فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالات المطلبية.....12

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 11:47
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إلى :

 كل من اعتنق فكر الطبقة العاملة وعمل على إشاعته في صفوفها

 شهداء الحركة العمالية.

 الشهيد عمر بن جلون


 من أجل بناء حزب الطبقة لعاملة


10) وبهذه المعالجة نكون قد تناولنا موضوع :" فاتح مايو بين العمل على تضليل الشغيلة، والأمل في عولمة النضالات المطلبية"، حيث أتينا على أن فاتح مايو مناسبة للقيام بممارسة عمالية، تعمل على تجسيد شعار :" يا عمال العالم اتحدوا "، حتى لا تتحول مناسبة الاحتفال به إلى ممارسة قائمة على تحريف الممارسة النقابية، والسياسية للعمال، والأجراء، حتى يتمكن منهم التضليل، ويعجزوا عن إدراك أشكال الاستغلال الممارسة عليهم، ولا يستمرون في التمسك بالنقابة المبدئية، والعمل النقابي المبدئي، وحتى لا تصير المبدئية وسيلة لاستنهاض العمال والأجراء وحتى لا يصير فاتح مايو تتويجا للنضالات المطلبية، التي يخوضونها خلال سنة من العمل من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، وتحقيقا لوحدة العمال والأجراء، وسائر الكادحين، في هذه المناسبة.

وبوحدة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في مناسبة فاتح مايو بواسطة النقابة والعمل النقابي المطلبي، يمكن للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، الانخراط في عولمة النضالات المطلبية، التي تعتبر الوسيلة الأساسية، والناجعة لمناهضة الآثار السلبية، لعولمة اقتصاد السوق، ودرء المخاطر الجمة التي تهدد وجود الطبقة العاملة، ووحدتها، بواسطة الحرص على قيام عمل نقابي صحيح، لا علاقة له بكل أشكال التحريف الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن طريق جعل النقابة بيروقراطية، أو تابعة، أو حزبوسلامية.

وبتجنب كافة أشكال التحريف، يمكن تحقيق وحدة الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، على المستوى الوطني، والقومي، والعالمي، عن طريق عولمة، الضالات العمالية المطلبية، والسياسية، التي تقتضيها هذه المرحلة التاريخية، التي نعيشها، والتي تسيطر فيها عولمة اقتصاد السوق.

وعولمة النضالات المطلبية، تقتضي الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، على مستوى المطالب النقابية، وعلى مستوى مطالب الطبقة العاملة، وعلى المستوى التنسيقي بين النقابة، وسائر الأحزاب التقدمية، والعمالية، والديمقراطية، في قضايا محددة، كتمهيد للانخراط في النضال من أجل الديمقراطية، في إطار جبهة للنضال من أجل الديمقراطية، على جميع المستويات الوطنية، والقومية، والعالمية، سعيا إلى تحقيق عولمة الديمقراطية بمضمونها الاقتصادي، في مفهومها الرأسمالي المعولم، المؤطر، والممهد لعولمة اقتصاد السوق.

ولذلك نجد أن فاتح مايو يعتبر مناسبة فريدة لتجسيد وحدة الطبقة العاملة على أرض الواقع على جميع المستويات الإيديولوجية، والتنظيم، والسياسية، سعيا إلى تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، بما فيه مصلحة العمال، والأجراء، وسائر الكادحين، و أملا في الانتقال إلى العمل على القضاء على النظام الرأسمالي المحلي، والقومي، والعالمي، باعتباره مصدرا للكوارث الإنسانية الجمة، التي لا حدود لها، والتي من بينها كارثة الحروب التي تقودها زعيمة الهمجية الرأسمالية: الولايات المتحدة الأمريكية في كل بقاع الأرض، من أجل السيطرة على الخيرات المادية، والبشرية، التي بدون السيطرة عليها، لايكون لهمجية الرأسمالية شأن.

والقضاء على همجية النظام الرأسمالي العالمي، لا يتم إلا بالنضال من أجل إشاعة حقوق الإنسان، كما هي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والعمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق تحقيق الدولة الاشتراكية: المحلية، والقومية، وصولا إلى تحقيق الدولة الاشتراكية العظمى، لاستعادة ما فقده كادحو العالم، بانهيار الدولة الاشتراكية العظمى، الموسومة ب " الاتحاد السوفيتي " السابق، التي أخذت على عاتقها، وعلى علاتها، مواجهة النظام الرأسمالي، العالمي، وبلا هوادة، وعلى جميع المستويات الإيديولوجية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

فكادحو العالم، وطليعتهم الطبقة العاملة، لابد من أن يجدوا الطريق إلى تحقيق الأمل في استعادة الوعي النقابي الصحيح، الذي يعتبر طريقا لاستعادة الوعي الطبقي الحقيقي، أملا في إيجاد وحدة طبقية لسائر الكادحين، من خلال سيادة الوحدة الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، المؤطرة لتشكيل قطب المواجهة بين الكادحين من جهة، وسائر مستغليهم من جهة أخرى.

فهل يصير فاتح مايو العظيم، وسيلة، وأملا، في تحقيق وحدة العمال، و الإجراء، وسائر الكادحين، لتشكيل جبهة المقاومة المعولمة، لمواجهة عولمة اقتصاد السوق، التي لا تخدم إلا مصالح النظام الرأسمالي العالمي الهمجي ؟

إن احتفال العمال، والأجراء ، بفاتح مايو لا بد أن يكون ذا أثر في تحولهم إلى قوة مؤثرة في مسار الصراع ضد الرأسمالية المحلية، والقومية، والعالمية، إن عاجلا، أو آجلا، وفي أفق ذلك: نجد أنه من الواجب الحرص على بناء عمل نقابي صحيح، وفي المقابل الحرص على بناء حزب الطبقة العاملة كتنظيم سياسي، يقود الصراع الطبقي على مستوى المجتمع ككل، وفي أي بلد، وعلى المستوى العالمي، سعيا إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات