أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - حكاية بلبل القصب














المزيد.....

حكاية بلبل القصب


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 6701 - 2020 / 10 / 12 - 01:27
المحور: سيرة ذاتية
    


في مثل هذه الايام ، إيام يحط التين زوادته، وتكون أمي قد (سَفت) كل الخوص الذي (شرگناه) ونقعناه لليال عديدة بالماء كي يصير لينا بين أصابعها ، وهي تخيط السفيفة بالخوص الذي انتقته جيدا من سعفات (الگلب) لنخلة فتية ، أستعدادا ( لچبس) التمر ، ويكون موسم حصاد (الشلب) قد أذن هو الأخر، دخل البيت أخي وهو يحمل عصفورين لم ينبت ريشهما بعد ونادى ، فلوسة انهما بلابل قصب، وكان يعني انهما نوع من انواع البلابل التي تعيش في البرية ولا تدجن ، وكن يعشعشن في الانحاء ،بين اشجار التين خاصتنا ، ولكم كنت اعشق ثمرة التين ( المنقار ) وهذا مصطلح كنا نميز به الثمرات التي اكلت منها البلابل عن غيرها ، وكنت احرص ان اجمع كل ما يتركه البلبل من بقايا الثمار نصف المأكولة ، فقد اخبرني أخي ان البلابل تصنع خمرتها من التين، لذلك يكون صوتها حسنا، وكنت اريد لصوتي ان يكون حسنا ولا بأس أن ساعدتني خمرة بلبل القصب بذلك.
الطيور اللحمية الصغيرة ، وضعتهما في علبة كارتونية صغيرة ، وجعلت احرص على رعايتهما، أطعمهم بأنبوب رفيع صنعته بنفسي، وأضعهم بجانب رأسي في المساء، لا اعرف كيف افترضت انهما ذكر وانثى ، فلما ماتت الأنثى المفترضة، جعلت أبالغ في رعاية أخيها حتى أني سقيته الماء والسكر يوميا ، و شراب الكمون، وشراب للكحة ايضا ، وطحنت حبة بندول لأجله، ولما صار ريشه ينبت، ينبت في قلبي ايضا مليون جناح، كبر بلبل القصب، دون أن يعرف أنه بلبل قصب ، يطير حولي وينقر على صنبور الماء فأعرف أنه عطش، وينقر راحة يدي فأعرف أن به جوعا، وحين أنام يختار مكانه قرب الشباك ، وينقر جبهتي وأجفاني عند أول الفجر ، لم يجرب صديقي البلبل الغناء، كان يبدو أنه مقتنع تماما بأنسنته، وبحاجته للكلام، فيعبر عنه بأشارات ذكية ، جعلت كل من يراه ويعرف به ، يتمنى لو حصل عليه، قضى الشتاء ساهرا معنا على حديث( الصوبة ) النفطية ، ونام صيفا معنا على سطح الدار ، ولم يكف الاصدقاء ومعارف الاسرة عن طلبه وعرض شرائه، وكنت متمسكة به جدا ،حتى اذا كان الصيف مرة اخرى ، حطت البلابل البرية على أغصان التين في الحديقة الداخلية ، وكأن بهم فضولا لهذا البلبل المؤنسن، طار إليهن ودار حولهن ثم غاب معهن وعاد بعد ساعات قد أتلفه الجوع والعطش والتعب ، وجعلت أحاول أعادة بلبلته ليصير منهن ،فيعود لسيرته الأولى، لكن صديقي كان كلما غاب عاد منفوش الريش ، ناشف الريق، مهدود الجسد ، فأعود أصلح من حاله، لو كان فقط يفهم كلامهن ، يحسن ان يغرد بمثل غنائهن ، وفي صباح تشريني سمعته يحاول التغريد ، نصف تغريدة بالحقيقة كان ذاك الشيء الوحيد الذي سمعته منه قبل ان يغادرني ، وظننت أنه قد عاد لبريته، لكني وجدته بعد أيام متيبسا بجانب شباكي في الجهة المواجهه لمكانه حيث كان ينام ، كان قد فارق الحياة، كتمت سر موته ، ودفنته لوحدي تحت التينة ، وزعمت أنه عاد لبريته
بعد تعلمه الغناء .

فلسطين الجنابي



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين جواز عبوري
- محاكمة الله
- الجمهورية وأنا
- حبل سري طويل -
- هلج وين يا نجوى - من سيرة الحنين
- تناص روحي - سيرة الوجوه
- إذكار الصباح - من سيرة الوحدة
- زمن مفقود - من سيرة الغياب
- فقدان - من سيرة الوحدة
- من سيرة الوحدة
- إليها في ذكرى رحيلها - سيرة الوحدة
- إليك في كل مرة - من سيرة الوحدة
- قراءة في خيانات بنهكة فرنسية لندا خوام
- قراءة في مجموعة زرقاء عدن لليمنية لارا الضراسي
- من سيرة الأوطان
- الحزن لا يليق بي - سيرة عاشقة
- من أناشيد البلاد
- الانسحاق الكبير
- رؤيا
- حبل سري طويل - سيرة الكتب


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - حكاية بلبل القصب