الخريف القاتل!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6686 - 2020 / 9 / 24 - 04:19
المحور: سيرة ذاتية
    

كنت اعرف صحافيا نرويجيا كان يعمل فى وكالة الانباء الوطنية كان يسمى الشتاء بالقاتل .و كنت اقول له حسب منطقك فان الخريف هو القاتل الاول .حيث اولى الطعنات للصيف تاتى من الخريف .ثم ياتى الشتاء ليكمل الجريمة .و لو اتيحت لى موهبة الرسم لكنت ربما قد فكرت ان ارسم الشتاء و هو يغرز خنجره فى صدر الصيف او الربيع .و عندما نتحدث عن فكرة القتل بالخنجر يخطر فى الذهن دوما عملية قتل جوليوس قيصر التى قام بها اعضاء فى السينت او مجلس الشيوخ الرومانى .و عندما زرت روما توقفت امام السينيت و انا افكر فى تلك الليلة الرهيبة التى قتل فيها القيصر .كان هناك اشخاص يرتدون ملابس الجيش الرومانى من اجل السواح اما انا فقد كنت غارقا فى عالمى الخاص .
تبقى رؤية الخريف تخضع للقراءة من شخص الى شخص .كان جون دون الشاعر الانكليزى الميتافيزيكى يعتبر مثلا انه لا الصيف و لا الربيع يعادل جمال الخريف .و حين اتذكر جون دون اتذكر ايضا قصيدته الجميله التى يقول فيها بانكليزية القرون الوسطى ان الانسان ليس جزيرة .و هو تعبير اكد عليه الفرنسى دوركهايم بعد بضعة قرون من خلال القول لا تحقق انسانية الانسان الا من خلال الاخرين .
هناك من يربط بين سقوط اوراق الشجر و انتهاء الحياة و هناك من يربط بين سقوط اوراق الشجر و نشوء قصة حب بين الاوراق و الارض .
امر جميل ان يرى المرء تعدد الاراء حول الخريف و هو شهر يحمل اخر ابتسامات الصيف على راى احد الكتاب و هو ايضا يمهد الطريق نحو الشتاء و البرد .
و عندما نشرت ديوانى الشعرى الربيع فى القلب قبل عامين , كان هذا فى واقع الحال رد متاخر على رسالة قديمة كان عنوانها الخريف فى القلب .كانت الفكرة بالنسبة لى ان الربيع هو اكبر من فصل .بل فكرة و نظرة للحياة .
بدا الخريف و هو ربيع ثان بالوانه الرائعة . ما اجمل ان يرى المرء اوراق الشجر و قد اكتسبت لون الشفق الاحمر و اللون الذهبى الاصفر .و ما اجمل نزهات الربيع حيث لا يكون البرد قد اشتد عوده و حيث يكون بوسعنا ان نرى الطبيعة و هى تتعرى مظهرة جمالها

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات