أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حاتم الجوهرى - في تفسير الاستلاب للصهيونية: بين الدوافع الدينية والعلمانية والسلطوية














المزيد.....

في تفسير الاستلاب للصهيونية: بين الدوافع الدينية والعلمانية والسلطوية


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 12:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كانت المفاجاة بالنسبة لي في الفترة الأخيرة، وأنا أعمل على رصد النخب التي تبنت خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني، أن وجدت تنوعا شديدا بينهم وفي دوافعهم لتبنى خطاب الاستلاب أيضا، أبرز المفاجأت كانت وجود من تبنوا خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني بدوافع وحفز ديني!

قد يكون الأقرب للعقلية النمطية عند البعض هو وجود من تبنوا خطاب الاستلاب للصهيونية على خلفية علمانية! كما رصدت من تبنوا خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني حاضرا عند بعض النخب السلطوية، التي تبنته تقربا وطمعا في المزيد من الترقي، لكن "دراسة الحالة" الخاصة بكل نموذج من هؤلاء جعلتني أبحث عن فرضية أخرى لاختبارها من أجل تفسير ظاهرة النخب التي تبنت خطاب الاستلاب.

تنوع وتباين وبحث عن الدافع المشترك
فلقد تباينت انتماءات تلك النخب بشدة ما بين البعض صاحب الخلفية الدينية، أو الخلفية العلمانية، أو الخلفية القومية نوعًا، أو الخلفيات المتنوعة الأقرب للتماهي مع السلطة وتمثلاتها في الوطن العربي، خاصة وأن النخب التي تبنت خطاب الاستلاب امتد تواجدها في كافة ربوع الدول العربية، ومن ثم كان السؤال الرئيسي الذي يجب أجيب عنه هو: ما الدافع المشترك أو ما الحافز المشترك بين تلك النخب لتبني خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني والانسلاخ عن الذات العربية؟ خاصة بهذا الشكل العلني والفج في موضوع شديد الحساسية مثل القدس والمسجد الأقصى وقضية فلسطين، وتبني رواية الآخر الصهيوني والانتصار له!

دور التعريف الأساسي لخطاب الاستلاب
من هنا استعدت تعريفي لخطاب الاستلاب للآخر الذي وضعته عند يوسف زيدان – باعتباره الأب الروحي له – الذي هو: "ظهور حالة الافتتان والترويج والدعوة لبديل حضاري "آخر" يستلب "الذات" العربية/ المصرية عن إمكانية تحققها الخاص في مشروع وسردية كبرى خاصة بها، ويبرر لانفصال الذات العربية عن "مستودع هويتها" لصالح "آخر أعلى" ومستودع هويته، يتمثل في مستواه الظاهر في الذات الصهيونية وروايتها للصراع العربي/ الصهيوني، مع إشارة مضمرة لـ"الآخر الأعلى" المصدر المتمثل في الذات الغربية/ الأوربية، التي تعد الصهيونية تمثله الأقرب والمندوب عنه، مع الوضع في الاعتبار السياق الفلسفي الذي أدى لظهور نموذج الاستلاب عربيًّا، والقائم على فشل محاولات القرن العشرين في إنتاج نموذج ذاتي يحقق نموذج "الاغتراب"، مما كرس لظهور مفهوم الاستلاب ونموذجه في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين"..
حيث كان التعريف السابق دالًا في توجيهي للبحث عن النظر في التجربة الفكرية والسياسية لكل نماذج النخب التي تبنت خطاب الاستلاب، والبحث في علاقتها بفكرة التحقق من خلال الذات العربية من عدمه، قبل تبنيها لخطاب الاستلاب الذي خرج به يوسف زيدان في نهاية عام 2015..

فرضية القطيعة الذاتية المسبقة قبل تبنى الخطاب ودوافعها
من ثم قدمت فرضية نظرية واختبرتها لتقديم نموذجًا معرفيًّا يفسر دافعية تبني خطاب الاستلاب عند تلك النخب، وهذه الفرضية تنص على: إن كل من تبنى خطاب الاستلاب، في شكل الخروج والانسلاخ عن رواية "الذات العربية" وسرديتها ببعدها التاريخي او السياسي أو الديني أو الثقافي أو الحضاري.. إلخ، ولم يتمسك بتقديم خطاب نقدي بغرض إصلاحها والبحث عن نموذج لتحديثها من داخلها لا الانسلاخ عنها، كان دافعه لذلك يقوم على وجود عامل مسبق أو محفز لتجربة فكرية عامة أو موقف ذاتي قديم..
أدى لأن يكون هذا الشخص على قطيعة مسبقة مع الذات العربية وسرديتها، بما يبرر قبوله بخطاب الانسلاخ عن روايتها كلية، وفي الصراع العربي الصهيوني خصوصًا ومسألة القدس والمسجد الأقصى، أو على الأقل كان مع القطيعة مع إحدى الروايات السائدة فيها سواء الفكرية أو السياسية أو الدينية، أو على ضعف قيمي يجعله يتكيف مع اختيارات سلطة سياسية ما، بحيث يتم تبني خطاب الاستلاب تكيفًا مع اختيارات تلك السلطة السياسية أو قطاع فيها، بادعاء أن خطاب الاستلاب سيعود مرحليًّا بالنفع أو الوظيفية باعتباره تكتيكًا سياسيًّا قصير المدي أو استراتيجية طويلة المدى.

فسيفساء فرقاء خطاب الاستلاب
وفق الفرضية النظرية السابقة تمكنت من تفسير تشكل خطاب الاستلاب العربي المعاصر، من فسيفساء متعددة ومختلفة المشارب الفكرية والثقافية، حيث لاحظت تنوع توجهات النماذج التي تبنت خطاب الاستلاب ومقولاته الرئيسية، مابين التوجهات أو المبررات العلمانية التي قدمَتها لتفسر لماذا تبنت هذا الخطاب، وكذلك المبررات الدينية التي قدمت لتبرر تبني البعض هذا الخطاب ما بين المبررات المذهبية (كما عند نموذج ينتسب للقرآنيين)، وما بين الداوفع السياسية (كما عند نموذج ديني منشق عن جماعة الإخوان)، أو نموذج ديني يرفع شعارات التحديث والمرونة وإعمال العقل (يعمل مفتيًا لدولة أستراليا). كذلك تبنى البعض هذا الخطاب بمبررات دينية طائفية مسيحية (قامت في الأصل على الجدل مع الدين الإسلامي في مواجهة المسيحية) ، وتبناه البعض في الإعلام تقربًا للسلطة واستشعارًا بأنه خطاب مرضي عنه ويجري اختبار تمريره، كما تبناه البعض تحت شعارات تُقاربُ الوطنية والمرحلية التي تواكب اللحظة وما إلى ذلك.

انتشار جغرافي في الوطن العربي كله
إذ رصدت ستة عشَر (16) نموذجًا من النخب التي ظهرت في وسائل الإعلام المتعددة، ودعمت خطاب الاستلاب وتبنت مقولاته الأساسية بشكل موثق، وذلك في الفترة الزمنية التي امتدت لخمس سنوات (2015: 2020م).. وانتشرت تلك النماذج على امتداد الوطن العربي حيث رصدت الدراسة النماذج في مختلف البلدان العربية، من المحيط من تونس مثلًا، إلى الخليج في السعودية، إلى الشام في سوريا والأردن، ومن القلب في مصر.

على أمل بأن تصدر دراستي لنخب خطاب الاستلاب تلك قريبا



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التطبيع إلى الاستلاب: صفقة القرن والخضوع لرواية الآخر الص ...
- علمانية السودان: استحقاقات ثورية أم ثورية مضادة!
- أماني فؤاد وخطاب الاستلاب: تهافت منطق الجزرة
- ورقة استشرافية: سردية كبرى بديلة لمصر لعبور المأزق الحضاري
- تفكيك الذات العربية: بين السلب الخشن والاستلاب الناعم
- اتفاقية إبراهيم والإمارات: خطاب الاستلاب من النخب إلى الدول
- سبتمبر 2020: استمرار تجاهل الجزار للمذكرة الرئاسية في العبور ...
- خطاب الاستلاب بين يوسف زيدان ومراد وهبة: مقاربة التحديث بين ...
- أزمة القوة الناعمة والخشنة لمصر في لبنان والسودان
- من الأرض مقابل السلام.. إلى السلام مقابل تجميد ضم المزيد أرض ...
- لبنان من استعادة الذات إلى استدعاء الآخر
- مصطفى الفقي وخطاب الاستلاب
- بعد العيد وآليات تفعيل المذكرة الرئاسية بالعبور الجديدة
- مواجهة التكتيكات الصهيونية للأثيوبيين بمفاوضات سد النهضة
- سد النهضة وأزمة القوة الناعمة والسياسات الخارجية لمصر
- عن الجزار ومخالفة التوجيهات الرئاسية في العبور الجديدة
- اليوم العالمي للكتاب: بين الناشر القومي لمصر والسياسة الثقاف ...
- مصر كدولة صاعدة: اشتراطات ما بعد المسألة الأوربية
- جمال حمدان: بين تياري الخصوصية الثقافية والتنميط الثقافي
- الاسم حاكم سيناء والفعل في أثيوبيا


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حاتم الجوهرى - في تفسير الاستلاب للصهيونية: بين الدوافع الدينية والعلمانية والسلطوية