_________________________
– دمشق
معضلة ما بعدها معضلة تواجه الكاتب العراقي على وجه التحديد في هذا الوقت إذا ما أراد أن يعبر عن رأيه في مطبوعة عربية ما ، على الرغم من ان الكاتب العربي – غير العراقي – تهرع الصحافة العربية الى نشر كتاباته التي تتضمن آراء" أكثر جرأة من آراء الكاتب العراقي ومن دون تعديل أو تشويه أو قص مثلما تفعل بعض المطبوعات ( العربية ) التي تدعو تبريرات محريريها في هذا الخصوص الى الرثاء والتقيؤ .
وهي حقيقة سائدة في وسط الإعلام العربي في المهجر بشكل عام ومن دون إستثناء ، وأنا لا أخشى من هذا الإستثناء لأن منافذ النشر العربية متاحة لي قبل أن أكتب في هذه الصحيفة أو تلك ، بل ان منافذ النشر العربية هذه تعطيني مساحة كافية للتعبير عن آرائي من دون تدخل أو تشويه أو قضم عبارات بكاملها وتحويل مسار معناها الى فهم معكوس .
أردت من هذه ( اللطمية ) ان أستطلع مسبقا" الصحافة العراقية التي ستسود في العراق في مرحلة ما بعد نظام صدام حسين والتي ستعبر بلا شك عن آراء الأحزاب والحركات التي تقف وراءها –وهي ما شاء الله كثيرة - ، لكن المهم هنا هو .. كيف يستطيع الكاتب العراقي المستقل ان يعبر عن آرائه في تلك الصحف الحزبية في داخل العراق ؟ مع عدم نسيان بالطبع معزوفة الديمقراطية التي راحت تعزفها جميع الأحزاب الدينية والعلمانية والتي أثبتت سنوات المنفى والتي ستستمر ، ان هذه ( الديمقراطية ) مجهولة التطبيق لدى هذه الأحزاب والحركات حتى وهي خارج الحكم أو في المنفى .. فما بالك لو دخلت الى الحكم أو أصبحت في خضم الديمقراطية شاءت أم أبت ؟ .
وصحيح ان الحديث في هذا الوقت سابق لأوانه عن حرية الصحافة في العراق التي هي مرتبطة بلا شك بحرية العراق أولا" ، وثانيا" مرتبطة بنوعية الحكم الذي سيدير دفة الأمور في العراق ، وقبل هاتين النقطتين المذكورتين هو مستقبل ووضع القوات الأجنبية التي دخلت العراق والذي سيكشف عن معدن هذه ( الحرية ) التي ستنعكس على حرية الصحافة المحلية وربما الصحافة العربية هي الأخرى ستتأثر بذلك ، خصوصا" وان هذه الصحافة تحاول في هذا الوقت ان لا تثير ( زعل ) من أمسكوا بدفة الأمور في العراق .
على كل حال لست في عجلة من أمري في العودة الى العراق مثلما فعل البعض من أصحاب الطموحات ( القاتلة ) كوني في هذا الوقت على الأقل أستطيع التعبير بكل حرية عن آرائي في منافذ النشر العربية المتوافرة بالنسبة إليّ ، وهو توافر قد لا يحصل البعض عليه في الواقع إلا من كان راسخا" في المواقف والكتابة .