أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راسم عبيدات - الحجاب















المزيد.....

الحجاب


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 06:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية أود القول أنني لست ضليعاً أو متجراً في أمور الدين الإسلامي، ولكن أدلي برأيي في هذه المسألة بقدر إطلاعي ومعرفتي وعلى قاعدة من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر، وخصوصاً بعد أن أدلى المفكر والعلامة حسن الترابي، أحد قادة الفكر الإسلامي المتنورين، بآراء جريئة حول العديد من القضايا التي تعتبر من المسلمات ومن المحرمات في نفس الوقت، أي تحريم الغوص في المفهوم للتأكد من مدى صدقه ودقته، مثل جواز زواج المسلمة من ذمي" مسيحي أو يهودي"، ومسألة الحجاب التي قال الترابي أنها قطعة قماش تغطي بها المرأة رأسها وصدرها، وليس تغطية الجسم من الرأس حتى أخمص القدم.
وفي هذه المقالة آمل أن تتسع صدور رجال الدين والفقه والتشريع وعلماء المسلمين لوجهة النظر هذه، على قاعدة حرية الرأي والتعبير وطبعاً دون المس أو الإساءة لمشاعر أحد، وليس على قاعدة التكفير والردة أو الدعوة والتحريض على القتل، كما حدث مع العديد من العلماء والمفكرين والفلاسفة من أمثال المفكر الكبير حسين مروة، والعالم حامد أبو زيد الذي فرق بينه وبين زوجته، و د. نوال السعداوي والتي اعتبرت مرتدة لمواقفها وكتاباتها...الخ، وبالعودة لموضوعة الحجاب، فعلينا الوقوف على المعاني اللغوية والتشريحية لهذا المفهوم، والمعاني التي وردت لها بالقرآن والأسباب الموجبة لهذا التشريع...الخ، فالحجاب بالمعنى اللغوي هو مفهوم ثلاثي الأبعاد، أول بعد هو البعد البصري؛ أي الحجب عن النظر، والبعد الثاني هو البعد الفراغي؛ أي الفصل، والبعد الثالث؛ البعد الأخلاقي أي بعد التحريم، ولتفسير هذه المعاني فلا بد من طرقها على أرض الواقع، فعندما تقول مثلاً أن فلان أو تلك الجماعة مؤتمن أو مؤتمنين على شيء ما، أي مسؤول/ين عن حماية هذا الشيء والدفاع عنه، كقولنا أن آل نسيبه مؤتمنين على مفتاح كنيسة القيامة، أو بني قصي مؤتمنين على مفتاح الكعبة، أي مسؤولين عن حماية تلك الأماكن والدفاع عنها، والحجابة تأتي بمعنى الستر والإخفاء، فعلى سبيل المثال، الشخصيات القيادية والهامة والتي تتبوأ مراكز عامة، تجعل بينها وبين الشعب حجاباً، وهذا مبدأ عمل به منذ عهد الخليفة الخامس معاوية بن أبي سفيان وحتى يومنا هذا، فكل زعمائنا ورؤوسائنا وأمرائنا يعملون بالحجابة، وليس بينهم وبين جماهيرهم أي صلة إلا صلة القمع والبطش والتنكيل، حتى أنه في العهد الفاطمي، كان ينظر إلى الخليفة على أنه بمثابة الإنسان المقدس، والذي لا ينطق عن الهوى، ولذلك بالضرورة أن يتوارى عن أنظار المؤمنين به، أما عند الصوفيون فالمعنى شيء آخر للحجاب، فهم لا يرون فيه ستار، بل أنهم يقولون أن التوصل إلى الآفاق اللانهائية، يتم من خلال تأملات روحانية، على المسلم أن ينشدها، أي تدمير الحواجز بين الإنسان والله، فمثلاً، شيخ الصوفية الحلاج، يرى أن البحث الدائم عن الله، هو الذي يسمح بتجاوز الحجاب الذي يسلب الوعي.
وإذا كان ينظر للحجاب على أنه أحد المفاهيم الأساسية للحضارة الإسلامية، فإن تقزيم وتبهيت هذا المفهوم إلى حد جعله قطعة قماش يفرضها الرجال على النساء عند المشي في الشارع، هو إفراغ لهذه العبارة من مضمونها.
أما حول المعاني التشريحية لمفهوم الحجاب فهي تعني الحد والوقاية في الوقت ذاته، فعلى سبيل المثال، الحجاب الحاجز لحماية المعدة، وغشاء البكارة لحماية العذرية...الخ، ولفظة الحجاب وردت سبع مرات في القرآن، وتدل بمعناها العام على الفصل، ففي سورة مريم، آية 17 جاء بمعنى الحجاب الذي تسترت به مريم بعيداً عن أهلها:"فاتخذت من دونهم حجاباً، فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا"، أما في سورة الأحزاب، الآيات 32+53: فالحجاب جاء بمعنى الحيطة والحذر، وفرض العزلة على زوجات الرسول (ص) وحدهن، ويبدو أن الأمر جاء تحت ضغط وتأثير الخليفة عمر بن الخطاب، وفي سورة الأعراف، الآية 46، فالمعنى يفيد الجدار، حيث أنه يوم القيامة، يفصل بين أهل الجنة والنار حجاب:" وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة، أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون"، وهو أيضاً الجدار كما يقول المفسرون للقرآن في سورة الشورى آية 51:" وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم"، ومعنى آخر للحجاب، أي الستار الذي قد يخفي الله عن البشر، وتأخذ في القرآن أحياناً، قيمة سلبية للغاية، عندما يصف عجز الأفراد عن تبصر الله، كما جاء في الآية 5 من سورة فصلت:"وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون"، لا أريد التطرق للمعاني الأخرى للحجاب، ولكن لا بد من العودة للمناسبة التي نزلت بشأن الحجاب، والحجاب هنا الحاجز والفاصل ليس بين رجل ومرأة، بل بين رجلين، والحجاب حدث محدد بالتاريخ ويناسب الآية 53 من سورة الأحزاب والتي أوحى بها في سنة الخامسة للهجرة ( 627م) " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحى منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيماً"، فهنا نزول الآية القرآنية من السماء، أي وحي الله إلى النبي (ص)، عملية تتبع سجلاً عقلياً، ومن جهة أخرى إنزال حجاب من قماش، ستار أسدله النبي (ص) بينه وبين الرجل الذي كان موجود على عتبة أو باب غرفة زواجه، فالآية نزلت من أجل حماية الحياة الخاصة في غرف النوم من تلصص الآخرين، واستراق النظر، والمقصود هنا أحد صحابة الرسول (ص)، أنس بن مالك، والذي تولى دعوة المسلمين لحضور حفلة زواج الرسول (ص) من زينب بنت جحش، فعندما أراد أن يختلي بعروسه لم يستطع حيث مكث ثلاثة من المدعوين لفترة طويلة وكان الرسول (ص) يخرج ويطوف على نساءه الأخريات أكثر من مرة، لعلهم يغادرون، وكان يزداد غيظاً عندما يعود ويجدهم موجودين، وعندما عاد ووجدهم قد غادروا، أوحى الله لنبيه (ص) بآية الحجاب، وأسدل الستار بينه وبين أنس بن مالك وهو يتلو الآية 53 من سورة الأحزاب، وإذا نحن لم نعثر من خلال البحث والتنقيب عن الأسباب التي أغاظت الرسول (ص) المعروف بهدوء الأعصاب والصبر الطويل ورباطة الجأش، وبالتالي السرعة في نزول الوحي، وغالباً ما كان هناك فترة بين اللحظة أو الفترة التي تحل فيها المشكلة، واللحظة أو الفترة التي يكشف فيها الوحي، ومن هنا في مسألة الحجاب فإن السرعة غير المعتادة للوحي لا تتواءم مع الإيقاع النفسي النظامي لعمليات الوحي، وبخاصة مع ما يعرف من خلق النبي (ص).
ولكن لربما اعادة المسألة إلى سياقها التاريخي يساهم في توضيح وكشف المسالة حيث أن السنة الخامسة للهجرة ربما كانت السنة الأكثر صعوبة وقساوة وشؤماً للرسول (ص) بصفته قائداً وزعيماً لمذهب توحيدي حاول أن يثبت ويعزز وجوده في جزيرة عربية متعددة الآلهة، فهي أتت بعد هزيمة أحد بسنتين، وفي نفس السنة عاد المكيين وحلفاؤهم من القبائل لاحتلال المدينة التي أمر الرسول (ص) بحفر خندق حولها، وهو ما عرف بغزوة أو معركة الخندق، وباختصار عاش الإسلام فترة عصيبة وأزمة عسكرية حربية، لم تنتهي إلا عام 630م، بفتح مكة.
ومن هنا فإن الكثيرين من العلماء والمفكرين المسلمين منذ نزول الآية الخاصة بالحجاب وحتى اللحظة الراهنة، يحملون المسألة أكثر مما تحتمل أو تفسر، ويجتهدون في إنتاج توجيهي يشدد على الحجز والحبس كأساس الإسلام، فنزول الحجاب تضمن معناً مزدوجاً: الأول مستوى ملموس، الرسول أسدل ستاراً ملموساً بينه وبين أنس بن مالك، والمعنى الثاني أخذ مستوى مجرد، فنزول الآية من السماء على الأرض، من الله إلى النبي (ص) الذي تلاها، النبي (ص) يسحب ستاراً مادياً بينه وبين الرجل الوحيد الغريب في منزله الذي وجد معه أيضاً بعد ذهاب المدعوين ويتلو في الوقت ذاته الآية التي أوحيت له مباشرة من الله.
وأيضاً، من الهام جداً القول أن الحجاب نزل على المدينة، حيث لم يكن هناك منع للاختلاط بين الجنسين، وهو جاء رد على بدأ التعرض للنساء في الشوارع والاعتداء عليهن جنسياً، كالاغتصاب وغيره، وهذه الأعمال قصد بها ترويع وتخويف نساء المسلمين دون تميز بينهن وبين الإماء، وفي سياق التبرير والمعرفة للأسباب المباشرة لهذه الأعمال، قال عدد ممن يمارسون هذه الظاهرة، أنهم يقصدون النساء العبدات، وبالتالي تعرضهم للنساء الأخريات كونهم يجهلون هويتهن، ومن هنا أوحى الله بالآية 59 من سورة الأحزاب، حيث نصحت نساء النبي (ص)، بأن يدنين عليهن من جلابيبهن كي يعرفن وبالتالي لا يتم إيذائهن:" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما"، وهذا يعني أن المقصود ليس نوعاً جديداً من الثياب، وإنما طريقة جديدة للباس القديم، للتميز على المستوى الحركي، وحسب لسان العرب فإن كلمة جلباب اتسمت بالغموض فهي قد تعني قطع كثيرة من الثياب في آن واحد، والجلباب في وصف آخر قطعة واسعة جداً من النسيج ترتديها المرأة، وفي تعريف آخر قطعة نسيجية تستخدمها المرأة لتغطية رأسها وصدرها.
إن فلسفة الحجاب التي نادى بها عمر واضحة، عندما أكره المنافقون الذين كانوا يعتدون على النساء على تبرير سلوكهم، أعطوا تبريراً بأنهم ظنوا أنهن عبدات والله أمر النساء بتغير زيهن (الثياب) ليميزن عن الإماء وذلك بأن يسدلن عليهن جلابيبهن، إن حل عمر، الحل بالحجاب_ الستار الذي يخفي النساء بدلاً من تغير العقول وحمل الناس على التفكير بشكل مغاير سوف يستمر بعد الإسلام كحضارة وانعكاس على الفرد ودوره في المجتمع، فالإسلام في بداياته تجربة رائدة وفريدة في الحرية الفردية والديمقراطية، ومع سقوط الحجاب على المدينة بترت ذكرى انطلاق الحرية هذه، وليستمر الصراع حول هذه المسألة حتى اللحظة الراهنة بتأثيرات ذاتية وأخرى حاسمة موضوعية تفتح سجل حقوق الفرد والمرأة في المجتمعات العربية والإسلامية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير ...
- هل حقاً لا يعرف الأمريكان لماذا يكرههم الفلسطينيون والعرب؟
- مفارقات العرب والجامعة العربية
- المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي ال ...
- مفارقات أقوال وتعليقات
- مفارقات المعايير المزدوجة
- المجد- لهوغو شافيز- والخزي والعار لكل قادة وزعماء العرب
- لأنك محمود الزهار لا نستقبلك وعندما تصبح محمود-اولمرت- أهلاً ...
- القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية
- عفواً مات العرب !
- هذا الزمن العربي مجيد وسافل
- مفارقات
- ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
- إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة ...
- هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
- إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم
- ما المطلوب من حماس مقدسيا
- الآن وماذا بعد
- الشعب الفلسطيني أطلق رصاصة الرحمة على قوى ما يسمى بالحالة ال ...
- لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راسم عبيدات - الحجاب