أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار














المزيد.....

تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 6701 - 2020 / 10 / 12 - 16:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


« تفكيرنا يتدخَّل على نَحْوٍ فاعل في رسم و تلوين مضمون تصوُّرنا للكون و الوجود و الحياة ؛ أي أنه يُسهِم بشكل كبير في تكوين مُعتقداتِنا التي ينطلق عنها جَوْهرُ و شكل تَكيُّفِنا مع بِيئَتنا الداخلية و الخارجية، أعني تَكيُّفنا مع ذواتنا، و مع الزَّمان و المكان و الأشياء و الأحياء و الأفكار مِن حولنا. » (إبراهيم كشت، "تفكيرنا بين النَّمط السقيم و المنهج السليم"، 2006)

« لا تتمسك بأفكارك الخاطئة لِمُجرَّد أنها أفكارك، فالتخلي عن قُمامة العقل أفضل من التخلي عن المبادئ. » (فاطمة عبد المنعم)


هذا المقال ما هو إلاَّ تَتِمة و تَوْكيد لآخر (عنوانه "هل هذه الأمة المعطوبة قابلة للإصلاح ؟ لا زلنا نأمل و نَنشُد ذلك على أيَّة حال…") أنتم مَدعوُّون لِقراءته على الرابط الآتي : https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692725


الأمة معدِنُها أصيل نبيل و سوف تعود من جديد، و لكن بعد أن تُصحح الخلل الذي فيها و تستعيد ثقتَها بنفسها، أمةً تهدي و تقود إلى الخير و الحق، و تُسهم بجدارة في صناعة المستقبل و ترشيد مسيرة الحضارة الإنسانية. شريطة أن نبدأ دون تأخير بوقفة مع النفس فردياً و جماعياً و نكونَ فيها صادقين تماماً و في منتهى الصراحة… و أن نتخلَّص نهائياً من وَهْمٍ منحوس مُنغرِس في عقلنا الجمعي : الوهم الذي يتمثَّل في ادعائنا بِزَهْوٍ مُحَيِّر امتلاكَ و احتكار الحقيقة المطلقة، النهائية، و مع هذه الأخيرة بطبيعة الحال التأشيرة الحصرية لدخول ملكوت السماء. إنه وهم بِسَببِه ما قُمنا بخطوة مُعتبَرة في الوِجهة الصحيحة، منذ زمن طويل، و باتت بِسَببِه أمتُنا متواضعة الإسهام في العصور الحديثة : محاولات الإصلاح الديني كلها فشلت لأن منطلقها الأول و لو ضِمنياً هو ادعاؤها احتكارَ سبيل الخلاص الأوحد في الدنيا و الآخرة… الأمة التي لا تُراجع دَوْرِياً ذاتها و الفكرَ الذي يَصدُر منه سلوكُها هي مُعرَّضة للتَّقَهْقُر المستمر إلى أن تُغادر مُعتركَ التاريخ، الأمة التي لا تستفيد شيئاً مِن تجاربها مآلُها و مصيرها المحتوم هو أن تكون على الدَّوام مُجرَّد ألعوبة بأيدي صُنَّاع التاريخ. مراجعة الأمة لذاتها - بجِدٍ و شَفافِيةٍ و مِصداقيةٍ - هي الفريضة الغائبة.

« إنه حيث يخف الفكر و يرجِح الهوى فارتقاب الإسلام عبث ! نعم، لا دين مع ضعف العقل، و غش القصد، و إن طال الصيام و القيام. » (محمد الغزالي، "عِلل و أدوية"، 1984)

« المسلمون يحتفظون بمكانهم بين أمم العالَم ما احتفظوا بفريضة التفكير. » (عباس محمود العقاد، "التفكير فريضة إسلامية"، 1962)

أمتنا مريضة للغاية و علينا ألاَّ نغفل أو ننسى أن في جسدها مُضغة، إذا صلَحتْ صلح كِيانها كله، و إذا فسدت فسد كِيانها كله، يقيناً و دون أدنى شك فهمُها و تصوُّرها العام للدين هو هذه المضغة. قناعتي أنه لا مناص من تمحيص دقيق لمفاهيمنا السائدة و قِيَمنا الرائجة التي تمارس في الغالب دوراً مضللاً للكثيرين و تُسهم إلى حد كبير في تزييف وعي عموم الأمة… المطلوب بإلحاح ليس أقل مِن إعادة بناءٍ حقيقية لِمَنظُومة فكرنا الديني بالكامل. لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا ما يلي : الدين القويم و هو الذي يُوائِم الفِطرة و لا يصدِم الضمير و قبل كل شيء يُعين الحياة و يُحسِّنُها و يُخفِّف مِن قسْوَتها، و يُعلِّم المخلوق الآدمِيَّ كيف يكون إنساناً بجدارة و مُستحِقاً بالفعل أن يُسمَّى إنساناً، لا يُمكن أن يستغني عن المُراجعة النقدية الدائمة و التصحيح المُستمِر للتَّصوُّرات و الدعائم الفكرية التي يقوم عليها. و هذا يقتضي عدم تصنيم أي فكرة هي نِتاج جهد بشري في محاولة فهم النصوص المُؤسِّسة للدين. و طبيعي جداً أنَّ المراجعة الواعية و المسؤولة و النزيهة لِما نحن عليه مُكلِّفة و كذلك مُربِكة للمشاعر لكِنَّها ضرورية حقاً و لا مناص منها لِكَيْ نتجاوز ما نحن فيه. الحقيقة وحدها تُخلِّصنا و المستقبل الجميل الذي نَنشُده جميعاً لن تصنعه الأوهام و الشعاراتُ الجوفاء بل الحقيقة. هي دون سواها تُحرِّرنا، مهما كانت مُؤلِمة قاسية. كفى تبديداً للطاقات و إهداراً للأوقات في غير طائل… إن ما نحتاج إليه هو إصلاح فكري حقيقي. تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار. هذا بطبيعة الحال لا يكفي - فلا بد أيضاً أن تنصلح الضمائر و النفوس - و لكنه أكثر من ضروري. فَمِن غير إصلاح فكري جاد و جذري، مُحال أن تنصلح أحوال البلاد و العباد.


« إن مشكلتنا نحن المنتسبين للإسلام منذ قرون، لا تكمن في عدم تطبيقنا للإسلام، بل في أننا لم نفهمه بَعدُ. » (علي شريعتي)

« لا يمكن أن يُقنعني أحد بأن الإسلام السائد في عصرنا هو الإسلام الأول الخالص و النقي ؛ فأنا أقيس صواب كل فكرة أو نسق فكري بالنتائج المُترتبة عليه ؛ فالفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع و تنفع الناس. الإسلام الأول كانت نتائجه مبهرة في تغيير الواقع و التاريخ، أما الإسلام الذي نعيشه اليوم فهو خارج التاريخ و منفصل عن واقع حركة التقدُّم. و لذلك باتت من الضرورات المُلحة اليوم العودة إلى الإسلام المنسي، لا الإسلام المُزيَّف الذي نعيشه اليوم. » (محمد عثمان الخشت، "نحو تأسيس عصر ديني جديد"، 2017)

« يا مسلمون، استرِدوا دينكم بالوعي الحقيقي و بالإنسانية الحقة. » (عدنان إبراهيم)



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يستحق فعلاً صفة المسلم ؟
- هل هذه الأمة المعطوبة قابلة للإصلاح ؟ لا زلنا نأمل و نَنشُد ...
- من أجل خلاص العالَم
- الدين الحق يبعث الحياة مِن جديد و يجعل الآدمي مستحقاً لإسم إ ...
- ثالث خطوات تجديد الفكر الديني في الإسلام : كفى خضوعاً لِجَبْ ...
- ثاني خطوات تجديد الفكر الديني في الإسلام : كفى ادعاءً لإمتِل ...
- أولى خطوات تجديد الفكر الديني في الإسلام : كفى ترهيباً للخلا ...
- لا دين لفاقد الضمير، و لو كان رجل دين
- لستُ باللَّعان و لكِنْ...
- عودة إلى المسألة الرئيسة بالنسبة إلَيَّ (-الكفر-) عبر خطاب م ...
- هل هؤلاء يؤمنون فعلاً بخالق إسمه الأبرز في ديننا الرحمان ؟
- الفيروس الذي فتك بمُجتمعاتنا و ما وجدنا له مضاداً ناجعاً لِح ...
- الحاجة المُلحة إلى ثورة بداخل عقول مشايخ الدين
- ما حذَّرنا منه يتحقَّق !
- ضرورة إعادة تأصيل مفهوم الكفر في الإسلام
- لا للحجر على الفكر و مصادرته بإسم الدين !
- لا مفر من مواجهة الحقيقة - مهما كانت مؤلمة و قاسية…


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار