أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الذوادي - !!المخطط الأمريكي.. شفافية أكثر من اللازم














المزيد.....

!!المخطط الأمريكي.. شفافية أكثر من اللازم


أحمد الذوادي

الحوار المتمدن-العدد: 470 - 2003 / 4 / 27 - 05:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




حتى قبل أن تحسم حربهم على العراق نهائيا، بادر المسئولون الأمريكيون من الرئيس الأمريكي إلى وزير خارجيته إلى وزير دفاعه، في كورس متناغم، مرددين نفس السيناريو الذي مهدوا به، حسب اعتقادهم، لتلك الحرب التي شنوها دون أي غطاء شرعي وعلى الرغم من الإرادة الدولية المتمثلة في هيئة الأمم المتحدة أخذوا في توجيه التهم المختلفة ضد سوريا على أساس أنها لم تعتبر بما جرى ويجري في العراق.
سوريا التي وافقت على القرار رقم 1441 والتي أعلنت وقوفها ضد الإرهاب وأدانت أحداث 11 سبتمبر، متهمة الآن بأنها تؤوي المنظمات الإرهابية وأنها تمتلك أسلحة كيماوية إلخ وصار مطلوبا معاقبتها بالمقاطعة الاقتصادية تمهيدا لمعاقبتها عسكريا بشن حرب شعواء ضدها تدمرها ويعاد تشكيل نظامها بحيث ينسجم تماما مع المخطط المرسوم لمنطقة الشرق الأوسط ليكون وفق هوى ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية وشريكتها الاستراتيجية إسرائيل. وعلى طريق استكمال حلقات الطوق حول النفط وآباره من بحر قزوين إلى الخليج إلى العراق فسوريا.. وليسلموه بالكامل إلى الاحتكارات الأمريكية بعد السيطرة عليه وتخصيصه!!
هكذا بمنتهى الصراحة والشفافية، تطرح الولايات المتحدة مشاريعها ومخططاتها علنا وبكل وضوح، وهي تصر على تنفيذها سواء قبل المجتمع الدولي أم لم يقبل، وحتى لو تنازل المستهدف وحقق ما تطالبه به الولايات المتحدة.
ٍّومثلما شنت قواتها المسلحة حرب الاحتلال على العراق فإنها، وقد تشجعت بسهولة احتلالها للعراق وبضعف المقاومة التي واجهتها رغم عنتريات نظام صدام حسين وحرسه الجمهوري وقواته الخاصة وفدائيي صدام ورغم تنطح الصحاف و(علوجه وأوغاده)، باشرت البدء بالخطوة الثانية وهدفها سوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية بنهجها هذا، إنما تعيد المجتمع الدولي ليواجه من جديد سياسة المدافع والبوارج الحربية التي كان الاستعمار القديم يمارسها لفرض هيمنته على البلدان الأخرى ولقمع أي تحرك ضد مخططاته العدوانية تجاه تلك الشعوب.
ومثلما يذكر التاريخ هذا النهج العدواني المستبد المستند على القوة وحدها، فإنه يذكر مقاومة الشعوب له واستبسالها في إنزال الهزائم بالاستعماريين القدامى ونجاح تلك الشعوب في الخلاص من قوات الاحتلال ومن هيمنتها وتحقيق الاستقلال الوطني.
لقد ولى عهد الاستعمار القديم. لكن الولايات المتحدة، بصفتها القوة الأعظم ذات القوات العسكرية الأحدث والأكثر جبروتا وتدميرا، توحي وكأن شيئا من ذلك الزمان قد يعود.
لكن زماننا الآن يختلف كثيرا عن تلك الأزمان. فإن وعي الشعوب واتساع معارفها ونيلها من علوم العصر وتطوراته قد بلغ شأواً بعيدا، ولم يعد بالإمكان تمرير المخططات من وراء ظهر الشعوب أو في تغييبها أو تجاهل وعيها وإدراكها، ولذلك نجد هذه الشعوب مدركة لأبعاد المشاريع المطروحة وهي تطرح للتنفيذ، ومن هنا كذلك نجد أن أصحاب المشاريع لا يستطيعون إخفاء نواياهم، فيمارسون (الشفافية والصراحة) بغض النظر عن مدى قبحها وتحديها لروح العصر ولعقل الإنسان.
وهكذا ومع أول أدوار السيناريو، هب المجتمع الدولي شعوبا وحكومات في وجه استمراء الولايات المتحدة لمخططاتها، فعارضوا نواياها بشن الحرب على سوريا ومن يليها في قائمة البنتاجون كلبنان وإيران وغيرهما.. وأمام حجم المعارضة الواسع اضطر أصحاب السيناريو تغيير أولوياته فصاروا يؤكدون انهم لم يقرروا الحرب وإنما هم سيمارسون الضغوط من المقاطعة والحصار وغيره من الأساليب الحضارية في الحروب الحديثة!!
لا يزال الوضع في العراق، وفي ظل قوات الاحتلال، يعيش فراغا في مختلف المجالات.. فراغاً في الإدارة وفراغاً في السياسة وفراغا في الأمن وفراغا في الإعلام.. بل هناك فراغ في عصب الحياة من ماء وكهرباء وغذاء. وهو وضع مفتوح على كثير من الاحتمالات بعضها يشير إلى احتمالات خطيرة كاحتمالات نشوب حرب أو حروب أهلية والبعض الآخر يشير إلى نوايا بعض القوى السياسية للاستفراد بالسلطة، والبعض الآخر لا يخفي نواياه في سياسة الإقصاء وحرمان الآخرين من الاستمتاع بحقوقهم الطبيعية في المشاركة في إدارة شئون وطنهم وفرض لونه الخاص على الجميع. بعد أن انزاح حكم اللون الواحد، وما رافقه من بطش وطغيان وسلب لأبسط الحقوق والحريات للمواطن العراقي وما تعرض له من انتهاكات ليس لها مثيل حتى في الأنظمة الشمولية الديكتاتورية الأخرى.
هناك من يدعو إلى إعطاء منظمة الأمم المتحدة دوراً هاماً في إدارة الأوضاع الحالية حتى إيصال الوضع إلى بر الأمان، في حين تعلن الولايات المتحدة بأنها ستستخدم حق الفيتو ضد إعطاء الأمم المتحدة أي دور جوهري.. ما عدا ما يسمي بالدور الإنساني من تقديم المساعدات الإنسانية من ماء ودواء.. الخ.
لقد أكد البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار زائدا مصر والبحرين على ضرورة سحب قوات الاحتلال بأسرع وقت وسرعة إقامة حكومة انتقالية من العراقيين، والتزام هذه القوات باتفاقيات جنيف الدولية، وشدد البيان على ضرورة الحفاظ على ثروات العراق وقصرها على العراقيين والحفاظ على مقدساته وتاريخه وحضاراته. وأكد البيان الختامي للمؤتمر على رفض التهديدات الأمريكية لسوريا والدعوة لحوار بين الجانبين لتحقيق الاستقرار بالمنطقة.
نتمنى ألا يبقى هذا البيان، كالبيانات الكثيرة السابقة، حبرا على ورق. بل يجب أن توجد الآليات التي تتابع تنفيذه، وتمارس الضغوط اللازمة ليلقى الصدى المطلوب لدي القوى الأخرى.
وعلى مستوى البحرين نرجو أن تجد هذه الأحداث الكبيرة وتداعياتها ما تستحق من دراسة واتعاظ، وان تشكل حافزاً للمزيد من الخطوات العملية على طريق ترسخ وتوسيع الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والتخلي عن أقلام الرقابة ومقاصها غير المبررة. وترسيخ الحياة الديمقراطية واتخاذ الخطوات الضرورية واللازمة لمكافحة الفساد المالي والإداري الذي ينهش في أي تقدم أو رقي ويحول دون الانطلاق وتحقيق التنمية الحقيقية الشاملة.

 



#أحمد_الذوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيئ من الرؤية التيار الليبرالي هل هو ضروري ومن يمثل؟
- شيء من الرؤية: الديمقراطية الحقة تستقيم بأدواتها السليمة


المزيد.....




- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال ...
- ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
- وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر ...
- بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا ...
- مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
- روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
- لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
- رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود ...
- مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الذوادي - !!المخطط الأمريكي.. شفافية أكثر من اللازم