|
عصر الرقمنة وصحافة المواطن (2-2)
عادل حبه
الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 00:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم الكاتب الإيراني فيروز القرشي موقع ايران امروز ايلول 2020 ترجمة عادل حبه صحافة المواطن: التجربة التركية التجربة التركية مهمة بالنسبة لنا من نواح كثيرة. فهناك أوجه التشابه التاريخية والثقافية، ونسبة عالية من الشباب في كلا البلدين. إذ يبلغ متوسط عمر الشعب التركي حوالي واحد وثلاثين عاماً، وإن أربعين بالمائة من السكان هم دون الخامسة والعشرين عاماً. ويبلغ إجمالي عدد سكان تركية ما يزيد قليلاً عن 81 مليون نسمة، وهو مشابه جداً لإيران، حيث يبلغ إجمالي عدد السكان ما يزيد قليلاً عن 83 مليونًا، ومتوسط العمر يزيد قليلاً عن 30 عاماً، وإن 38 في المائة من السكان هم تحت سن الخامسة والعشرين. وهناك تشابه آخر هو الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. بالطبع لا نسعى إلى مقارنة عامة هنا، فهناك اختلافات عديدة وذات أهمية بين البلدين. إذا أردنا استكمال أوجه التشابه المذكورة أعلاه مع حالة أخرى، يجب أن نضيف أن تشابه البلدين يكمن في تنافسهم لكونهما أكبر سجنين للصحفيين في العالم. يوجد في تركيا أكثر من مائة قناة تلفزيونية ومئات الصحف والمجلات والدوريات، وهي غنية بشكل خاص من حيث انتشار الشبكات الاجتماعية والعالم الافتراضي، وهي بعض الحالات المهمة لصحافة المواطن. من وجهة نظر الإعلام، حملت التجربة التركية لنا دروساً كثيرة. لقد خسر الحزب الحاكم في تركيا في حملته الانتخابية لرئاسة البلدية في ثماني مناطق حضرية، على الرغم من استخدام جميع موارد الحكومة والسيطرة على 90 في المائة من الصحافة والإذاعة والتلفزيون. وهناك أمثلة كثيرة على فعالية صحافة المواطن في تركيا وهنا نكتفي بمثالين. الموقع الخبري T24 قبل أحد عشر عاماً، تم إطلاق هذا الموقع بهمة العديد من رموز الصحافة السابقين، في الوقت الذي أصبح من الصعب جداً عليهم مواصلة العمل في الصحافة التقليدية.
وكتب أيدين أنجين، أحد أصحاب الثقل في الصحافة وأحد مؤسسي T24، في اليوم الأول: "في أرض قريبة جداً من السلام وبعيدة عنها. في عالم حيث عربة العنف والبلطجة أعلى صوتاً من الدعوة إلى السلام ، ارتفعت T24 في أمواج البحار الصعبة ... العمل الشاق! الصحافة باهظة الثمن وميزانيتنا ضعيفة جدا ... إن الخلفية والخبرة المهنية للصحفي أمر حاسم ، وفريقنا صغير جداً…. تتطلب الصحافة عناد البغل وصبر أيوب والعمل الجاد والطاقة التي لا تنضب ...
موقع T24
والشرط الرئيسي للتقرير: الاستقلال!....الاستقلال عن أي مجموعة مالية وتجارية، الاستقلال عن أي حزب أو جماعة أو حركة سياسية في السلطة أو ضدها..." اليوم T24 هو موقع ضخم يتكون من مواقع متداخلة مع مجموعة متنوعة من الأنشطة والكتابة والفيديو والصحافة الاستقصائية والبث المباشر من قناة YouTube وما شابه ذلك ... يضم قسم الأخبار والتعليقات والمقالات أكثر من 100 كاتب معروف. ويساهم أكثر من 100 كاتب آخر كمساهمين أسبوعياً ومجموعة من المساهمين المتطوعين. يبلغ متوسط عدد قراء الموقع أكثر من 50000 قارئ يومياً. قبل خمس سنوات، توقف مقدم البرامج المخضرم روشان شاكر عن العمل مع وسائل الإعلام الرسمية، بسبب الصعوبة المتزايدة للعمل كصحفي حقيقي . وأطلق قناة على يوتيوب بهاتفه المحمول وجهاز iPad الشخصي. في هذا البرامج يجري بث تعليقات على الأحداث الجارية لمدة تتاروح بين 20 إلى 30 دقيقة. إن خمسة وثلاثين عاماً من الخبرة الصحفية النشطة والتواصل المكثف الذي تطور عبر السنين ضمنت المحتوى الغني لهذه البرامج، لذلك كان العمل ناجحاً. لكن هدف شاكر الواضح كان إضفاء الطابع المؤسسي ليتجاوز النجاح الشخصي. وأتت جهوده على مدار الساعة ثمارها . واليوم هناك مؤسسة " Media Alternative "، وهي وسيلة إعلامية بديلة تضم 65 موظفاً يعمل بها 25 شخصاً. إذا احتجنا إلى ذكر مثال عن دور هذه المؤسسة في الحياة السياسية لتركيا ، فلا بد من القول إن علي باباجان ، وزير الاقتصاد الأسبق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، الذي تعرض لهجوم شديد من أردوغان وحزبه بعد انفصاله وتشكيله، ابدى استعداده للقاء، وحضر روشان شاكر وأجاب على أسئلته في غضون ساعتين، حيث استقطب البث المباشر والفيديو للمقابلة أكثر من مليوني مشاهد.
صحافة المواطن والمستقبل
إن سرعة انتشار الإنترنت وزيادة عدد المستخدمين والتقدم التكنولوجي غدا أمراً مذهلاً. في عام 1983، عندما أصبح الإنترنت متاحاً للجمهور لأول مرة، كان هناك 400 مستفيد في جميع أنحاء العالم، وبعد 25 عاماً أصبح أكثر من 600 مليون. فوفقاً لبيانات عام 2020 الصادرة عن مركز الإحصاء العالمي، يستخدم حوالي 59 بالمائة من سكان العالم الإنترنت. ومقارنة بالعام الماضي، تمت إضافة 207 مليون مستخدم جديد إلى مستخدمي الإنترنت. من ناحية أخرى، تظهر الأبحاث التي أجراها مركز بيو أن تداول الصحف الأمريكية قد انخفض بنسبة 8٪، أي إلى أدنى مستوى له منذ 60 عاماً. تُظهر هذه الأرقام بوضوح الطلب المتزايد الذي يجب أن تفي به صحافة المواطن على الأنترنت. غالباً ما يحدث أفضل مثال على صحافة الإنترنت عن طريق الصدفة، عندما يتعاون مواطنون أذكياء وفضوليون يتمتعون بإمكانية الوصول إلى وسائل الاتصال في مكان الحادث. إن فيديو القتل الوحشي لجورج فلويد على يد الشرطة والذي هز العالم ، هو خير مثال على ذلك. وعندما تجري أحداث كبيرة بشكل غير متوقع، أو في أماكن بعيدة وخطيرة، يصبح النشر عبر الإنترنت أفضل وأكثر تأثيراً من المؤسسات الإخبارية القائمة. لكن مع مرور الوقت، ولكن أفضل المعلومات حول ماذا حدث؟ ، لماذا؟ ، كيف؟ ولماذا حدث ذلك، لا يزال يتم تغطيته من قبل الصحفيين المحترفين وليس المواطنين. لأن التحليل الأعمق يتطلب العمل الجماعي المنظم والتعليم المنهجي في البحث والتحقق من المعلومات والمحفوظات وقواعد البيانات. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميزة ورأس مال الصحفي المحترف هي شبكة من العلاقات الإنسانية التي تشكلت على مر السنين على أساس الثقة المتبادلة، والتي تسمح له بالحصول على معلومات مباشرة من خلال عدد قليل من الاتصالات. في أيامنا هذه وفي ظل الفراغ الناجم عن التضعيف الممنهج لوسائل الإعلام الرسمية، التي يتبع جزء كبير منها سياسياً لجناح السلطة أو تحت تأثيرها، مما يغير أو يلغي بشكل تعسفي أهمية الأحداث ، وتنظر إلى هموم الناس العاديين بشكل منفصل تماماً ، أو تعكس بشكل إنفعالي البيانات الرسمية. من ناحية أخرى، فإن آفت الأخبار المزيفة التي سممت الفضاء الإلكتروني، فإن مهمة الصحفي أصبحت ثقيلة للغاية، وخاصة على المستوى المحلي ، بغض النظر عما إذا كان قد تقع حادثة غير متوقعة أم لا. ويجب أن يكمل عمل الصحفيين ويصحيح عمل وسائل الإعلام الرسمية، ويجب أن يعملوا مثل جيش كبير ويغطوا منطقتهم، وأن يعيروا الأولوية لكل ما يتجاهله الصحفيون الرسميون بأية علة من العلل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * هوغو لافاييت بلاك (1889-1971) محامي أمريكي وعضو المحكمة العليا في الولايات المتحدة، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، وعمل مع روزفلت خلال انتخابات عام 1932 و 1936.
#عادل_حبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصر الرقمنة وصحافة المواطن (1-2)
-
كورونا....هل ستسرع من عملية الانتقال؟
-
اكثر الانقلابات دموية حدث في اندنوسيا عام 1965
-
الفساد العامل الأساس في عرقلة التنمية واحلال السلام والأمن ف
...
-
فاز سلفادور أليندي!!
-
لعبة ترامب الخطرة بالنار في الشرق الأوسط
-
ألقاب رجال الدين ووظائفها
-
شبح الحزب الشيوعي العراقي يثير الرعب لدى عبد الحسين شعبان
-
عبد الحسين نوشين رائد المسرح الإيراني الحديث
-
إغتيال هشام الهاشمي هو جزء من مسعى ومخطط لفرض الإستبداد الدي
...
-
مرور قرن على تأسي احزب الشيوعي الإيراني
-
أفول نجم من ذلك الجيل
-
الرقمنة ومستقبل الحزب السياسي
-
خلفيات المجزرة التي ارتكبت ضد حزب توده ايرن عام 1983
-
لماذا لا تصبح مجتمعاتنا ديمقراطية؟
-
الشاعر والمؤرخ والمترجم عبد العزيز الجواهري
-
كورونا والمجتمع الاستهلاكي
-
الخناق السعودي
-
الانتخابات الايرانية:انتصار نسبي للشعب وتعرية وهزيمة وغضيحة
...
-
هل إنصاع خامنئي وترامب لصوت العالم وجنحا للعقل والسلام
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|