هشام بريطل
الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 18:05
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
لزمن طويل والسياسة بقرية با محمد تبكي حالها ومآلها ترثي وضعها الكئيب ،وتذم وجهها الشاحب العبوس وتندب حظها السيء . لسنوات والمشهد السياسي مصاب بفيروس كوفيد 19 في غياب تام للعلاج الفعال حقا إنها سنوات عجاف.
مكاتب الفروع مقراتها مغلقة أو منعدمة وكأن المنتخبين المحليين لم يخرجوا أبدا من رحم الأحزاب السياسية ،ومكاتب الفروع وكأنهم نزلوا من كواكب بعيدة ، السياسة بقرية با محمد أضحت كوصفة طبية لدى البعض تؤخذ كأقراص قبل الأكل وبعد الأكل في الصباح وفي الظهيرة وفي الليل ، المقرات مغلقة والتنظيمات الموازية غير موجودة وبالتالي العزوف السياسي للشباب.
إن هذا العبث السياسي من بين أسبابه تواجد الأصنام السياسيين الذين جثموا على صدورنا لسنوات طويلة، تغير الزمن وتغيرت مفاهيم السياسة ولم يحاولوا تطوير أنفسهم وظلوا يلعبون بالمكشوف ويظنون أنهم يمارسون السياسة، لكن هم في واقع الحال يلوثون المشهد السياسي و يعطون صورة مشوهة عن السياسة للشباب.
للأسف الشديد تجد البعض من يراهن عليهم لحد الآن ويبني عليهم لائحته الإنتخابية فهل الموتى يبعثون من قبورهم ؟
علمونا في المدارس أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، وبالتالي على الأصنام السياسيين أن يقتنعوا أن البقاء للأصلح ،وللشباب سواعد ومعاول وأمل الغد ، عليهم أن يقتنعوا أن عصر الزعامة السياسية إنتهى ومفاهيم السياسة تغيرت فليست هناك سياسة بلا علوم ، الخطاب السياسي هو الآخر لم يعد نفس الخطاب فمن الصعب أن تقنع شبابا سئموا من الفعل السياسي الذي يصطلون فيه لفح الإقصاء والتهميش ، ملوا من السياسة التي تدافع عن المصالح الشخصية فقط وإهمال الصالح العام.
والحالة هاته يمكننا القول أن الأصنام السياسيين من المفروض عليهم أن يختفوا من المشهد السياسي ويخلدوا إلى الراحة ويعلنوا فشلهم ويقدموا نقدا ذاتيا ويعتذروا لعل الإعتذار يطهرهم مما إرتكبوه في حق هاته البلدة الطيبة.
إن التغييرات لا محالة والبقاء للأصلح وهذا التغييربات يفرض نفسه بإلحاح.
#هشام_بريطل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟