أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - الحكومة الانتقالية، الوقوع في الشباك















المزيد.....

الحكومة الانتقالية، الوقوع في الشباك


حسن بشير محمد نور

الحوار المتمدن-العدد: 6684 - 2020 / 9 / 22 - 18:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الحكومة الانتقالية، الدخول في الشباك
جاءت الحكومة الانتقالية في السودان برئاسة د. عبد ألله حمدوك بعد ثورة عظيمة شكلة علامة تاريخية فارقة في تاريخ الشعوب لا سيما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ثورة قوامها الشباب والشابات (الكنداكات) والنساء، ثورة حافظت علي اسميتها رغم القمع والتنكيل والقتل ورمي الثوار احياء أو اموات موثوقية الايدي والركب في نهر النيل.
ثورة ضد واحد من تعتدي الأنظمة الدكتاتورية المؤجلة المنظمة ذات الجيش والأمن الخاص الكتائب تعمل في العلن وأخرى في الظل.
انتصرت الثورة علي النظام الذي ثارت ضده وتبقي إنجاز مهام ما بعد السقوط وهي مهام جسام تحتاج لسلطة قوية ومؤسسات راسخة ورؤية واضحة وعزم لا يلين يضاهي عزم الثوار الذين واجهوا الرصاص بصدور مكشوفة بهتافهم التابع (سلمية) الشعار الثورة الخالد (حرية، سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)، وباهزيج طلبة مستمدة من نضالات الشعب السوداني ومن مبدعي شعبه مثل شاعر الشعب محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد وبما تغني به فنانون رفعوا من ثدي النضال أمثال محمد وردي، ذاك علي سبيل المثال لا الحصر.
كانت هذه الثورة جديرة بحكومة ثورية تشبهها أو تقترب منها. لذلك علقت آمال أراض علي حكومة حمدوك في إنجاز ما خطته الثورة من شعارات وحتي ما تم الاتفاق عليه في الإعلان السياسي الوثيقة الدستورية مضاعف الإيمان. كان من المؤمل أن تقوم الحكومة في الستة أشهر الأولي اجتثاث النظام البائد بتركته الثقيلة وان تعمل علي تفكيكه استئصال أوكار الفساد واسترداد الأموال والمؤسسات المنهوبة وإرساء أسس العدالة الانتقالية ومحاكمة المجرمين وإنصاف المظلومين الأحياء منهم والأموات.
لم يطالب الثوار بنصب المشانق وإقامة المقال وجزء الرؤوس وإنما إنفاذ حكم القانون وإجراء محاكمات عادلة بالسرعة المطلوب.
لكن تقريبا شيء من ذلك لم يحدث أو تم بشكل متواضع لا يرقي انصاف ثورة عظيمة التضحيات جسام ونتيجة لنضال امتد الثلاثين عاما
بدلا عن القيام بتلك المهام وبدلا عن تنفيذ البرنامج الاسافير الي الذي صدر في امتوبر 2019م وتم تحديد مدي زمني لتنفيذه خلال 200 يوم من تاريخ صدوره، بدلا عن ذلك أوقعت الحكومة الانتقالية نفسها طائعة مختارة او تم ايقاعها فى عدد من الشباك او ( الافخاخ).
الفخ الأول تمثل في اتباع نهج الهبوط الناعم بدلا عن الركون للشرعية الثورية والاعتماد علي المد الثوري المتقدم في تلك الأيام والذي كان يوجد القوي الثورية ومن ضمنها قوي اعلان الحرية والتغيير قبل التشرذم. ربما كانت الحكومة تعتقد أن ذلك النهج سيجنبها المواجهة مع عدد من الجهات من ضمنها فلول النظام البائد. للاسف ان الحكومة قد أساءت التقدير لاتباع النظام البائد موالين في الفساد ولا تهمهم إلا مصالحهم الذاتية المعتمدة علي امتصاص دماء الشعب واستنزاف مواردها لمصالحها الخصة، وهم في ذلك لا يعرفون رحمة الله يقدرون احترام ويتمنون الضرب تحت الحزام ويبرعون في التآمر.
افقد ذلك النهج الحكومة وقتا ثمينا لاستئصال الأورام السرطانية داخل هياكل الدولة ومؤسساتها، فكان أن أعادوا تنظيم صفوفهم وامسكوا بمنشؤون مفتاحية ذات علاقة بحياة الناس والأداء الاقتصادي، هم يتحكمون في المؤسسات المالية والمصرفية والصادرات والواردات ويعرفون دروب ومسالك٨ التهريب والمكائد الخاصة بقوت الشعب. بذلك تحكموا في جوانب اقتصادية مفتاحية وكدسوا الأموال(بعد الخوف من تغيير العملة)، للتلاعب بسعر صرف الجنيه السوداني وتخريب مجمل النظام النقدي والمالي. بالنتيجة وبعد عام كامل لازالت صفوف الخبز، الوقود، غاز الطبخ نادرة الدواء تستنزف طاقة الشعب بينما يستحقه التضخم الجامعة اتصالك القوة الشرائية للدخول بعد أن تجاوز سعر الصرف الدولار حاجز المئتي وخمسين جنيه سوداني. هذا فخ شديد الأحكام.
الفخ الثاني كان مهادنة القوات النظامية في حيازة الممتلكات التي من المفترض أن تكون تحت ولاية وزارة المالية خاصة المشاريع والشركات ذات الطبيعة المدنية التي تسيطر علي جزءا كبيرا من الإنتاج العام وهدر أفضل الموارد لكنها لا تدخل في الموازنة العامة ولا تصل لقنوات الأنفاق المدرجة بالموازنة في نفس الوقت يخرج تمويلا معتبرا من تلك الموازنة لمؤسسات القوات النظامية خصما علي نسب ال 18% من المال العام التي تقع ضمن ولاية وزارة وفقا التصريح السيد رئيس الوزراء. أصبح هذا الفخ بدوره عصيت علي الحل نسبة بإهمال حله منذ بداية تولي الحكومة المدنية للحكم نتيجة لاتسام أدائها بالبطء والتردد في حسم الملفات المهمة.
الفخ الثالث هو اعتماد الحكومة علي المنح ودعم الشركاء وانحيازها الوصفات صندوق النقد والبنك الدوليين وتعويلها علي الدعم الأمريكي الذي تحول لخذلانا مبينا بعد إبقاء الولايات المتحدة الأمريكي للسودان ضمن لائحة الدول الراعية للارهاب والتصويت ضد استفادة السودان من مزايا الدول الفقيرة المثقلة بالديون (HIPCs) الممتدة لإعلاء السودان من الديون منحه قروض. تسبب الخذلان الأمريكي تراجع الشركاء الأوربية وغيرهم عن دعم السودان بالشكل المطلوب. اما الدول الإقليمية وأهدافها معلومة اتبعتها غير مشكوك فيها، تضخم هذا المأزق الي ان وضع البلاد علي حائط شرط التطبيع مع إسرائيل.
هذا هو الفخ الرابع (التطبيع) مع إسرائيل دون أن يكون القرار سودانيا سياسيا. الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل لها أهدافها ومصالحها أنظمتها التي لا تتطابق بالضرورة مع مثيلاتها السودانية. قناعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني وقواه الحية تري في إسرائيل دولا مغتصبة للحق الفلسطيني ودولا خارجة علي الشرعية الدولية وتمارس القتل خارج القانون. إضافة لذلك أعلنت إسرائيل بأنها دولة لليهود وان القدس عاصمتها الموحدة ولا تعترف بحق العودة للفلسطينيينص بل وتجعل من عرب إسرائيل مواطنين من الدرجة الثالثة وقد وصل الأمر بدمغها (بدولة عنصري) وتمت إدانة دولية واسعة لما يسمي بجدار الفصل العنصري. لتلك الأسباب العشرات غيرها ترفض غالبية معتبرة من المكونات السودانية الحية والمؤثرة التطبيع مع إسرائيل. هناك فئة اخري من السودانيين تري انه اذا تم التطبيع فيجب أن لا يكون بدون ثمن. واليمن في رأيهم الإعفاء التام الديون السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب وإلغاء جميع العقوبات في حقه ومنحه قرونا ميسرة بعيدا عن وصفة صندوق النقد الدولي المدمرة. هذا الفخ مرتبط بالسيادة الوطنية والكرامة القومية.
فخ آخر من جملة ما وقعت فيه الحكومة الانتقالية يتمثل في مسارات التفاوض مع الجبهة الثورية. بالرغم من الإيجابية الظاهرة الاتفاقيات السودان مع الجبهة الثورية إلا أن تكلفتها عالية لعدة أسباب من ضمنها المحادثات وجيوش المنتظرين المناسب في المركز والولايات إضافة لجوانب خاصة بقيمة السلطة والثروة والتعويضات وغيرها من البنود الشائكة ومع كل ذلك فإن تلك الاتفاقيات لم تحسم أمر الحرب والسلام نسبة لوجود قوة مؤثرة خارج الاتفاقيات ممثلة في عبد العزيز الحلو في حركة تحرير السودان (شمال) في جنوب كرفان بشكل خاص، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور في دارفور. يمكن المأزق هنا في تجزئة السلام ورفع تكلفته في بلد لم يستطيع بعد عام من انتظار ثورة يكابر من أجل الحصول علي رغيف الخبز وحبة دواء.

بعد عام كامل من التعثر وقلة الإنجاز وعدم القدرة علي حل المشاكل الحياتية الأولية من توفير رغيف الخبز، الوقود، غاز الطبخ، الدواء والعجز عن إيقاف تصاعد معدلات التضخم وتاكل القوة الشرائية للدخول لتدهور قيمة الجنيه السوداني أري الحل في حل الحكومة الانتقالية وتكوين حكومة مهام محددة ومحاصرة لتقدير ما تبقي من الفترة الانتقالية دون تمديد لها، حكومة مدعمة ببعض عناصر الجبهة الثورية لا يحلوا محل الوزراء الحالين دون تضخيم للحكومة. اما تكوين مجلس السيادة فهذا ش رد آخر يطول الحديث حوله بعد أن آلت السيطرة فيه بشكل غير قابل للنقاش الشق العسكري الذي يسيطر علي ويدير جميع الملفات دون أي مقاومة من الشق المدني.



#حسن_بشير_محمد_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤشرات الحمراء
- الجنيه السوداني، القاتل والمقتول والضحية
- معالجة الاثار الجانبية لسعر صرف الجنيه السوداني
- جدل في الفكر السياسي في السودان
- ماذا بعد رفع اسعار الكهرباء والماء؟
- استنهاض قوي الاستنارة
- من الذي يرعي الخرطوم؟
- لقد ثكلت الاغاني المتكأ
- السيسي علي طريق دغول - ايزنهاور
- عواصف في العصب الحيوي
- العودة لسيادة حكم القانون
- مانديلا ، في مقررات العلوم الانسانية
- فائض قيمة استرداد ثورة
- مستجدات القرن الافريقي ومستقبل الامن القومي السوداني
- اسطنبول ، بداية الخروج من الفوضي
- ازدراء العمل الفكري
- الحكومة والعمل والعمال
- ايدولوجيا المصالح، تغييب القيم وانتهاك الحقوق
- مشكلة المعرفة في انظمة (الربيع العربي)
- الاسلام السياسي، مأزق البدائل الاقتصادية


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - الحكومة الانتقالية، الوقوع في الشباك