أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد فاتح حامد - تعلموا العشق من الدراويش














المزيد.....

تعلموا العشق من الدراويش


محمد فاتح حامد

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 14:30
المحور: المجتمع المدني
    


عندما تدخل في حلقة الذكر والتهليل والمجالس الصوفية في التكية الكسنزانية الرئيسية في السليمانية تجد نفسك درويشا دون ارادتك ، تهز راسك مع رؤوسهم ولم تعد تمتلك روحك فهي لم تعد تطاوعك ويخرج قلبك من صدرك ويذهب بعيدا ، يذهب الى الفناء في العشق الابدي .
يقضون دراويش الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في تكيتهم الرئيسية في السليمانية اكثر اوقاتهم في الذكر والتهليل ، وفي اغلب الاحيان رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم جناب الشيخ شمس الدين محمد نهرو الحسيني الكسنزاني يكون متواجدا في حلقة الذكر الروحية وفي هذه المجالس الصوفية.
الطريقة العلية القادرية الكسنزانية أوضحت لي: ان العلاقة الموجودة بين الدراويش والشيخ ، بعيدة عن التسلط والقوة والسيادة وانما هي علاقة العاشق بالمعشوق وعلاقة الاب بالابن .
واشارت الطريقة الى ان الشيخ يكرس حياته وماله وروحه للدراويش ، لذلك نجد الدراويش يفنون حياتهم في خدمة الشيخ ، فالعلاقة والمحبة والتضحية تكون متبادلة بينهما وهي علاقة خالصة وبعيدة كل البعد عن المصالح .
وعند سؤالنا عن دور المرأة في الطريقة العلية القادرية الكسنزانية ومكانتها لديها ، وضحت ان الطريقة تنظر الى المرأة على انها اساس المجتمع وهي مقدسة لديها ، المرأة ينبوع المجتمع وانها كالقلب بالجسد ، اذا صلح القلب صلح الجسد .
واكدت الطريقة الكسنزانية ان رسالتها التي تبعثها للعالم هي رسالة الانسانية التي تملؤها المحبة والعدل وهي تلك الرسالة التي جاء من اجلها الانبياء والرسل ، فنحن للانسانية جمعاء والطريقة لاتفرق بين أحد من الناس وابوابها مفتوحة للجميع.
بدوره قال مدير مكتب التصوف في الطريقة العلية القادرية الكسنزانية الدكتور عبدالسلام الحديثي ان الدرويش هو مريد ويريد من خلال عباداته وذكره ان يصل الى درجة الاحسان ، مؤكدا ان دخول الدراويش في حالة الذروة الروحية والقيام بضرب انفسهم بالالات الحادة يخص كرامات الشيخ وان الوصول الى هذه الحالة لايعني السمو الروحي وانما هي اجازة من الشيخ حيث بامكان اي درويش او حتى لو لم يكن درويشا ان يضرب نفسه بالالات الحادة اذا سمح الشيخ له بذلك ، مشيرا الى ان الاجازة تخص كرامات الشيخ الذي اخذها من شيخه والشيخ من شيخه الى ان يصل الى الرسول صلى الله عليه وسلم ، والدليل على ذلك ان الشيخ اذا لم يسمح للدرويش بضرب نفسه والدرويش لم يسمع كلام شيخه فانه اما يموت او يصيب بجروح بليغة ، اذا الكرامات او الخوارق هي عطاء واجازة من الشيخ ، مشددا على ان الانتماء الى الطريقة مسألة ايمانية وروحية وطوعية وليست اجبارية وان الشيخ لايجبر احدا على اطاعته وانما الاطاعة تأتي طوعية ومن قلوب مؤمنة ومسلمة وان المحب لمن يحب مطيع .
وبين مدير مكتب التصوف في الطريقة العلية القادرية الكسنزانية الدكتور عبدالسلام الحديثي ان النساء في الطريقة لاتختلفن عن الرجال شيئا ويقمن بالمهام نفسها ويديرن التكايا ، والطريقة لاتفرق بين الرجل والمرأة ، داعيا الناس الى زيارة التكايا والتأكد بانفسهم من اعمال الشيوخ والدراويش دون توجيه التهم اليهم باطلا.
لن ندعي بان الدراويش هم من الملاك بل انهم اناس عاديون ويحبون البساطة ويشربون مانشرب وياكلون مانأكل ويلبسون مانلبس وتجدنوهم مثلنا يضحكون ويغضبون ويبكون ايضا ، الا انهم اصبحوا في العشق مثالا يحتذون بهم فهم العشاق الحقيقون الذين يفنون حياتهم في عشق ربهم ورسولهم واهل البيت ومشايخهم ويضرب بهم الامثال في الكثير من الكتب الادبية والدينية وهم عاشقون لحد النخاع لحد الجنون لحد الذروة القصوى لحد الاعجاز ومستعدون للتضحية بارواحهم وحياتهم فداء لشيخهم وطريقتهم ، فتعلموا انتم ايضا العشق من الدراويش.



#محمد_فاتح_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشف عن تصرفات الوزراء مع القوات الامنية
- الطغاة في اقليم كوردستان
- الشرق الاوسخ
- قطع رواتب المتقاعدين وقتل المتظاهرين تحت انظار الكاظمي
- الفايروس
- لاتلجؤوا الى الحكومة العراقية الفاسدة
- كفاكم انتهاكا لحرمة القلم
- كورونا يؤدبنا
- علماؤهم وعلماؤنا
- احتضان القمر
- الحب
- ضجرنا منكم ومن شعاراتكم
- الى شاعرة قروية
- -ماذا أفعلُ بالعلم، إن لم يكن لي شبراً من أرض الوطن-!
- دعي يداك في يدي
- كلمات متمردة
- تحبون اهل البيت وتقتلون ثوار الحسين !
- اوعدك ياصديقتي
- متى تأتيني
- لماذا اغلبية اطفالنا لايحبون المدرسة ؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد فاتح حامد - تعلموا العشق من الدراويش