بهاء الدين محمد الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 18:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعلى نماذج المظلومية نموذج الحسين وذلك لعد أسباب :
1- نجاح الحسين على الرغم من فشل ثورته على يزيد وكذلك رفضه لنصيحة عبدالله بن عباس فى التحرك من المدينة لعدم كفاية قواته وكذلك عدم خبرة شباب ال البيت بالقتال وأدى ذلك لغياب عدد من الكفاءات الدينية التى تربت فى مدرسة فقه ال البيت والمدينة المنورة ، ويبقى هنا هل كان الحسين محقا فى تحركه من المدينة الى الكوفة ليلاقى قوات يزيد والقادر على رشوه أهل الكوفة ، ويعزى ضعف الخبرة السياسية للحسين حيث ا ناهل العراق هم من خذلوا أبيه من قبل .
2- الصراع مابين المثالية الدينية التى مثلها على مقابل المصالح الاقتصادية والعصبية التى مثلها بنى أميه ، فالتركيبة الفكرية لمجتمع قريش كانت متباينة مابين مرجعية دينية لإل هاشم وسيطرة زعامية لبنى أمية وعلى رأسهم أبى سفيان بن حرب ، ولما غاب النبي عن المشهد كنموذج استرشادي عادت الأمور لطبيعتها مع بقاء نموذج مرجعي متمثلا فى حزم عمر ومثالية أبى بكر ، ولكن مفتاح العصبية قد ظهر كمنزع اجتماعي من خلال سيطرة بنى أمية على مفاصل الدولة الإسلامية مع نزوعهم القبلي وقربهم من الخليفة عثمان مع تنزه عثمان عن ذلك مما أدى لغياب المنزع الرومانسي عن الحياة الاجتماعية العربية ، وبالتالى غاب عن الحسين تقدير الموقف سياسيا ولو كان مكث فى المدينة وتجمع المسلمون أولى بهدم الخلافة الأموية مع امتلاك مصدر شرعيتهم الدينية .
3- قسوة حكم بنى أمية مع وجود الحجاج بن يوسف الثقفي ذلك القائد الحربي الذى احتل ولاءه للسلطان محل مخافة الله وبالتالى غابت عن الاسلام الذهني سماحته ليصبح المكسب للغنائم مقدم على السماحة المصاحبة والمميزة لسلوك النبي صلى الله عليه وسلم ، وأدى ذلك لانتشار جو من اليأس عن الاصلاح وبالتالى صار نموذج الثورة رغبة محرمة .
4- هل لقرب الحسين من الرسول دور فى بناء المظلومية وتحوله لرمز للمقاومة يسهل استدعائه لمكانته من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسقطت نماذج اخرى ليست من ذوى القرب .
ولكن يبقى السؤال على الرغم من الأخطاء التخطيطية والسياسية للحسين إلا أن قسوة المصير الذى لاقاه اكسبه هالة تراثية .
ولكن لماذا الحسين دون الحسن بقى مرجعية ومؤسس لشرعية سياسية لها امتداد تاريخي صراعي الى الآن هو أمر له رجعة
#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟