أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي - الديكتاتورية ،،، الجذور ،، الاستمرار















المزيد.....

الديكتاتورية ،،، الجذور ،، الاستمرار


حيدر علي

الحوار المتمدن-العدد: 471 - 2003 / 4 / 28 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا نستطيع القول إن الديكتاتورية قد انتهت مع نهاية صدام ،، أو مع سقوط تماثيله ,,لان الديكتاتورية لم تكن وليدة صدفة ، أو وليدة خارج عن نطاق تطور تاريخي للعراق ، فهي نتيجة حتمية لتطور تاريخي معين في زمن معين ، وتأتي نتيجة حتمية لتظافر ظروف موضوعية يكمن اغلبها في تطور البنية أو التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية للمجتمع ، وتعبر ابلغ تعبير عن المجتمع وتطوره ، أي أنها انعكاس لواقع موضوعي يستمد من تطور القوى الإنتاجية للمجتمع أسباب بقاءه وديمومته فهي ليست ميتافيزيقية إلا بمقدار بقاء أسبابها وتمسك المجتمع بها ،، فميتافيزيقيتها مستمدة من  نفس الواقع الذي يفرزها كونه  واقع مرتبط بدمار شامل لكل القيم الإنسانية ، ولكل ما أنتجه الإنسان عبر مسار تاريخي طويل  كونها تعبر عن أفق تاريخي واحد وأي أفق آخر يكون انحراف بوجهة نظرها مما يدعي إلى التصفية والتغييب للآخر مما يزيد من انفرادها ، واستفرادها كقوة ليس لها منازع ,أو كقوة وحيدة لا تجد من يقف بوجهها أو يجبهها ليحد منها،، فهي  كقوة مركزية تدمر أي مراكز قوة أخرى قد تنافسها في يوم ما مما يجعلها القوة المركزية الوحيدة التي يدور في فلكها جميع أفراد المجتمع ،، فالديكتاتورية تستقيم مع ما يساوقها من بنى فكرية واجتماعية واقتصادية  تعمل على ترسيخ الديكتاتورية ودفعها  قدما تحطم في طريقها أي بنية بديلة عن الديكتاتورية  ، أو  أي بنية ممكن أن تكون ارتكاز لنظام بديل مما يعطي للديكتاتورية طابع ميتافيزيقي يظهرها بمظهر ابدي تتجاوز الأطر التاريخية لبقائها ،،  فالديكتاتورية هي حالة من الجمود الذي يطغي على سير العملية التاريخية لتطور المجتمع تؤدي به إلى الانعزال  عن سير تطور البشرية قاطبة وتخلُفه في أسفل  السلم التطوري للمجتمع البشري ، وما حالة الاستفاقة من ليل الديكتاتورية الطويل إلا اكتشاف متأخر لمدى البون الشاسع بين ما وصل له التطور البشري وبين تطور المجتمع الديكتاتوري ، وحالة الاكتشاف  تشكل إزاحة باتجاه الأفكار المتخلفة تظهرها وتدفع بها إلى واجهة الأحداث كرد فعل مباشر لعملية نفوق الديكتاتورية أولا وكبديل عن الفراغ الذي انشاته في سياق تطورها ثانيا ،،   فهي حالة انكفاء نحو الماضي  لاستشفاف  ما يعبر عن موقف آني الغاية منه الانطلاق نحو المستقبل ، أو أظهار البديل القادر على الحلول محل الديكتاتورية حتى وان كان البديل هو بديل ديكتاتوري في مرحلة جنينية أن صح التعبير ،، فا غلب البدائل التي تطرح هي بدائل ذات محتوى ديكتاتوري   و اتخذت تسميات جديدة ، فتسمية مثل أغلبية شيعية أو أغلبية كردية وما إلى ذلك ما هي  إلا تعبير آخر عن ديكتاتورية شيعية ، وديكتاتورية كردية فمفهوم الديكتاتوري هنا مبطن بهوية قومية أو طائفية أو مختبيء تحت تسمية يراد منها التمويه على المحتوى الديكتاتوري للعبارة  الأنفة الذكر، فإطلاق سلطة رجال الدين هو أقامة لديكتاتورية دينية كولاية الفقيه بالنسبة للطائفة الشيعية على النمط الإيراني آو دولة إسلامية من نمط خاص ،، وهي لا تشكل اختيار صحيح ، فالاختيار يأتي مع تعدد الخيارات المطروحة بعد أن تأخذ جميع الخيارات وجودها الواقعي ، وبعد أن يكون هناك مفهوم ومفهوم مضاد متماشيان على ارض الواقع وليس على أساس اعتبارات رد الفعل ،، فالقول بان  السنة قد حكمت  وان الشيعة قد ظُلمت في السابق يعني أن  يكون البديل حتما شيعي ،  القول أن الأكراد قد ظلموا يعني أن البديل كردي ، وعملية محاكمة بهذا الشكل سوف تؤدي للوقوع في السطحية باختيار البديل الذي يجب أن يكون على مستوى تحديات المرحلة وعلى مستوى المخاطر التي يمر بها الوضع  في العراق ،، فالوضع الآن أشبه بالسير على حد السيف ،  والميل بأي اتجاه هو الدخول إلى  ظلمات القبور وأنفاق الاحتراب الداخلي التي لن تنتهي  في وقت منظور ،، ففخاخ الديكتاتورية منصوبة في كل مكان وهي كالألغام الموقوتة التي تهدد بالانفجار مع أي خطوة باتجاه البديل ما دامت أسباب بروز الديكتاتورية مستمرة وجذورها  مغروسة عميقا في الواقع العراقي ،، فالعشائرية  ،، والاتجاهات الدينية ،، والاقتصاد المركزي  والجهاز الإداري الفضفاض والنظام التعليمي ،، وما غلى ذلك من مكونات  أجهزة الدولة ومن مكونات الواقع العراقي ،، الذي   يشبه الآن بالون ينتفخ ويهدد بالانفجار في  أي لحظة؛ هذا الانفجار الذي قد يحدث نتيجة تناقضان الواقع نفسه أو بتأثيرات الدول المجاورة التي لا تخفي طموحاتها ومطامعها في العراق سواء إيران أو السعودية أو تركيا وغيرها من البلدان المجاورة والتي تشتبك مصالحها وتفترق وفق موازين القوى السائد أنيا أو مستقبليا، ووفق تقلبات النظام العالمي الجديد الذي تريد إرساءه الولايات المتحدة الأمريكية ،، فهذه العوامل التي تؤثر  على الوضع في العراق بشكل أو بآخر تعمل كعوامل جذب أو طرد بين اتجاه أو آخر ،، وهي نفس العوامل التي تؤدي إلى الاستقرار بالنهاية .
 إن إزالة الديكتاتورية بالشكل الذي تم به أدى إلى أن يكون المجهول ،  وعدم وضوح البديل المطروح ،، فعلى الرغم من أن أمريكا ما تفتا تقول ويردد معها المرددين  غنائياتها عن التعددية والديمقراطية، أسهم بشكل واضح بوضع العراق على حافة الهاوية وأوصل الأمور إلى الدرجة التي وصلت إليها من الخطورة كون التغيير تم بمعزل عن  حركة الجماهير في العراق  وتمت بعيدا عن مشاركة الجماهير في عملية التغيير هذه المشاركة التي لو اتيح  لها   لأصبح الوضع غير ما هو عليه الآن ،، فالجماهير التي عزلتها الديكتاتورية بعيدا عن بقية الحركات السياسية التي بدورها لم تبذل أي جهد   لإيصال وأدامت روابطها مع الشعب العراقي إذ بان الفترة الماضية وانعزالها عن نبض حركت الشارع العراقي الذي لا زال يجهل الكثير من هذه الحركات التي ظهرت كإفراز للتناقضات التي كانت موجودة بين النظام السابق وأعدائه الخارجيين، فإلى الآن تنظر الجماهير إلى هذه الحركات وقياداتها كعملاء للأمريكان ، وكلمة مثل عميل ذات وقع سيء في نفس جماهير العراق ولا يخفى ما يعني العميل ،، فا نفصال الحركات السياسية عنة حركة الجماهير ومخاوف أمريكا من  حركة الشيعة في الجنوب هو الوجه الأخر لتزعم رجال الدين لحركة الشارع الآن ، والمطالبة بإقامة دولة إسلامية في العراق  ، فالجماهير برفضها لأمريكا والديكتاتورية ترفض معهم الطرح الذي تطرحه أمريكا والقوى التي سارت مع أمريكا للحرب ،  مما يعكس  عمق الأزمة التي تعيشها هذه الحركات  وإشكالية تكوين حكومة عراقية على المدى المنظور دون وجود المشرف الأمريكي ودون الحماية الأمريكية المباشرة للحكومة القادمة  فلن تكون الحكومة القادمة أكثر من أداة  بيد الأمريكان ولن تكون أكثر من ديكتاتورية بشكل جديد .   



#حيدر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفلاس فكري ،،،إفلاس موضوعي
- المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول
- الجلوس على الخازوق الأمريكي ،،،،،، ديمقراطية الخوزقة للمعارض ...
- الوعي ،،،الديكتاتورية ،، الفاعلية
- العشائرية والنهاية المحتومة
- اليسار العراقي والموقف المطلوب ،،،،،،،، في الرد على كامل الس ...
- رامسفيلد بالأمس زادة اليوم
- ثقافة التغييب


المزيد.....




- قتلت وجرحت العديد منهم.. شاحنة صغيرة تصطدم بعربة خيول على مت ...
- فرنسا: ماكرون يقبل استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال ويكلفه ...
- انفجار ضخم.. الحوثيون يعرضون مشاهد استهداف سفينة نفطية بزورق ...
- قتلى وجرحى في هجوم على مسجد للشيعة في عمان
- محاولة اغتيال ترامب تكسبه ترشيح الجمهوريين بلا منازع
- شارع فيصل.. عرض صور منتقدة للرئيس السيسي على لوحة إعلانات با ...
- المغرب والجزائر.. ما حقيقة بناء سياج جديد بالقرب من منطقة - ...
- ما أسباب الانهيارات الأرضية وكيف يمكن الحماية منها؟
- انتشار القمل.. أسبابه وكيفية التخلص منه
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الرهائ ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي - الديكتاتورية ،،، الجذور ،، الاستمرار