تأثير مانديلا وخدعة ديچافو

ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 12:21
المحور: الطب , والعلوم
    

تأثير مانديلا :
هو انك ترى شئ بتفاصيل معينة ومع الوقت تتغير احد التفاصيل فتشعر بالفرق لكنك عندما تبحث عن النسخة القديمة التي فها التفاصيل التي زالت لا تجدها ابدا كانها لم تكن موجودة بالأساس مثل ما حصل ان هناك أناس تؤكد انها رأت جنازة نيلسون مانديلا على التليفزيون قبل ان يموت بالفعل ...

سأقول لكم على موقف حقيقي حدث معي بالحرف:
مثلا الفيلم الأمريكي (الغرفة 1408) له نهايتين مختلفتين ورايتهما ، نهاية منهم البطل مات في حريق الغرفة ومدير الفندق راح حضر الدفنة مع زوحة البطل ... والنهاية الثانية البطل نجى وشغل شريط الكاسيت الذي سجل فيه صوت بنته الميتة وزوجته سمعت معه التسجيل ... ما تقوليش ازاي بس تاثير مانديلا بقى اني مش لاقي النسخة اللي فيها النهاية الأولى واختفت ... بالمناسبة عندي اتنين من اصدقائي حضروا النسختين معايا
بالنسبة لخدعة ديچافو _ déja vu _ بمعنى قد شوهد من قبل مختلفة تماما عن تاثير مانديلا ... لأنها عبارة عن مشكلة فسيولوجية بوصول الدم في احدى فصي المخ قبل الفص الآخر الذي تأخر فيه دفق الدم بجزء من الثانية ، فتصبح الموقف بالنسبة للفص الاول مزامنه للواقع وبالنسبة للفصل آخر ذكرى ، فيجعلك تعتقد انك شاهدت هذا الموقف من قبل رغم انك متاكد أنه أول مرة يحدث !!!
طبعا كثيرون من الدراويش واصحاب الفكر الخرافي يتعجلون بتغييره تفسيرات غيبية خارقة وهو غير ذلك تماما .
اعتقد ان الجميع يذكر تلك الظاهرة في الجزء الاول في فيلم Matrix مع القطة السوداء .
فقط يفلح التفسير الخارق الذي هو أيضا خاضع بفيزياء الكم ، و هو أن ترى حلما في المنام بالفعل كمكان معين ثم تراه بالفعل في الواقع بعد فترة الزمن . هنا نقل المعلومات خارج إطار الزمن ممكن على المستوى الكمي ولا علاقة بالموضوع بالاجسام الاثيرية أو غيرها التي ليس عليها دليل علمي واحد .
لكن تفسير ذلك كفرضية في فيزياء الكم ممكن لانه بإمكاننا قياسها ودراستها في اي وقت .

اما عن تأثير مانديللا يضع البعض تفسيرا له من فرضية الأكوان الموازية _ وهي فرضية رياضية فيزيائية لكنها لازالت قيد الدراسة ولا دليل تجريبي عليها حتى الآن _ وصحيح انها اكثر معقولية من اي تفسير خرافي آخر لكن لازالت في قالب الفرضية ولا يحب أن تؤخذ بأنها حقيقة علمية مسلم بها ...
الاسهل قياسه في علم الأعصاب أيضا هو تأثير راشمون على الذاكرة على الذاكرة وقد شرحناها بالتفصيل من قبل على القدرة على التأثير على الذاكرة وخلق ذاكرة بديلة في دماغك تؤكد عكس ما حصل بالفعل تماما .
وهناك احتمال تأثير اقرب للمنطق لاني استخدمه شخصيا بالفعل ، ببساطة من الممكن أن تعتمد بعض الشركات تغيير شعارها بسهولة للنسخ القديمة من خلال تعديل المونتاج والفوتوشوب كما تفعل انا ببساطة عندما يصادفني مقال لي نشرته على الفيس بوك يظهر لي في الذكريات واحد به بعض الأخطاء الإملائية وأقوم بتعديله ، فيظهر للقارئ بشكله الجديد بنفس التاريخ القديم ، واي مستخدم لتطبيق الفيسبوك من متصفح على اللاب توب ستجد خاصية تغيير تاريخ النشر أيضا على اي بوست منشور ، يعني بامكانك تكنولوجيا التلاعب ف بتاريخ النشر وليس تعديل المقال نفسه ... اظن أن هذا يقدم تفسيرا معقولا لماذا ظهر تأثير مانديللا في أواخر القرن العشرين ولم ينتبه له أحد اصلا قبل هذا الوقت اي بعد تقدم التكنولوجيا التي تتيح لنا التلاعب والتعديل في اي ما يقدم إعلاميا !!!

#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات