واللعنة على المنافقين!
سابقا، كنا نحن الماركسيين أو العلمانيين عموما، وحين نتحدث عن نظرية ما أو فلسفة، تتبارى ألسن بعض الإخوة الحوزويين بمطارحتنا بما قاله الشهيد الصدر وطروحات الشهيد الفكرية. فإن تناولنا القضية الإقتصادية جوبهنا بمقولات كتاب البنك اللاربوي وكيف أن كتاب رأس المال أو غيره من مؤلفات الرأسمالية والشيوعية تصبح صفرا على اليسار. وحين نتحدث عن السياسة الدولية، طارحونا بإغناءات الشهيد الصدر فيها وقالوا لنا أن كتب وأفكار الشهيد الصدر تدرس حاليا من جهات إخصاص في موسكو وبرلين وواشنطن. وإن تحدثنا عن إستقلال القرار العراقي في مسألة الحكم، عرضوا علينا رؤا الشهيد الصدر، وإن تحدثنا عن النضال ضد الحكم الدكتاتوري قالوا لنا خذوا مواقف الشهيد الصدر وإتركوا مواقفكم، وهكذا، لم يعد من مجال أمامنا للشك بأن هؤلاء المجادلين مقتدين بالصدر روحا وعلما ومواقفا، والصدر لأي منهم كالقلب للجسد وكالهادي في طريق النضال ضد الحكم الدكتاتوري العراقي أو العالمي الإستكباري.
ودونما تقييم لأفكار الشهيد الصدر، فقد كانت تأخذنا الحيرة مع هؤلاء المجادلين. فقد أنتكست تجربنتا الشيوعية ولم يعد من كبير فسحة للجدل معهم سوى التركيز على أخطاء التطبيق. كما إن أفكار الشهيد الصدر نظريات لم تجرب عمليا لننال من مثالبها فنجعلها برهانا عليهم. ناهيك عن أصولية عمياء جادل بها هؤلاء، بينت أن قناعاتهم بأفكار الشهيد الصدر كقناعات الدراويش بالعرفان، إن عجز المنطق عن تبريرها، يعاد الأمر إلى أسرار كونية لازالت محجوبة.
وأغلب من جادلنا بأفكار الشهيد الصدر ونابزنا بمواقفه، كانوا من أتباع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومريدو باقر حكيم وأخيه تحديدا،، وهم عينهم هؤلاء الشاتمين للصدر اليوم والمتهكمين على أفكاره وعلى حركته، والقائلين بأنه كان عميلا للنظام وأن النظام عينه وأن أتباعه من الطبقة الشيعية غير المثقفة (أي الجهلة) والمتندرين على نجله، وهم عينهم الذين يناشدون أمريكا ويدسون لها التقارير لتخمد حركته اليوم!
فأين تكمن العلة؟ في النفاق السياسي؟ أم في النفاق الديني؟ أم أن هؤلاء المنتقدين اليوم المادحين أمس، هم ببغاوات آلية صنّعتهم يد المخابرات الأمريكية، فيصدحون بما تريد دونما إعتبار لدين أو سياسة؟