل أربع نساء ، وكيف نعلل عقليا هكذا نص ! ، خاصة أذا كان النص ألهي ! ، ولم الله في ختام الآية ، يقول : " فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً " ، وهل من رجل أن يعدل بين نسائه ! ، فالرسول نفسه لم يعدل بحبه لنسائه ! (( قالت السيدة عائشة : " كان رسول الله يقسم فيعدل ويقول : " اللَّهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " ( أبو داود ) وهو يعني بذلك القلب كما فسَّره به أبو داود ، وقيل : يعني الحب والمودة ، كما فسره الترمذي / نقل من https://www.sarayanews.com )) . أذا نظرنا للآية من ناحية البناء ، رأينا أن الله أعطى ثلاث خيارات للمسلم : أولا - حقه في الزواج ب مثنى وثلاث ورباع ، ثانيا - في حالة عدم العدالة بين النساء فواحدة ، ثالثا - أو ما ملكت أيمانكم ، وأعطى تفسيرا للخيار الأخير مفاجئ للمتلقي ( وقرأ أبو جعفر ، أو ما ملكت أيمانكم يعني " السراري " لأنه لا يلزم فيهن من الحقوق ما يلزم في الحرائر ، ولا قسم لهن ، ولا وقف في عددهن ، / نقل من موقع أسلام ويب ) ، فهل من المنطق والعقلانية أن يكون هذا كلام الله ! . أخيرا هكذا نصوص أصبحت خارج الزمان والمكان ، وتعد غير متناغمة مع المجتمع المتحضر ، فالنساء ليست بسلعة تكدس لغرض الجنس ، ولا يمكن لأم أن تخلق أجيالا واعية ، وهي رقما من عدد في دار يؤم بالجواري .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معجزات رسول الأسلام بين المنطق والخرافة
-
أضاءة أولية في كتابة التأريخ الأسلامي
-
الأستخدام السياسي للقرآن
-
أنفصال الأسلام عن العقل الأنساني
-
أضاءة لحديث - من بدل دينه فأقتلوه -
-
قراءة لعملية التطبيع بين الأمارات وأسرائيل
-
في الشخصية المحمدية - الجزء الرابع / الأخير - محمد .. الشخصي
...
-
في الشخصية المحمدية – الجزء الثالث
-
في الشخصية المحمدية – الجزء الثاني
-
في الشخصية المحمدية / الجزء الأول
-
قراءة نقدية في الموروث الأسلامي و تحريف التوراة والأنجيل
-
قراءة في لغة كتابة القرآن .. مع تساؤلات أخرى !!
-
أضاءة في النقد الديني ..
-
قراءة حداثوية ل - سورة الفاتحة - وثقافة الكره والحقد
-
تساؤلات في الوجود
-
قراءة عقلانية لآية - ق والقرآن المجيد -
-
الأعتراف
-
القضم
-
النهوض ..
-
الأنقلاب الداخلي في الأسلام المبكر
المزيد.....
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|