عباس موسى الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 6687 - 2020 / 9 / 25 - 09:50
المحور:
الادب والفن
" كنت مغيبا ومخدوعا.. نعم .. لكن اليوم اشكر سيدي وزميلي الثائر العراقي الذي اتاح لي هذه الفرصة لاعلن عن كل خطاياي امامكم وعلى الملأ، لعلي اتطهر منها.. نعم انا مثال الجبان الصامت المتردد والانتهازي.. انا ابن لهذه المرحلة الدموية والمراحل الاكثر دموية التي سبقتها.. تفتح وعيي مع التجربة البعثية القومجية.. آمنت بها ودافعت عنها .. فرحت بانجازاتها وتجرعت مرارة هزائمها وانكساراتها.. شعرت بالاهانة عندما اهين كل شيء.. وسقطت كما سقط الجميع في بئر سحيق من اللامبالاة والاحساس بالعجز وقلة الحيلة.. ادركت قانون التسعينات وقانون الحصار والجوع.. ولعبت عليها وتفوقت.. تاجرت في كل شيء.. في القانون والاخلاق والشرف.. انا لا انكر شيئا ومستعد للحساب وتحمل المسؤولية والاكثر من ذلك اعترف امامكم انني انخرطت في صفوف الاحزاب الفاسدة طامعا في الجاه والمال.. لكني اصطدمت بحالة خاصة شديدة الخصوصية جعلتني اراجع نفسي واراجع موقفي كله، اراجع حياتي وحياة عائلتي، بل حياة جميع العراقيين المحرومين والمستضعفين.. اصطدمت بالمستقبل.. نعم لدي ابن في عز شبابه من اللذين حكم عليهم ان يكونوا ضمن قافلة الموت التشريني.. رايت فيه المستقبل الذي يحمل لنا طوق نجاة حقيقي.. رايت مليشياتهم.. مليشياتنا تخطفه مع عدد من اصدقاءه وتعذبهم ابشع تعذيب دون ان يهتز لها جفن، وتسلخهم كالخراف وترمي بجثثهم على الطرقات.. فكان لابد لي ان اقف واصرخ ان هذه جريمة.. جريمة كبرى.. لابد ان يحاسب من تسبب فيها..".
ثم انحنى واضاف، "اني لا اطلب سوى محاسبة المتسببين الحقيقيين عن قتل ابني واصدقاءه وجرح الاف الشباب وخطف آخرين، لم يرتكب هؤلاء الشباب شيئا سوى انهم طالبوا بوطن وكرامة.. للاسف انهم ابناءنا.. ابناء العجز والوجع والخراب.. كلنا فاسدون.. انتهازيون .. لا استثنى احدا .. حتى المواطن العاجز والقليل الحيلة فهو متورط ايضا بصمته وانبطاحه..".
ثم تنهد ورفع يديه بالدعاء، "لدي مستقبل اريد ان احميه.. اريد القصاص.. اريد مثول جميع المسؤولين امام عدالتك.. أليسوا قابلين للحساب والعقاب كباقي البشر؟.. نحن نلوذ بك ونلجا اليك فاغثنا.. اغثنا..."..
#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟