سعد العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 29 - 14:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مجتمع مثل العراق تنقلت فيه منزلة شيخ العشيرة تبعاً لأزمنة الحكم من إقطاعي ظالم مستبد أيام الملكية، الى مواطن عادي مظلوم غير راضٍ عن الحال أيام الجمهورية الأولى عبد الكريم قاسم والى رجل أمن ينفذ التوجيهات الصادرة من دوائر أمن الدولة زمن الجمهورية السادسة صدام حسين، وأخيراً الى شخص نفعي متمرد أيام الجمهورية السابعة ما بعد التغيير.
صحيح أن هذا الوصف فيه قدر من القسوة، وصحيح أنه لا ينطبق على كافة الشيوخ لأن فيهم بعض من حافظ على معايير الشيخة في كافة الظروف، لكنه وصف حسب رأي شخصي يمكن تعميمه على كثير من الشيوخ الذين اكتسبوا الشيخة بأوامر ودفع من سلطات الدولة إبان سني الثمانينات والتسعينات عندما احتاجتهم الدولة أدوات أمن بيدها لاضطهاد الأبناء.
ان قسماً من هؤلاء الشيوخ في وقتنا الحاضر، الصعب لا يفهمون حقوق المجتمع والدولة، فيحتفظون مثلاً بأسلحة غير مرخصة، ويحولون دون استثمار الدولة لأراض يتواجدون فيها، ويحمون مجرمين مطلوبين، ويستهدفون بأساليب عصابات بعض أهداف للدولة أو لدول أجنبية تحميها الدولة، والأغرب منها خروج شيخاً يأوي هو أو بعض أفراد عشيرته مواطناً عراقياً مختطفاً، يحتج على الدولة وقواتها المأمورة من قبل أعلى جهات في الدولة، بحجة عدم أخذ رأيه في متابعة وتحرير مواطن مختطف.
إن مثل هذه الأساليب في مجتمعنا النامي لشيوخ ينطبق عليهم الوصف المذكور، لا يسهمون بهدم أركان الدولة فقط، بل ويدفعون المواطن الواعي الى معاداتهم مثل تلك العداوات التي كانت موجودة بالضد منهم في زمن الملكية، وأسهمت مع غيرها بحدوث التغيير عام 1958، عداوات يمكن أن تتجمع ثانية لتطيح بهم ثانية، وهو أمر ليس بعيد زمنياً وليس صعب بأي حال من الأحوال.
#سعد_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟