|
لم يعد الوعظ بالقرآن مُجديا .. لذا فالسكوت أفضل .!!
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 00:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تعد قضية الاعتقال الثالث للكاتب رضا عبد الرحمن ، بل قضية مصر التي تدخل دائرة العنف .! أولا : 1 ـ الذى يعظ بالقرآن يعرف حدوده ، إذا تبيّن له عدم الجدوى من وعظه فعليه أن يسكت ، فقد أدّى واجبه ، ولا يتبقى عليه إلا أن ينتظر الحكم عليه وعلى خصومه يوم الحساب ، أي يلزم نفسه بالابتعاد عن الضالين ملتزما قوله جل وعلا للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) المائدة ) 2 ـ وقد قالها جل وعلا لرسوله الكريم : ( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) طه )، أي لا يُشقى نفسه بعدم هدايتهم ، بعد الدعوة العلنية سيأتى اليه من يخشى ، أي الباحث عن الهداية ، فعليه أن يُذكّره هو فقط دون غيره . وهو نفس المعنى في قوله جل وعلا للرسول الكريم : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق )، أي التذكير بالقرآن هو فقط لمن يخشى الوعيد ، وبالتالي فالتذكير إذا كان مجديا فهو واجب ، إن لم يكن نافعا فلا فائدة منه ولا لزوم له ، قال جل وعلا للرسول الكريم : ( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) الأعلى ). 3 ـ ولقد وعظنا كثيرا في موضوع الظلم الواقع للمرة الثالثة على الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن ، وصار واضحا أنه لا فائدة ، لذا يتعيّن علينا أن نفوّض أمرنا الى الله جل وعلا ، وقد قالها قبلنا مؤمن آل فرعون لقومه:( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)غافر). وهو جل وعلا كما قال عن ذاته : ( وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) آل عمران ) ( وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (95) المائدة ) ( إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) إبراهيم ) ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) الزمر). ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) الشعراء ) ثانيا : 1 ـ لم تعد قضية فرد واحد مظلوم مسجون بل قضية وطن وشعب يدخل اليوم دائرة العنف . 2 ـ نحن نؤمن بالسلام والحلول السلمية وحقن الدماء ، و هذا خطابنا الاصلاحى السياسى ، ولكن لا فائدة ، بل مكافأتنا عليه هو الاضطهاد وموجات الاعتقال . هذا يذكّرنا بأول حرب أهلية بين الصحابة ( موقعة الجمل ) ، تواجهوا ، وقبل إندلاع القتال وقف رجل يعظ الفريقين بالقرآن فأصابه سهم فقتله . نحن هذا الرجل .! 3 ـ النظام العسكرى الحالي لا يؤمن بالحلول الوسط ، بل بما يمكن تسميته بالمعادلة الصفرية : إما أنا وإمّا هم . ليس هذا في قاموس السياسة التي تدور في مناطق رمادية وتبادل المنافع والمحادثات والمفاوضات . 4 ـ بهذه العقلية يستعمل القوة المفرطة ضد الشعب المقهور ، وهذا قد يُسكته مرة أو مرّات ، ولكن مع تفاقم الأوضاع والانهيار الاقتصادى القادم وعدم وجود أُفُق سياسى بل مجرد القمع فإن الشعب سيواصل إنتفاضاته ، وستتوسّع ، لتكون ثورات عامة ومتفرقة ومتوالية وبلا قيادات ، أي فوضى ، والمنوط بهم مواجهة هذه الانتفاضات لن يصمدوا الى النهاية دفاعا عن شخص وبضعة جنرالات مترفين ، قد ينضمون الى الثوّار ، وقد يوجّهون سلاحهم الى زملائهم في السلاح ، وتحدث حرب أهلية ، وفيها تظهر قيادات أشبه بقُطّاع الطُّرّق . وتدخل مصر في مستنقع الدماء . وهو حال يجعل من يموت اليوم أفضل ممّن يموت غدا ، فمن يموت اليوم سيجد من يكفّنه ويشيّعه ويدفنه ، ربما لا يتيسر هذا في الحروب الأهلية العشوائية . أخيرا : 1 ـ آن الأوان التوقف عن الكتابة عن مصر ، فقد قلنا ما يكفى ويزيد ، وبلا فائدة .!.. 2 ـ أدعو الله جل وعلا أن يحفظ مصر وأهلها ، فلا نملك سوى الدعاء .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) الفجر)
-
المؤمن مُصاب
-
( وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِ
...
-
( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إ
...
-
( رضا عبد الرحمن ) البرىء المظلوم المسجون .!!
-
المؤمن المتقى لا ييأس من ( روح الله ) أي من رحمة الله جل وعل
...
-
القاموس القرآنى : ثواب ، أثاب ، مثوبة..
-
خرافة نزول عيسى آخر الزمان : الكتاب كاملا
-
إيمان الوهابيين في عصرنا بخرافة نزول المسيح
-
عرض لخرافات ابن كثير في ( تفسيره ) عن نزول المسيح
-
رؤية تحليلية لخرافات ابن كثير في ( تفسيره ) عن نزول المسيح
-
خرافات ( تفسير الطبرى ) في نزول المسيح
-
مقدمة عن خرافات الطبرى في ( تفسيره ) عن اسطورة نزول المسيح
-
عن الإعتقال الثالث للكاتب الاسلامى : ( رضا عبد الرحمن على )
-
لمحة تاريخية عن إدخال خرافة نزول المسيح في الأديان الأرضية ل
...
-
القرآن الكريم هو (علم الساعة ) وليس نزول المسيح ( 2 من 2 )
-
القرآن الكريم هو (علم الساعة ) وليس نزول المسيح ( 1 من 2 )
-
النبى محمد لم يكن يعلم الغيب فكيف يخبر عن نزول المسيح ؟!
-
الحديث الشيطانى في البخارى عن نزول المسيح
-
القصص القرآنى الحقُّ عن عيسى عليه السلام ينفى خرافة نزوله
المزيد.....
-
صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية ويهود من الحريديم بسبب الت
...
-
-حرب الشاشات تندلع في القاهرة-.. بعد واقعة شارع فيصل شاشات ع
...
-
أول خلاف لنائب ترامب؟ وصف بريطانيا بأنها دولة إسلامية نووية
...
-
الشرطة العمانية تعلن مقتل 3 من منفذي الهجوم المسلح على المسج
...
-
ثبتيها الآن وفرحي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بإشارة
...
-
كيف أحيا المسلمون الشيعة ذكرى عاشوراء؟
-
مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
-
جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية
-
المقاومة الاسلامية تنفذ سلسلة عمليلات ضد مواقع وانتشار جيش ا
...
-
-المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|