موفق الرفاعي
كاتب وصحفي
(Mowaaffaq Alrefaei)
الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 04:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد ما يجري في العراق من تفجيرات متواصلة وقتل يومي يثير الاستغراب والدهشة.فعندما يتكرر الحدث يفقد (هيبته) وبالتالي أهميته لدى المهتمين والمتابعين لموضوعاته.
وإذا كانت أنباء ما يجري في العراق قد تصدرت في البداية النشرات الإخبارية وواجهات الصحف في العالم فكانت تحجز لها العناوين الرئيسة لا ينازعها أي حدث آخر،فقد أخذت الآن بالتراجع أمام ما يجري في كثير من دول العالم حتى وان كان ما يجري اقل إثارة واقل أهمية.
لقد أصبح ما يجري خبرا واحدا يتكرر يوميا بل وفي كل ساعة من ساعات الليل أو النهار:((انفجرت سيارة مفخخة أمام..))،((فجر انتحاري نفسه في..))،((اختطفت مجموعة مسلحة مجموعة من..))،((داهمت قوات ترتدي زي الشرطة أو الحرس الوطني منزلا.. وقتلت أو اختطفت..))،((عثر على عدد من المغدورين وقد اعدموا بإطلاق الرصاص على رؤوسهم بعد تعذيبهم..))،((اغتيل صباح اليوم احد المواطنين..))...الخ
حتى الأماكن التي تقع تلك الحوادث فيها تكاد تكون نفس الأماكن وان اختلفت مواقعها:سوق شعبي،حسينية،جامع، والمستهدفون نفس المستهدفين:دورية للشرطة أو الحرس الوطني، أو ضابط كبير في الشرطة أو الجيش.
نفس الخبر يتكرر في كل ساعة بشكل أضحى مملا وغير مؤثر أيضا.وهذا اخطر ما نخشاه،فقد ينسى العالم ما نحن فيه تماما كما حصل معنا في ما اصطلح عليها بـ((حرب الخليج الاولى)) حين طالت وتشابهت أيامها ولياليها بتشابه ما أنتجته من حوادث فأطلقوا عليها ((الحرب المنسية))،وكما حصل مرة أخرى حين استمرت معاناتنا ردحا طويلا جراء الحصار الاقتصادي فتعامل معنا العالم على أننا شعب من المحتضرين جوعا لولا أن تداركتنا حاجة العالم للنفط فكانت اتفاقية النفط مقابل الغذاء الشهيرة.
وحين ينسانا العالم فمعنى ذلك أن علينا أن نعد السنوات وربما العقود بدلا من الأيام والاسابيع والشهور حتى تحل أزمتنا،وستكون هذه حتما ثالثة الأثافي.
#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)
Mowaaffaq_Alrefaei#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟