أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل زهرة - الوحي أزمة عقل .!!














المزيد.....


الوحي أزمة عقل .!!


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يوحى إليك ، قسريا ، من جهة معرفية ما ، سواء أكانت علوية ، أم سفلية ، تقوم بنسخ الموحى به ذهنيا ، فتحفظه عن ظهر قلب ، ثم تقوم بنسخه كصورة على جلد ، أو ورق ، لتثبيته كحقيقة مطلقة في محفوظاتك .! فما بالك لو كان الوحي مقدسا علويا لا يناقش ..؟!! هذا يستقبله عقلك بتسليم أعمى ، و يثبته كدعامة بديهية لمرتكزاته المعرفية . و إن كان الموحى به وهما ، هذا يعني أنك بنيت مرتكزات وعيك على أساسات من وهم ، و قتلت ، بتقبلك ، المطلق ، للموحى به ، عقلك المقارن . و حجبت السؤال عن عقلك الذي اعتاد التقبل ، و التلقي ، و عمل على أرشفة كل المعلومات التي تأتيه من الواحي له ، كذخيرة معرفية لا تقبل التلاقح ، و لا الانجاب المعرفي بسبب قدسيتها العقيمة الصنمية .!
هذا العقل العقيم ، الذي يشبه وعاء لمعلومات غير متلاقحة . لو طلبت منه ، أن يرفدك معرفيا ، ليس بوسعه أن يعطيك ما هو جديد ناتج عن تلاقح فكرتين ، لينتج الفكرة الثالثة التي هي رمز الميلاد ، و الخصوبة .. إنما يقوم بنسخ المعلومة الجاهزة المقدسة المطلقة الصنمية المؤرشفة في وعاء الذاكرة ، و يدفع بها كمن يتقيؤها كمنتج معرفي . لذلك ترى الشعوب المؤمنة بالوهم ، و التي أوحي إليها به ، ما هي إلا شعوب تقبلية لكل حالة متخلفة . و تستميت غالبا في الدفاع عن هذا العقل الاتكالي الذي ينتظر دائما ، أن تأتيه الحلول من جهة ما ، فوقية ، تقوم بدور المُلقي ، الوحي ، الآمر . فترى أن هذا النمط من البشر في هذه البيئة ، يولد هرما ، متعبا ، و منهوك القوى ، لأنه شائخ الروح و هو في سن الشباب . تلك الشعوب الهزيلة البناء الروحي ، و الجسدي ، لا تتقبل النقاش بثوابتها لأنها مقدسة ، فتصبح شعوبا نسّاخة للمعرفة ، آمرة ذكرية العلاقة ، فوقية ، غير متفاعلة لأنها تتمثل دور الذكر الموحي ، فتكونه في كل تجلياتها. فتنسخ معارف الآخرين نسخا دون أن تسمح لتلك المعارف بتلقيح ثوابتها. لهذا ليست مبدعة ، بل ميتة في دورها في بناء الحياة ، لأنها غارقة بالوهم و قداسة الخرافة ، و في الناتج ، ذكرية الوعي تفتقد للأنوثة في التفاعل لانجاب الحياة ، و قد بنت عقلها على هذه الأساسات البائدة ، فتستشهد دائما بماضيها الثقافي ، أو ثقافة الآخرين ، كما يحدث للمثقف ، أيضا ، الذي أنتجته تلك المجتمعات العاقر ، حيث يقوم بالاستشهاد ، دائما لتأكيد فكرته ، بالسلف الثقافي للعقل الغربي و الشرقي معا ، لأنه غير واثق بانتاجه العقلي المسلوب الإرادة بسبب جذر الوحي في ثقافته..! فهل ثمة من يقوم بهدم أساسات العقل الخرافي النسّاخ ، و يبني بدلا عنه أساسات ، و أعمدة علمية صلبة ، و مبدعة ، لا تتكيء على الوحي الوهمي ، ليعيد تشكيل العقل في هذه المنطقة المغدورة بروحانيتها و رموزها .؟؟



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الحكم العربي .!
- من ذاكرة الطفولة .!
- لمن ترقص الحروف .؟؟
- المزرعة .!
- السيدة الغامضة ..الجزء الأخير .!
- السيدة الغامضة ..الجزء الخامس .!
- السيدة الغامضة ، الجزء الرابع ..!
- السيدة الغامضة ..الجزء الثالث .!
- السيدة الغامضة ..الجزء الثاني .!
- السيدة الغامضة ..الجزء الأول .!
- العريف أبو علي .!
- سقوط سامية ..الجزء الأخير .
- سقوط ساميا ...الجزء الرابع .
- سقوط ساميا ..الجزء الثالث .
- سقوط سامية .! الجزء الثاني .
- كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .
- مصالح خانم : الجزء الأخير .!
- مصالح خانم _ الجزء الثامن قبل ألأخير .!
- مصالح خانم الجزء السابع .! ( القناع )
- مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل زهرة - الوحي أزمة عقل .!!