أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - العودة الى طه حسين!














المزيد.....

العودة الى طه حسين!


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم إنه مضى على وفاته ما يربو على خمسة عقود من الزمن (اذ رحل عن عالمنا عام 1973)، لكن الدكتور طه حسين، عميد الادب العربي، مازال يعيش في وجداننا الفكري والادبي الى يومنا هذا، فقد ترك هذا الكاتب الكبير ارثا عظيمًا: من الفكر والفن والابداع، ما قد يغني اجيال بكاملها بالمعرفة والفنون والآداب والفلسفة؛ أضف الى ذلك تركه هذه الاطر الفكرية والنظريات الادبية وغيرها، وها هي شاخصة امامنا، وهي بحاجة ماسة الى أن ندرسها تارة أخرى ونعيد النظر فيها، بل ونعلمها للأجيال القادمة، ذلك لما تحتويه من معرفة ثرة وغور في الابعاد الفكرية، حيث تعلمنا كيف نفكر ونحلل، وكيف ننظر الى المستقبل الآت برؤية واضحة، بل وكيف نتقبل الواقع على ما هو عليه من متغيرات وأن العالم في حالة تغير ونضوج، فالعلم يتقدم خطوة تلو أخرى، وعلينا أن نسايره ونستوعبه ونقتبس منه، ولا نحيد عن طريقه.
بمعنى آخر، كأن طه حسين يعطينا المفتاح الذي بإمكاننا أن نفتح به كل مغلق، ونفك به كل موصد، حتى نضح اقدامنا طرق واضحة.
ولا ضير في أن نتعلم بإعادتنا لما خط يراعه قبل عدة عقود، وما سطره ابداعه من نظريات. فنحن جميعًا أمام الفكر والابداع ما زلنا اطفالا صغار؛ اليس هو القائل: " الشاعر والفيلسوف وصاحب الفن طفل مهما يكبر".
يريد طه حسين أن يقول: بأن المبدع لا يجب أن يعلو على ابداعه، حتى لا يصيبه الغرور، فهو مهما بذل من جهد فكري، سيبقى طفلا امام العالم الرحب، لكون العلوم والمعارف كالمحيطات، لا تستطيع أن تشرب ماؤها اكبر قوة، بل وأن هذه العلوم والمعارف هي في حالة تدفق مستمر، ولا يستطيع الانسان- حتى وإن عاش آلاف السنين- إن يستوعب كل هذه المعارف وأن يسبر غورها. وهذه هي رسالة مختصرة يتركها لنا هذا الرجل العملاق، ونحن بدورنا أن نوصلها الى الاجيال القادمة، بأن ندرس ونتعلم ونقرأ ونطالع كل ما ينتج المبدعون من افكار وفون وعلوم ومعارف أخرى، حتى لا نظل ندور في فلك واحد؛ وللأسف هذا الذي خاف منه عميد الادب العربي، قد كان في محله، حيث لازال الكثير منّا غارقا في جهالته فيعيش في جلباب الماضي، وكأن الحاضر لا يفك طلاسم عالقة في ذهنه، وهذا هو سبب كاف ليجعل منّا أن نبقى نراوح في مكاننا، بينما الشعوب الاخرى من التي حولنا تتقدم في كل يوم خطوات موفقة الى الامام.
وكان يقول:" أمانة العلم كما تعرف ثقيلة جداً لا ينهض بها إلا الأقوياء، وقليل ما هم".
فاذا كنّا ضعفاء، كالابل الهُزّل كيف لنا بحمل اعباء العلم، الذي يفترض، أن نحمله على راحتي كفينا فنوصله الى اهله. وطه حسين يحذرنا تارة، وتارة اخرى يشد على ايدينا، وينفخ في نار عزمنا كي تتأجج فتنير ما حولها، حتى تقلع الظلام الدامس الذي يريد أن يسد علينا منافذ نور المستقبل، فنعيش، بالتالي، عصور الجهل؛ وهذا ما حدث.
"وما أعرف شيئاً يدفع النفس ولا سيما النفوس الناشئة إلى الحرية والإسراف فيها احياناً كالأدب". هكذا يريد، هذا المفكر الكبير، منّا، فالأدب هو طريقنا، حيث معرفة الادب، توصلنا الى طرق اخرى معرفية لا غنى بدونها.
وثمة تخوّف عند طه حسين، وهو من باب الاستقراء، لما سيجري على الامة، أو بالأحرى، ما ستبقى عليه الامة، نتيجة البقاء الدائم في سيرها بدروب الماضي، معتبرة اياه ماض جميل، "مقدّس" لا تحيد عنه. "إنني لأخشى إن انجابت عنا هذه الظلمة وغمرنا الضوء أن يكره كل واحد منا النظر في وجه صاحبه آمنة".
بغداد: 24 / 9/ 2020



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تركلنا أرجل الليل
- ابو العلا عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الاسلام(1)
- ابو العلا عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الاسلام(2)
- جوف الوداع
- سوق شعبي
- القصيمي و دايروش شايغان.. نكسة الامة
- مصطفى محمود.. ومأزق الكتابة
- هموم القصيدة ورسالة الشعر عند الشاعر فاضل حاتم
- من أمسك بتلابيب ذهولي؟
- ظاهرة (الشعر الشعبي) آفة تستفحل
- القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية(1)
- أرُيدُ أن اطعن ثغركِ بالقُبلات
- القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية
- تسلية في فراغ جامح
- الفيلسوف الذي انتقد ماركس بشدة ووصفه بالنبي الكذاب
- تحدي
- بقايا وطن
- مجنون!
- رجلٌ مرشّح للهذيان
- هذيان في الحجر الصحي!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - العودة الى طه حسين!