|
إشاعاتهم المغرضة والمسمومة
ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)
الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إشاعاتهم المغرضة والمسمومة
من الأقوال المأثورة ، ومن الحكم التي يستفيد منها الأنسان ، ويستخلص العبر والدروس ، فيما قاله الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنَّ من البيان سحراً ، وإنَّ من الشِّعْرِ حِكمةً ). وان ما تتداوله الخنازير الألكترونية المأجورة اليوم من إشاعات مسمومة ، وكتابات تخجل الصفحات منها قبل القرّاء، من سوء تعبيرها وأمّية كتابها ، فيتناولها الجهلة الذين لا يفقهون منها شيئا ، فتُحْدث في المجتمع الصخب والصجيج بعواء الذئاب ونباح الكلاب ، كل ذلك تنفيذا لأوامر أعداء العراق الذين لا يريدون الخير والامان لشعب العراق ، مقابل الدولار . فهناك مثل شائع بين الناس ، والقليل يعرف من اين جاء هذا المثل ، وكما هو معروف ان الأمثال لم تأت من فراغ ، وانما وراء كل مثل حكاية .. فالمثل يقول : ( الكلاب تنبح والقافلة تسير )، والتأريخ ينقل لنا أن الأمام الشافعي ، (وهو إمام المذهب الشافعي) ، يقال أن احد الأشخاص الحاقدين عليه أغضبه ، فرد عليه الأمام الشافعي بأبيات من الشعر قائلاً: " قل ما شئت بمسبّتي فسكوتي عن اللئيم هو الجواب لست عديم الردّ لكن ما من أسد يجيب على الكلاب " ومن هنا نحن نقول لأعداء العراق ، ارضا وشعبا وبكل الوان الطيف الشمسي الجميل الذي يتشرف ويحلو به العراق كقوس قزح، المبهر والساحر للأعين . ان هذا الشعب الأبي ، لا يضيره نباحكم وعواءكم ، وهو الذي أعطى درساً لأعدائه من الخونة والمتآمرين واصحاب النفوس الضعيفة واللئيمة ، ومَنْ خلفهم مِنْ قوى الشر والعدوان العالمي ، المتمثلة بأمريكا وأعوانها ، ومَنْ لفَّ لفّهم من الوحوش والبهائم الضالة، للهيمنة على العراق ونهب خيراته ، وكسر إرادته واذلاله . تلك القوى الكبرى الظالمة والمتجبرة التي تظن انها ستحصل على نفس النتائج التي حصلت عليها في الأمس القريب ، حين تكالبت على غزو العراق ، ولم يصمد الطاغية وأعوانه امامهم في الدفاع عن العراق وشعبه، وهو الذي أنهك العراق بالجرائم والقتل والتشريد والتجويع والذبح والأغتصاب ، والسجون وأحواض الأسيد والحروب الهوجاء والمقاب الجماعية التي مازال الكثير منها لم يُكتشف، فأوصل الشعب العراقي الى أحلك الظروف وأصعبها ، فزجَّ بهم في زاوية أمّا ان يستسلموا لتلك اليد ( الجيوش الغازية ) التي جاءت لتكسر يده التي تحمل سكين ذبحهم ( صدام وأزلامه ) ، واما ان يقفوا مع يده التي تحمل سكين ذبحهم وتنصرها على خصمها ، وعندذاك تخلوا الساحة للسكين وتواصل الذبح والبطش بهم ، وتتفرغ من جديد لحمامات الدم التي سبح ويسبح بها الشعب العراقي المبتلى به وبالمجرمين والطواغيت على أشكالهم المتعددة الألوان والأساليب ، والموحدة الغايات والجرائم والظلم والقهر والأستعباد ، هذا ومع كل تلك الجرائم التي أرتكبتها العصابة الصدامية المجرمة بحق الشعب ، ومع مأساة الحصار الصهيو- أمريكي - دولي الظالم ، وقف الأحرار بإرادتهم الصلبة وصدورهم العارية ، بوجه الغازي المتوحش والمدجج بأحدث التقنيات الحربية، في الدفاع عن الوطن ، أما الطاغية وأذنابه الجبناء لاذوا بالفرار وخانوا البلاد والعباد ، وسلموا العراق للمجرمين الغزاة . وبعد كل تلك وهذه الخيانات لم يردع أزلام صدام وايتامه، وازع من ضمير أو دين أو وازع أخلاقي في الكف عن التآمر وتخريب العراق بتعاونهم مع كل اعداء العراق ، الأقليميين والقوى الدولية الكبرى ذات الأطماع في العراق ، وباساليبهم المختلفة منذ سقوط عروش الجريمة والخسة والعار ، وقصور ملذاتهم العفنة ، وليومنا هذا . فما نسمعه ونقرأه اليوم وكل يوم وكل ساعة ، ليس أكثر من نباح كلاب وعواء ذئاب ، وراء قافلة انتصارات ابطالنا الشجعان الذين سطروا بدمائهم الزكية أعظم البطولات والأنتصارات ، وافشلوا أكبر مؤامرة دولية ، اشتركت فيها القوى العالمية الشريرة وفي مقدمتها أمريكا والصهيونية العالمية ، وما كانوا يتوقعون ، ولا خطر ببالهم ولا بحساباتهم ، ولا بأجهزتهم المتطورة ، أن رجلاً شيخاً بلغ من العمر عتيّا ، لا يملك أموالاً ولا عقارات ، ولا أسلحة ، ولا جيشاً ولا سلطة ، إلّا الأيمان المطلق بالله وبعقيدته ومبادئه الأنسانية الحقة ، ولحيته المباركة وعمامته المقدسة ، وحب الشعب العراقي الغيور له ، فاستطاع أن يُفشل كل المؤامرات الخبيثة والحاقدة واللئيمة والطامعة بالعراق وخيراته ، فكانت كلمة واحدة من هذا الرجل العظيم الذي أذهل القريب والبعيد والعدو والصديق ، في أن تهب أراواح الشباب والشيوخ الغيارى ، قبل أبدانهم ، كريح صرصر مرعبة ..! هؤلاء الأبطال الذين آمنوا بربهم وحبهم لوطنهم وشعبهم ، وواجبهم في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ، فزادهم الله هدى وقوة وصلابة ، فلبوا النداء والفتوى المقدسة التي اعلنها الرجل العظيم الأمام السيد علي السيستاني أدام الله ظله ، وأطال في عمره ، فهب الغيارى أفواجا أفواجا للدفاع عن العراق أرضا وشعبا ومقدسات ، وأما الجرذان صغيرها وكبيرها مهما إنتفخت أو أن تنفخ نفسها ، فلا يمكنها أن تكون اسودا ، أو تقابل الأسود . فالشعب العراقي الأبي بكل ألوان الطيف الشمسي الجميل الذي يزهو به الشعب العراقي الأصيل ، فهم أبناء حضارة وادي الرافدين ، البابلية والآشورية والكلدانية والسومرية ، وهم تلامذة مدرسة الأمام علي بن ابي طالب ، والأمام الحسين عليهم السلام ، وكما قال الشيخ أحمد الكبيسي حفظه الله ورعاه : " ان ثقافة العراقيين هي ثقافة شيعية ، شئنا أم أبينا " وصدق الشيخ في ما قاله ، وهو رجل من إخواننا السنة حفظهم الله وحفظ كل عراقي شريف على اختلاف ما يؤمن به . فالثقافة هي المنظومة الأخلاقية والمعرفية والسلوكية السوية المتكاملة التي يتعامل ويؤمن بها الفرد في مسيرة حياته ، وفي كيفية تعامله مع المجتمع ، معبراً عن جوهر وأسس مفاهيمه الخلاقة في التواصل ، وعلاقاته الأجتماعية المبنية على المحبة والأخاء ، وحب الخير للآخر بنفس مستوى حب الخير للنفس ، والتفاني والذوبان في الآخر والذود عنه ، وهذه الثقافة التي يتميّز بها العراقي عن غيره من ثقافات البلدان الآخرى ، قد أشرقت من فجر الحضارة الأنسانية التي انطلق اشعاعها من وادي الرافدين ، وتمنهجت في مدرسة صوت العدالة الأنسانية التي وضع اسسها الأمام علي بن ابي طالب ، وثقافة الأباء والتحدي والتضحية الحسينية التي قادها ابا الأحرار الحسين ابن بنت رسول الله صلوات الله عليهم وعلى آل بيتهم أجمعين . أما بعض الزمر الضالة ، والذين غرتهم الحياة ببهرجها ومناصبها وعروشها وكراسيها ، واللصوص المتسلطين على رقاب الشعب ، فهم ليسوا أقل إجراما بحق الشعب والوطن من إجرام العدو الخارجي .. وما كراسيهم وحياة بذخهم وسلطانهم وتسلطهم ، فهي كما حصرها الأمام علي عليه السلام بين( عفطة عنز وشسع نعل) ، فيما بينه في خطبه في نهج البلاغة ، اما ارادة الخيرين والمعدمين والمحرومين والمظلومين هي أقوى من دناءاتهم ونفوسهم المريضة ، والوقوف بوجههم لا يختلف عن الوقوف بوجه قوى الشر والعدوان والتآمر الخارجي ومن يتعامل معهم من الخونة والعملاء والمجرمين بين صفوف الشعب ، والمتلبسين بالألوان البراقة والخطابات الكاذبة والخادعة . ومثل هذه النماذج العميلة ، التي باعت ضمائرها ودينها ووطنها مقابل اموال السحت ، والمتلبسين بالدين والوطنية والأدعاءات الأخرى الخادعة والمضللة ، فهي عندما تنكشف وتحترق اوراقها ، فان مصيرهم يكون ليس افضل حضاً من الذين سبقوهم في الخزي والعار والذل والهوان ، وحتى أسيادهم لا ينفعونهم حينها ، وعند ذلك ينطبق عليهم البيت الشعري القائل: " مازاد حنون في الأسلام خردلة .......ولا النصارى لهم شغل بحنون "
#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)
Ibrahim_Al_khazaly#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة- الليلُ يَمْحوهُ دَمُكْ
-
التأريخ كالشمس، تبقى والغيوم السوداء تزول
-
الدنيه كله ظلم - شعر شعبي
-
قصّةٌ قَصيرةٌ جِدّاً - تأَسٍّ
-
الغُصَّةُ
-
قصيدة - التّاجِرُ البَخيلُ واليَتِم
-
خلجات..
-
خلجات الذّات
-
كَفَى..!
-
العِراقُ بَيْنَ البَلاءِ والوَباء
-
قِصّةٌ قَصيرةٌ جِدّاً- المُهَرِّج
-
الشهادة
-
جَهْلٌ أَمْ تَجاهِلٌ أَمْ هُوَ الأصْرارُعلى ذَبْحِ العِراقْ؟
-
العراق بين ( البوري والقوري)
-
حُلُمٌ و ميلادٌ تَحْتَ الرّصاص
-
بين الماضي والمستقبل
-
قصّة قصيرة جدّاً - السّقف
-
الأشكالية بين المناضل الحقيقي والمصطنع
-
العلاقة الجدلية بين المثقف والسياسي
-
حلقة أخرى من حلقات التآمر
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|