أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ساطع هاشم - الفانوس غير السحري














المزيد.....


الفانوس غير السحري


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6701 - 2020 / 10 / 12 - 23:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ سنة 1701 وحتى بداية القرن العشرين كانت الاناجيل الرسمية المطبوعة في اوربا تبدأ بمقدمة تقول بأن رب العالمين قد خلق الارض في تمام الساعة التاسعة صباح يوم 23- اكتوبر/ تشرين الاول من سنة 4004 قبل الميلاد، ثم تبعها بخلق جميع انواع الكائنات الحية عليها بالأيام الستة الاولى التي تبعتها.
وهذا التحديد الكنسي الصارم قد الغي وازيل لاحقا, بعد ان واجه معضلة كبيرة ووقع في مأزق بعد نشر كتاب عالم الجيولوجيا الاسكتلندي جارلس لايل (1797 -1875) كتابه – مبادئ الجيولوجيا- سنة 1832 والتي وضع فيها الاساس العلمي لما يعرف حاليا بالأزمنة الجيولوجية وطبقات الارض, حيث قال بان الارض قد تشكلت وفقا لنفس العمليات الطبيعية القديمة والتي مازالت تعمل حتى اليوم, وبأن سطح الارض نتيجة لعمليات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية مستمرة خلال فترات جيولوجية طويلة الامد, وتعتبر شروحاته العلمية الرائدة والاولى في مجال تحليل تغير المناخ وتفسير الزلازل والبراكين وغيرها والتي تطورت وتغيرت وتعمقت كثيرا بعد ذلك نتيجة للاكتشافات المستمرة في علم الجيولوجيا وعلم تاريخ الارض
وكان لكتاب لايل هذا اعظم الأثر على جارلس دارون مبتكر نظرية التطور واصل الانسان والذي كان طالبا في كلية اللاهوت والاديان ويغير مسار حياته ويتجه الى العلم ويترك خزعبلات الكنيسة، واصبح لايل فيما بعد اقرب اصدقائه واكثر الاشخاص الذين ساعدوا على نشر نظرية التطور والابحاث المتعلقة بها.
اما عندنا فلقد بات الشفاء من هؤلاء الذين نشروا أفكار الظلام والعبودية والروح البربرية وقدسوها لا يتم بعد الان الا بسحقهم مع شعاراتها ومقدساتهم دفعة واحدة امراً لا فرار منه، ومع هذا فهناك من يردد علينا صباحاً ومساء بأن ما يقوم به البرابرة امر طبيعي، فهو نتاج طبيعي لمن عاث بالأرض فساداً قبلهم، مثل القول بان ما تفعله الطبيعة جميل والامراض والفيروسات طبيعية اذن فالامراض جميلة، وهكذا يواسي بعضهم بعضاً وتمنعهم عفونة الجنس البشري المسبب لهذه المآسي عن التفكير السليم، والاستفادة من تجارب الأمم المتقدمة ودفن الخرافات.
لا يوجد نظام عالمي او محلي ملائم بعد ينقذنا من انتشار هذه الامراض السياسية المدمرة، ولا يوجد علاج اثبت صلاحيته، وكل هذا بحاجة الى وقت ونحن بانتظار المجزرة التالية التي ستسببها هذه الفيروسات الدينية الفتاكة والمريض المؤمن وحده هو الذي يتحمل وزر الاصابة، فمن سيتحدث عن المجتمعات الضعيفة المصابة وعن الافات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأخرى الناتجة عن هؤلاء وغير القابلة للشفاء؟
يقال انه عاش في بلاد الاغريق بالفترة 412 – 323 BC – قبل الميلاد – فيلسوف يقال له ديوجين او ديوجينيس Diogenes – اشتهر بحمله فانوساً مضيئاً وهو في عز النهار، وعندما كان يُسأل يقول انه يبحث عن إنسان مخلص او عن الإنسان المخلص، ومن أقواله عندما قابله الاسكندر المقدوني: ابتعد حتى لا تمنع عني أشعة شمسي، واعتبر نفسه مواطنا عالميا وليس محليا مرتبطا بأرض بعينها. ويعتبر الان في تاريخ الفلسفة أحد رواد ومؤسسين فلسفة الشك وغياب الثقة بالعالم والمجتمع، والتي ترى بان الفضيلة هي الهدف الأساسي بالحياة وان تبيانها ينبغي ان يكون تطبيقياً وليس نظرياً.

ورغم ان هناك الكثيرون من الذين يعيش بيننا اليوم يحمل مثل هذا الفانوس، ويقولون احياناً كلاماً خلاباً في محاولة لانتاج ايدلوجيات جديدة مضادة لما هو سائد الان، لكن قليلين من اكتشف ونشر لنا بشكل واسع ومعمق وعلمي مقنع طبيعة الأفكار الشريرة التي استولت على البشر، ولا ندري بعد اذا ما كان هناك أحداً ما سيوقع العقوبة على المعتقدات العفنة التي رسخت على مر العصور ثم بعثت من جديد كأتحاد سياسي عنيف من اجل التخلف، وكيف ستكون تلك العقوبة والاهم من كل هذا وذاك متى؟
لم تتحدد ملامح المستقبل الذي تريده الغالبية بعد، ويبدو أحياناً ان مايريدونه، وذلك وفقاً للاحتجاجات والانتفاضات المتواصلة، مثل فلم لم نشهد منه سوى ربعه الأول فانقطع، وبه عالماً حزيناً مليئاً بالبكاء والنحيب وشخوص متذبذبة ساخرة وجادة سطحيين ومتعلمين عاديين وموهوبين لها رغبات تريد تلبيتها وليس اهداف بعيدة المدى تريد تحقيقها، وتريد الإمساك بالماضي والحاضر والمستقبل دفعة واحدة وكأنهم يطالبون بالسراء والضراء وبالسرور والبكاء في نفس الوقت، غير ان الزمن يعزلهم ويتركهم للموت وحيدين باستمرار، بسبب رفضهم التخلي عن الماضي التعيس وغير المتلائم مع الحاضر، ولهذا فالارهاق يثقل رؤوس الجميع والمعركة تتجدد كل نهار ولا ادري اذا كنا سنعلم في الاخير شيئاً ما عن نهاية لهذا الصخب.
أيعمى العالمون عن الضياءِ ؟ (المتنبي)



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلق وسادة الفنان
- فن للتسلية فن للترقية
- دين وفن
- ساحل البحر
- فن النافذة وفن المرآة
- بيروت
- كارل ماركس
- صوت الالوان
- تائهاً في حجرة
- مقبرة في الشتاء
- هل يعيش القتلة سعداء؟
- دولة الفساد الخضراء
- شعلة تشرين
- معارك بالخريف
- اورفيوس العراقي
- نور مروان – الفراشة الشهيدة
- سأرحل وانا اسف
- تشرين الجبار
- عندما رسمني الفنان فائق حسن وطلبته
- بيض الغربان


المزيد.....




- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ساطع هاشم - الفانوس غير السحري