كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي
(Kadhim Lafta Jabur)
الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 03:05
المحور:
المجتمع المدني
في الطريق إلى العمل ، أشاهد بعض الكلمات من فلسفة الشارع كما يحب البعض تسميتها ،وهي مكتوبة على جدار الأبنية ، حيث تكون تلك الكلمات صادقة ، اذ تخرج من مخزون اللاوعي الى العيان ، ليتجسد لنا مفهوم الفيلسوف الجمالي بندتو كروتشة الفن حدس وتعبير ،إذ أن ما نجده من رسومات أو كلمات ، أو رموز تعبر عن خفايا بعض الأفراد من الشباب للتعبير عن ذواتهم وسط صخب المدن، ودوي عجلتها وتلاصق بنايتها ، وانغماس ابنائها في الحياة ، يجد لنفسه مكاناً وسط الطرق العامة ، ليستخرج ذلك المكبوت بعبارات قد تكون بعضها وقحة ، الا ان هذا العمل هو بمثابة تنفيس عن ذاته ، ودعوة للمجتمع لكي يلتفت الية ويفكر في عباراته ، ما استوقفني أحد الأقوال إذ يرى فيه الكاتب ( لا سلطة على قلوبنا) ذلك جعل عقلي يستجمع خصائص التفكير في ماهية السلطة وماهية القلب ، أو بالأحرى السلطة بين العقل والعاطفة ، ان منشأ السلطة من العقل أو الأفكار التي كونتها الأيديولوجيات الوضعية أو الدينية ، حيث تجد مرساها في مرفأ العاطفة اي القلب، اذ ان العقل يمثل سيطرة لتمحيص وتبسيط الأفكار لمعرفة مبادئها وغايتها ، والقلب مستقبل رحب لكل الأفكار التي تثير انفعالاته ومشاعره، لذلك نجد العاطفة لا سلطة لها سوى أنها تقر بطاعة الأفكار إذ أنها تستميلها وتغويها، إذ أن المناكحة التي يفعلها الفكر الأيديولوجي للعواطف الانسانية بعلاقات غير مشروعة لا يقبلها العقل النقدي , لذلك نجد كل الأفكار الأيديولوجية نجحت في اغواء الشعوب من خلال العاطفة ، لهذا يجب أن يكون لا سلطة على قلوبنا سوى العقل وليست الأفكار، فعبارة الكاتب وجهت رسالة وأعطت معنى لذلك الجدار المتساقطة اجزاءه، فالرسالة غايتها أبعاد العاطفة عن الأفكار ، ويجب على كل انسان ان يستقبل الأفكار بزي العقل وترك زي العاطفة جانباً لما هو خاص ، إذ يجب علينا أن نرددها دائماً لا سلطة الا للعقل على قلوبنا ، وهذا لا يلغي مشاعر الإنسان وعاطفته بقدر ماهو فصل بين ما للعقل عن ما للقلب .
#كاظم_لفته_جبر (هاشتاغ)
Kadhim_Lafta_Jabur#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟