أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - الشيوعي العراقي ودعم الدين














المزيد.....

الشيوعي العراقي ودعم الدين


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 17:48
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


ماركس ليس الوحيد الذي أقدم على نقد الدين، فهناك الكثير من الفلاسفة والمفكرين ممن قدموا نصوصا واسهامات فكرية رائعة في نقد الدين، لكن ما جعل ماركس متميزا عن غيره، رغم اسهاماته القليلة في هذا الشأن، هو فلسفته التي طالبت بالتغيير، وليس الاكتفاء فقط بالشرح والتفسير والترجمة، ماركس اراد ازالة هذا الوهم الذي تحركه دائما الطبقات المسيطرة، وتلعب وتعزف على اوتاره، لإدامة سيطرتها وهيمنتها.
الاستشهاد بنصوص ماركس صار موضة، واخذ بعدا دينيا، فحتى تستعرض "ثقافتك" في النقد، يجب عليك ان تأتي بنصوص ماركس، وتبدأ بشرحها، وتفسيرها، وتأويلها، وتفكيكها، كلمة كلمة، واكيد إذا أحدا لم يقرأ ماركس في لغته الام "الألمانية"، فهو لم يعرف الماركسية، ويجب معرفة كل شاردة وواردة من حياة ماركس ونصوصه ورسائله وأحاديثه "الشريفة"، فإذا ما أقدمت مثلا على نقد الدين، فسينبري لك ممن "تصوف" بماركس-انجلس، ويقول لك "في رسالة بعث بها ماركس الى ابنته عندما كان يجلس على البحر في الجزائر" او "في خطاب القاه ماركس في المؤتمر الفلاني" او "كلمة قالها انجلس قبيل وفاته" الخ، بالنهاية سوف لن تخرج بنتيجة حول نقد الدين او الصراع الطبقي او غيرها من المسائل، فجملة ماركس مثلا "الدين افيون الشعب" الى اليوم وهي تخضع للتفاسير والشروح والتأويلات، وشروح على الشروح، قاربت ان تكون "نصا دينيا"، وقد نقرأ في يوم ما ان هذه الجملة "الآية" هي "منسوخة"، او يخرج الينا من يقول انها "ميونيخية" وليست "برلينية".
لكن هذه ليست المشكلة، فقد تتجاهل مثل هذا اللغو، المشكلة هي مع بعض الأحزاب "الشيوعية" التي تقضي عمرها وهي "تتحالف وتدعم الدين"، ثم يأتي "مثقفوها" ليشرحوا لك نصوص ماركس، في عملية انفصام واضحة، فالحزب الشيوعي العراقي مثلا، ومنذ تسعينيات القرن العشرين، وهو يقيم التحالفات مع القوى الدينية "الإسلامية-الشيعية" تحديدا، ذاهبا معهم في مؤتمراتهم الى لندن وطهران ودمشق واربيل، واضعا يده في أيديهم، وهو يعلم ويدرك جيدا ان هذه القوى الدينية هي فاشية، اما بعد 2003 فقد بدأ بتقبيل أيادي رجال الدين تحت مظلة بريمر، رغم ما فعلوه ويفعلوه بهذا البلد، فترى مقراته وقد زينت باللافتات، ما بين تعزية وتهنئة للعالم الإسلامي والمراجع العظام، وبعد ذلك تلتقي بأحدهم او تقرأ لأحدهم شرحا لجملة "الدين افيون الشعب"، كيف ذاك؟ لا تعلم، ما هو الشيء المنطقي في ذلك؟ لا تعلم؛ فقط يشلك الاندهاش، وتردد مع نفسك جملة الفنان توفيق الدقن "اهلا يا أمم "حزب"؛ فإذا كان "الدين افيون الشعب" فلماذا يا ترى الشيوعي العراقي يحترم هذا الافيون؟ "حزبنا يحترم القناعات الدينية"، ولماذا هذا الإصرار على التحالف مع الافيون، مع هذا العالم المقلوب؟
هذا الانفصام نجده عند كل "مثقفي" هذا الحزب، فهو انعكاس لسياساته، فهمم يرون قادة الحزب وكوادره المتقدمة وهم يجلسون مع الحكيم، ويصفون مقتدى بالتنويري، بالتالي فأنهم يبدأون بطرح التبريرات "يجب ان لا نتخذ موقفا متشددا من الدين" "الدين شأن شخصي" "الدين حرية شخصية" "الدين لله والوطن للجميع" "لا بأس بالمشاركة بالطقوس الدينية فهي تجسد موروثا اجتماعيا للشعب" "الدين سيموت بموت الرأسمالية" على أساس ان مقتدى ممثل البلاشفة بمجلس النواب العراقي، ثم يبدأون بقضية "البنية التحتية والبنية الفوقية"، مع انهم تحالفوا مع القوى الممثلة للبنية الفوقية لتهديم البنية التحتية، وبعد ذلك يقولوا لك "ننتظر موت الرأسمالية" "ورئصني يا گدع".
الشيوعي العراقي هو أكثر قوة سياسية داعمة للدين والأفكار الدينية، وهو ينتقد اية قوة او مجموعة او منظمة او تيار سياسي او ثقافي ينقد الدين، بل انه يعلن البراءة منه، ويقول عنه انه "لا يمثل الشيوعية او الفكر التنويري، فالدعاية ضد الدين تعني احياء لهذا الدين، وحربنا ليس ضد الدين، بل ضد الواقع الاقتصادي" وهم يتحالفون مع رجال الدين والأحزاب الإسلامية التي قلبت هذا العالم، وجعلت الحياة في العراق لا تطاق.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعي العراقي و(الخوف على مشاعر المؤمنين)
- الشيوعي العراقي و-الدعاية ضد الدين-
- الشيوعي العراقي و -المجتمع إسلامي-
- الحزب الشيوعي العراقي والدين
- رائد فهمي ومسيرة الطلبة- هل هي لعبة جديدة؟
- هوس الحزب الشيوعي العراقي في التحالف
- ليلة تشرينية
- الرئاسات الثلاث واخفاء جريمة قتل المتظاهرين - حكاية من الفلك ...
- لمصلحة من عقلنة الطقوس والحوادث الدينية؟
- السوسيولوجيا في خدمة السلطة
- الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي
- الانتحار بين الفهم الديني والسيكولوجيا المبتذلة
- مذكرات نائب: بمناسبة ذكرى احداث 2003
- الطقوس الدينية لمجتمعات الافق المسدود
- تكالب الجرذان على جثة محتضرة
- مسلحون مجهولون
- 6 كانون الثاني ونهاية المؤسسة العسكرية
- سجن الكرخ المركزي والمعتقلات النازية
- مفهوم عصاباتي حول عطلة النصر على داعش
- الشكل الطائفي للتعليم الجديد ووحشية المجتمع


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - الشيوعي العراقي ودعم الدين