|
بدعة ماكس ميشيل وكنيسته الجديدة والدور الخفي للدولة
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 04:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فأجتنى الصحف المصرية والعربية بأحاديث كثيرة للمدعو ماكس ميشيل الذي يريد تنصيب نفسه بابا جديد للمسيحيين في مصر وقد هللت صحف كثيرة لمثل هذا الأمر ومنها على سبيل المثال صحيفة المصريين الالكترونية المتحدثة بلسان الإخوان المسلمون ظنا منها إن هذا الأمر قد يؤثر بالسلب على الكنيسة الأرثوذكسية متناسين إن هذه الكنيسة العتيدة قد واجهت محن وهرطقات وبدع اكبر من ذلك بكثير وقد تصدى لها أباء الكنيسة الذين حافظوا على الإيمان الارثوذكسى إلى يومنا هذا . فقد تصدى القديس الأنبا اثناسيوس البابا العشرون للكنيسة لبدعة اريوس الذي كان يعتمد في نشر أفكاره الضالة على صلاته القوية مع الأصدقاء المقربون من الإمبراطور قسطنطين العظيم واستمر هذا الصراع بين بدعة اريوس والكنيسة الأرثوذكسية طوال الفترة من سنة 250 إلى سنة 336 إلى إن تم القضاء على هذه البدعة (موسوعة من تراث القبط الجزء الأول) . ثم تلتها بدعة نسطور التي تصدى لها البابا كيرلس الذي سمى بعمود الدين لدفاعه المستميت عن الكنيسة ووقوفه في وجه نسطور الذي كان يعتمد على صلاته القوية بالإمبراطور ثم تلتها بدعة اوطيخا التي قضت عليها الكنيسة أيضا والمتأمل في كل هذه البدع وغيرها يجد إن القائمين بها كانت لهم علاقة قوية مع السلطة والسلطان وتمكنوا من خلال استخدامهم لهذه العلاقة من نشر أفكارهم المضلة والتي سببت معاناة كبيرة للكنيسة الأرثوذكسية ولآبائها حتى تمكنوا من القضاء عليها . ولعل البدعة الأخيرة التي خرج بها المدعو ماكس ميشيل لا تخرج عن تلك البدع السابقة من كونها معتمدة على علاقات خفية بين الرجل وبين الدولة أو على الأقل بينه وبين بعض الجهات في الدولة وإلا بماذا نفسر : * التغطية الإعلامية الكثيفة لنشاط هذا الرجل من مختلف الصحف . * الترف والإنفاق الزائد الذي قيل بأنه ظهر في الحفل الذي أقامه ماكس ميشيل . * الرسالة التي نقلتها جريدة المصري اليوم على لسان ماكس والذي قال فيها انه لا اعتراض لديه على المادة الثانية من الدستور التي يطالب الأقباط بإلغائها ماهى إلا رسالة رد جميل ورسالة تطمين للجهات التي تقف خلفه في الدولة ليبين لهم انه مختلف عن قداسة البابا شنودة . * إن اختيار اى بابا للكنيسة الأرثوذكسية لابد إن يعقبه قرار جمهوري ينصبه على كرسيه كما حدث مع قداسة البابا شنودة الذي صدر القرار الجمهوري الخاص به في 1/11/1971 فمعنى تنصيب ماكس ميشيل لنفسه كبطريرك على الكنيسة هو اعتداء على هذا القرار الجمهوري وكان يجب على الدولة إن تتدخل لوقف هذا الاعتداء إلا إن الدولة لم ولن تفعلها . *مشاركة د.جهاد عودة في الحفل الذي أقامه المدعو ماكس ميشيل لرسامة من قال أنهم أساقفة في كنيسته الجديدة ومن المعروف إن الرجل عضو في لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك الساعي لحكم مصر ومهما قيل إن جهاد عودة يحضر بصفة الشخصية إلا إن صفته كشخصية عامة وعضو هام في لجنة السياسات تسبق صفته الشخصية وهذا الحضور يحمل الكثير من المعاني : 1 إن الرجل لم نسمع أو نعرف عنه كثيرا انه من المجاملين للمسيحيين في أعيادهم أو احتفالاتهم فلماذا يذهب إلى مثل هكذا حفل وحتى بدون دعوة إلا لغرض في نفسه ونفس من أرسله ؟ . 2 إن الرجل الذي قوبل بمعارضة من أقباط المهجر في مؤتمرهم الأخير في واشنطن نتيجة لما حملته كلمته من معاني تهديد مبطن لهم قد يظن انه بخطوته هذه يرد لهم الصاع صاعين . 3 إن الرجل بخطوته تلك يحاول خلط الأوراق في وقت تتحدث صحف كثيرة عن خليفة محتمل لقداسة البابا شنودة وقد يكون حضوره رسالة تهديد من الرجل ومن بعض الجهات في الدولة إلى الكنيسة الأرثوذكسية ولآبائها كي تقول للأقباط إن عليهم إلا يختاروا شخص متصادم مع الدولة بل يختاروا شخص متعاون معها فالدولة لا تريد شخصية ثورية قادرة إن تقول لا للظلم (مثل شخصية قداسة البابا في بداية السبعينات) وإلا فان الدولة قادرة على إيذائهم وبث الفرقة بينهم بوقوفها وراء شخصيات مثل ماكس ميشيل أو غيره . إن المدعو ماكس ميشيل الذي نصب نفسه بطريرك والذي يحرض الدولة على البابا كما فعل محمد عمارة وغيرة من الدعاة المتطرفين في مصر ويتهمه بالتطرف يحاول من خلال هذه التصريحات التي تخدم بعض الجهات إن يكسب أرضية عند هذه الجهات التي بدأت تخشى من وقوف قداسة البابا والكنيسة إلى جانب الأقباط وحديثه عن معاناتهم وضرورة إيجاد حلول لمشاكلهم ويتناسى هذا الرجل إن قداسة البابا وكل بطاركة الكنيسة لم يسعوا أبدا إلى الكرسي الرسولى بل كانوا يحاولون الهروب منه ويقولون عنه انه مجد باطل فكيف بالله عليك تجرى وراء هذا المجد الباطل يا ماكس ؟ وإلا تعلم يا ماكس إن اختيار اى بطريرك أو حتى قس في كنيسة صغيرة لابد إن يتم عن طريق الشعب فأين هو الشعب الذي اختارك ؟ وإلا تعلم أيها الماكس إن مصر والكنيسة القبطية هي أم الأرثوذكسية في العالم اجمع وكان يفد إليها طلاب العلم في قديم الزمان كي ينهلوا من تعليمها فهل انقلبت الآية وأصبحت أمريكا هي مهد الأرثوذكسية كي تعود إلينا منها محملا بكنيسة جديدة وبدعة جديدة ؟ أخيرا سيد ماكس إن كنت لا تعلم إن الإنجيل يحرم زواج البابا وأنت متزوج ونصبت نفسك بابا فهذه مصيبة وإذا كنت لا تعلم هذا الأمر فمصيبتك أعظم .
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولازال حديث الأحذية مستمرا
-
الاحتكار من المستفيد ومن يدفع الثمن ؟
-
الاختراق الوهابي في الحوامدية
-
تصريحات احمد نظيف والعلمانية وجريدة الأسبوع
-
طالبان الصومال تدق الأبواب فهل ينتبه المجتمع الدولي؟
-
وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان
-
الشيطان يعظ
-
مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع
-
التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
-
تعليق على برنامج الكلام وأخره
-
سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
-
مأساة الكنائس المغلقة في مصر
-
الأغلبية والأقلية في مصر
-
تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
-
متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
-
مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
-
أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
-
مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
-
رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
-
ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|