أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حيدر خليل محمد - ثقافة الاختلاف














المزيد.....


ثقافة الاختلاف


حيدر خليل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6684 - 2020 / 9 / 22 - 17:39
المحور: حقوق الانسان
    


كل المجتمعات تعاني من أزمات ثقافية معينة وتختلف هذه الازمات من مجتمع لآخر، فهناك مجتمعات تتفوق كثيرا على مجتمعات اخرى من ناحية تقبل الاراء والافكار وتقبل المختلف مهما كان الاختلاف في فكره او قوميته او دينه ، وتغلبوا على العصبية القومية او القبلية او الدينية .
في هذه الاسطر القليلة نتكلم عن ثقافة الاختلاف بشيء بسيط .
ممكن يتسائل البعض وهل الاختلاف اصبحت ثقافة !!؟
بكل بساطة نعم !
الاختلاف ثقافة بل ويعد كل من لا يتقبل الاخر المختلف معه من المتخلفين عن ركب الحضارة العالمية.
الاختلاف قبل كل شيء هي ثقافة قرآنية فلو راجعنا القرآن الكريم لوجدنا في الكثير من مواضعه يتكلم عن ثقافة الاختلاف ويدعوا الى تقبل الاخر حتى ولو كان غير مؤمنا بوجود الله !!.
يقول الله تعالى: " لا إكراه في الدين " ويقول ايضا :" لكم دينكم ولي دين ". ويقول للنبي محمد ص :" فذكر إنما انت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ". الله تعالى يقول لنبيه يا محمد رسالتك فقط ان تذكرهم وتعطي رأيك لست عليهم بمسيطر ولا يمكن لك ان تفرض رأيك عليهم !! .
وايضا يقول تعالى عن تقبل الاخر :" انما خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ". اذن لنتعارف لماذا نتقاتل فيما بيننا فقط لأنك تحتفظ برأيك وتريد فرضه علي وانا احتفظ برأيي وأريد ان افرضه عليك !! .
والاختلاف ليس حديثا وسوف لن ينتهي بل موجود بوجود الانسان لكن لنجعل من الاختلاف اداة لتطوير معارفنا وعلومنا ، يقول تعالى :" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ، ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ولذلك خلقناهم " اذن هناك حكمة الهية في خلقنا مختلفين ، لكن هل لنتقاتل ونفرض ما نؤمن به على الاخرين !؟ أم كما قال القرآن( لتعارفوا ) !!؟ الاجابة لكم !! .
وهناك الكثير من الايات الاخرى لا يسعنا ذكرها في هذه الاسطر ، كما ان هنالك نصا عظيما ورد عن علي بن ابي طالب حين ولى مالك الاشتر النخعي على مصر من جملة ما قاله في رسالته الانسانية العظيمة التي فاقت الانسانية الحديثة ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) .
علينا اذن ان نراجع انفسنا ان كنا نعتقد بهذه النصوص أو كنا نعتقد بميثاق الامم المتحدة عن الحقوق والحريات كحرية الراي والفكر والعقيدة ، ولا يجوز لاي كان فرض عقيدة او فكرا ما بالقوة .
هل راجعنا انفسنا !؟ هل نحن نتقبل الاخر المختلف معنا !؟
او نضع المختلف معنا موضع سخرية واستهزاء !؟
أو ان نتهم الاخر المختلف معنا بشتى الاتهامات كالعمالة للعدو ! أو كافر او ضال ومن ثم يتم اقصاءه !
بل يصل الامر لمن يملك القوة بسلب حياة الاخر المختلف معه في قضية ما أو يسعى لفرض عقيدته او اراءه السياسية وهذا ما يحدث في العراق للاسف وكلنا شاهدنا الكم المفرط من العنف ضد شباب لهم اراء تختلف عن اراء السلطة وما رافقه من تغييب واغتيالات لا نريد هنا ان ندخل في جدال سياسي عقيم ، بل والمنطقة برمتها . على سبيل المثال اليوم تم اعدام رياضي ايراني فقط لانه خرج بتظاهرات مناهضة للسلطة في ايران !! .
هل هذا منطق قراني واسلامي او منطق انساني !!؟
وللاسف هذه الثقافة تحولت من السلطات السياسية الى المجتمع بل لا يستطيع احد ان يفكر خارج سياقات تفكير المجتمع ، لانك وبكل بساطة ستواجه قيودا فرضتها العقلية القبلية لا العقلية الانسانية والاسلامية .
علينا ان نشيع ثقافة الاختلاف مع الاخر وتقبله ، لأن في اختلافنا تكاملنا ، لا يمكن لانسان ان يطور من معارفه وعلومه إن لم يسمع مختلفا معه ، أو ناقدا له .
بل سنرى جمودا فكريا وعلميا وثقافيا وللاسف هذه احدى اهم اسباب تخلفنا عن الغرب هو عدم اشاعة ثقافة الاختلاف والنقد البناء .
الغرب اشاع ثقافة النقد وتقبل الاخر تقدموا في جميع الميادين العلمية والثقافية والفكرية .
تطورنا في اختلافنا في اشاعة النقد البناء لا النقد الهدام او النقد فقط لاجل النقد ، لأننا ابناء هذا المجتمع ويجب ان يسعى كل من موقعه لتطوير وازدهار المجتمع وان نحذر المجتمع من التوجه نحو الانحدار والتسافل .



#حيدر_خليل_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة سياسية وليست جنائية
- فوبيا الاحزاب في العراق
- المخدوعين بإسم الدين
- ثورة تشرين في العراق مالها وما عليها
- خانقين اصبحت فريسة الاحزاب الاسلامية


المزيد.....




- الأونروا تتهم إسرائيل باستخدام المساعدات المقدمة إلى غزة كسل ...
- المشري يرفض محاولات توطين المهاجرين في ليبيا
- زعيم حزب -روسيا العادلة- ينتقد ادعاء واشنطن الدفاع عن حقوق ا ...
- كيف يرى خبراء القانون اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل في ...
- الأمم المتحدة تحذر من العواقب الإنسانية لتوقف دخول المساعدات ...
- العراق على صفيح ساخن.. العمالة السورية تهدد بـ«انفجار الأحدا ...
- ترامب يتوعد باعتقال وترحيل الطلاب المؤيدين للفلسطينيين
- ترامب يتوعد بـ-توقيف المزيد- بعد اعتقال متظاهر مؤيد للفلسطيي ...
- الأسيرات في سجن -الدامون- يواجهن ظروف اعتقال قاسية خلال رمض ...
- محامية..الطبيب أبوصفية يتعرض للتعذيب في سجون الاحتلال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حيدر خليل محمد - ثقافة الاختلاف