أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سليم نزال - حين ينهار العالم !














المزيد.....

حين ينهار العالم !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 29 - 05:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قرات رواية غاسبى الكبير فى بداية التسعينيات .كان الكتاب حدثا مهما فى حياتى لانى لم اكن قد قرات اى ادب نقدى للمجتمع الامريكى . لكنى لاحقا قرات بضعة روايات و مسرحيات حول انهيار ما يعرف بالحلم الامريكى .
لكن ان راينا الامر ببعده الانسانى الاكبر سنرى ان حالة انهيار الحلم هى حالة انسانية مر بها كثيرون .لانى اعتقد ان الشعور بالكارثة من اقسى المشاعر على الانسان .و هناك روايات اخرى مثل ذهب مع الريح لمارغريت ميتشل و الحرب و السلام لليو لتولستوى فيها اشارات لهذه الفكرة .
حتى الرواية الدينية التى تفسر بداية الحياة على الارض بدات لدى طرد ادم و حواء .اى بمعنى اخر لدى انهيار عالمهما هناك و انتقلا الى الارض كلاجئيين .و لعلهما استنادا للرواية الدينية كانا اول لاجئيين فى التاريخ .
ان فكرة الاقتلاع فكرة مرعبة و لا اظن انه توجد حتى كلمات تعبر عن هول الفكرة .
فكرة الاقتلاع تعادل تماما فكرة انهيار العالم .انه يعنى تدمير الذكريات سواء كانت شخصية او موروثه.اتذكر كيف كانت تعابير وجه الجيل الذى اقتلع من وطنه و كان والدى من هؤلاء . تعابير الحزن العميق تبدو جلية فى كل كلمة يقولونها . احساس عميق بالمرارة لانهيار عالمهم .و فى وقت لاحق التقيت بالمانية كانت تسمى نفسها المانية فلسطينية من الذين طرد اهلها من مناطق صارت تتبع بولندا بعد الحرب .اخبرتنى ان امها ظلت حتى اخر لحظة من العمر تتحدث عن بيتها . قالت ان والدتها كانت تحب ان ترسم البيت .غرف البيت و الشرفة و الحديقة و كل شىء . كانت بهذا المعنى( تستعيده) و ان من خلال الرسم .و الحديث سواء كان عبر استرجاع الذكريات او عبر وسائل اخرى مثل الفن او الرواية الخ ربما يكون نوع من اعادة بناء العالم الذى انهار . و ربما يساعد على تحقيق التوازن النفسى .
من لم يرى عالمه ينهار لن يتمكن من معرفه هذا بما فى ذلك جيلى الذى لم يعش كارثة الاقتلاع حتى لو سعى لفهم ذلك نظريا . .ولدنا لاجئيين وورثنا نتائج الانهيار لكننا لم نعاصره و لم نفقد مباشرة المكان و كل ما يرتبط به من ذكريات .لكنى شاهدت تجارب انهيار العالم الذى اعرفه كانت اسواها على الاطلاق عندما شاهدت الجيش الاسرائيلى يسير بغطرسة فى شوارع مدينة صور ..كان منظرا اكبر بكثير من قدرتى على احتماله . كان شعورا بالذل لا استطيع وصفه مهما قلت .و الثانى كان عندما شاهدت الجيش الامريكى يدخل بغداد . تملكنى شعورا بالمهانة الى درجة لا تحتمل .اغلقت التلفزيون لانى لم اكن اقدر ان اتحمل مشاهدة المنظر .
ما زلت اتذكر الجملة التى قالها غاسبى و التى استوقفتنى و التى يقول فيها ان اكثر اللحظات صعوبة هى اللحظات التى ينهار فيها عالم المرء و لا يستطيع ان يفعل شيئا سوى ان ينظر للانهيار .
استعيد هذه العبارات لانى دخلت فى حوار مع زملاء و زميلات فى مقهى العلوم الاجتماعيه فى جامعة اوسلو .و قد حاول خلال الحوار ان اتجاوز الفكرة الاصلية الواردة فى الكتاب لاضعها فى باب التجربة الانسانية



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول صداقات العالم الافتراضي لللاجيال الجديدة
- عن جلال الدين الرومى
- لقاء رائع مع رجل بوليس و طبيبة!
- الخريف القاتل!
- لا تتخذ صديقا لا يحب الموسيقى !
- حول السعادة!
- فلنتدرب على تكوين لجان تحقيق!
- انا انت ! مسرحية قصيرة جدا !
- يشعلون الحروب ثم هات دروسا فى السلام و المحبة!
- دعوة مفتوحة للشعراء و الشاعرات و الكتاب و الكاتبات العرب لاج ...
- اللاسامية الجديدة!
- ضرورة تجاهل هؤلاء
- الاستثمار فى الضعف!
- ن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !
- سذاجة حالم
- كم نحن اغبياء !
- دعونا نصبح فيلة !
- هل نشهد ميلاد الحداثة العربية!
- بين حربين !
- ملاحظات حول مفهوم الوطن


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سليم نزال - حين ينهار العالم !