منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 10:41
المحور:
حقوق مثليي الجنس
هناك الكثير من المقالات التي نقرأها عن المثليين، تصف سلوكياتهم او أحاديثهم او حركاتهم او ماذا يحبون؟ وماذا يكرهون؟ وهناك مقالات مطولة عن "الصفات" التي يمتاز بها المثلي-ة، فمثلا نقرأ العناوين الاتية: "علامات تكشف انه مثلي الجنس" او "كيف تكتشف ان صديقك مثلي الجنس" او "كيف تتأكد الزوجة ان زوجها شاذ" الخ من هكذا نوع من المقالات.
هذه الكتابات كأنها تحذر من مرض معدي، او من وباء يصيب العالم، وهي تذكرك بالكتابات التي كانت تظهر في القرون الوسطى عن صفات الساحر-ة، وكيفية الوقاية من السحر؟ هذا من جانب، ومن جانب اخر فأن هذه الكتابات تجعل من المثلي-ة جوهرا، شيء في ذاته، "ليس كمثله شيء"، ليس انسانا طبيعيا، انه "شاذ" أي "استثناء" من القاعدة، لهذا يجب معرفة العلامات التي تدلل على وجود هؤلاء الأشخاص، وبالتالي معرفة كيفية التعامل معهم، هذا ملخص فكرة هذه الكتابات، انها نوع من التمييز ضد البشر ذاتهم، ومحاولة فصل قسم من الناس عن القسم الاخر.
كل هذه الكتابات عن الصفات "الخاصة" بالمثلي-ة، جميعها تشترك بنقاط محددة، أهمها: اننا "نجد نظرات الإعجاب ملازمة الصديق هو الشخص عندما يرى بعض الأشخاص الذين يكونون من نفس الجنس" لقد جعلوا من نظرة انسان ما الى شخص من ذات جنسه صفة خاصة بالمثلية!
او "يقوم الرجل بطرح الكثير من الأسئلة الغير مباشرة التي تجيب عن جميع الميول الجنسية التي يشعر بها، وتجد أنه دائماً يدور في أفكاره أسئلة عن اهتمام بالأشخاص من نفس جنسه" تصور أنك في يوم من الأيام يدفعك الفضول لمعرفة الميول الجنسية، وتتحدث مع صديق-ة ما، يعتبرون هذه صفة من صفات المثلية، اليست هذه صناعة وهم عند الناس عن المثليين.
او يكتبون مثلا "دائما ما يرغب الرجل المثلي في أخذ الطريقة الأنثوية في كل شيء، فنجده يتحدث مثل الإناث، ويلبس الملابس التي تميل بشكل كبير جداً إلى الأنوثة" هل هذا صحيح يا ترى؟ وماذا عن المرأة المثلية؟ هل تأخذ الطريقة الذكورية في كل شيء؟ اليس هذا نوع من الحمق والغباء؟
ان هذه الكتابات تريد في المحصلة النهائية عزل وفصل هذه الفئة او الشريحة من المجتمع، وترسخ مفهوم المختلف عن، وتريد بقاء ثنائية ((سوي/منحرف او طبيعي/شاذ)) وهو ما يركزون عليه، وهي طريقة أخرى لقمع المثليون.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟