فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالات المطلبية.....9

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:55
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إلى :

 كل من اعتنق فكر الطبقة العاملة وعمل على إشاعته في صفوفها

 شهداء الحركة العمالية.

 الشهيد عمر بن جلون


 من أجل بناء حزب الطبقة لعاملة

محمد الحنفي


ب ـ وعلى المستوى التنظيمي، نجد أن وحدة الطبقة العاملة تتحقق في واجهتين تنظيميين: واجهة نقابية مبدئية، وواجهة تنظيمية حزبية.

فالواجهة التنظيمية النقابية المبدئية تهدف إلى خلق مناسبة لإشراك الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، في الحياة النقابية على جميع المستويات التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والمواقفية، والتنفيذية، حتى تصير الحياة النقابية جزءا من حياة الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، ويصير اهتمام العمال، والأجراء بالنقابة، والعمل النقابي، ممارسة يومية، ترتبط بوجودهم، ضمانا للتعبير عن امتلاك الوعي النقابي الصحيح، الذي يشيع في صفوف العمال، والأجراء، لحفزهم على المشاركة الواسعة في الحياة النقابية، حتى يستوعبوا مفهوم التنظيم النقابي الصحيح، وضرورته، والانخراط فيه، والسعي الدءوب إلى جانب الأطر النقابية، والنقابيين، لبناء الملف المطلبي الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، حتى يتناسب مع الشروط الموضوعية، التي يعيشها العمال، والأجراء، وحتى تستجيب لحاجات العمال، والأجراء الضرورية، وحتى تعبر عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة.

ولإيجاد صياغة محكمة للبرنامج النقابي، على جميع المستويات التنظيمية، والمطلبية، والمواقفية، والتنفيذية، حتى يكون ذلك البرنامج وسيلة محكمة، لتحريك الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، مدعومين جميعا من قبل الجماهير الشعبية الكادحة، ولاتخاذ مواقف نقابية معبرة عن التطلعات، والطموحات الجماهيرية الواسعة، سواء تعلقت المواقف النقابية بالقضايا الاقتصادية، أو بالقضايا الاجتماعية، أو بالقضايا الثقافية، أو بالقضايا المدنية، أو بالقضايا السياسية، ولوضع خطة محكمة لتنفيذ القارات النقابية: التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والمواقفية، حتى يكون كل ذلك عاملا على جعل العمال، والأجراء، يذوبون في بوثقة التنظيم النقابي المبدئي، الذي يحرصون على ديمقراطيته، وتقدميته، وجماهيريته، واستقلاليته، ضمانا لاستمرارية الوحدة التنظيمية النقابية للعمال والأجراء.

والوحدة التنظيمية النقابية للعمال الأجراء، لا تصير قوية إلا إذا عملت على الارتباط الحركة التقدمية والعمالية والديمقراطية، وتفاعلت معها، كتعبير عن الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، وكسعي إلى إيجاد صيغة للتنسيق بين النقابة المبدئية، وبين الحركة التقدمية، والحركة العمالية، والحركة الديمقراطية، أو صيغة للعمل المشترك، الذي ينقل النضال النقابي من مستواه المطلبي الصرف، إلى مستواه السياسي، حتى يصير له أثر بالغ على واقع الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، وعلى واقع الجماهير الشعبية الكادحة.

والواجهة التنظيمية الحزبية، التي تقتضي نقل التنظيم العمالي من مستواه النقابي المبدئي، الذي يسعى إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للطبقة العاملة، ولسائر الأجراء، على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، إلى مستواه السياسي الحزبي، الذي يسعى إلى القضاء على كل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي، عن طريق تحقيق المجتمع الاشتراكي، الذي ينتفي فيه استغلال الإنسان للإنسان، وتصير فيه، ومن خلاله، الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، ضمانة أساسية، لحماية الطبقة العاملة، والأجراء، وسائر الكادحين، من الاستغلال الهمجي، الرأسمالي العالمي.

والوحدة التنظيمية الحزبية لا تتحقق إلا على أساس الوحدة الإيديولوجية للطبقة العاملة، ولسائر الأجراء على أساس التشبع، بمبادئ، وقوانين وأدبيات الاشتراكية العلمية، التي تحصنهم ضد الإيديولوجيات، اليمينية المتطرفة، واليمينية، والبورجوازية الصغرى، والحزبوسلامية، واليسارية المتطرفة، والوحدة التنظيمية، الحزبية للطبقة العاملة، وسائر الأجراء، لا تتأكد، على المستوى العملي، إلا بالوحدة السياسية، التي تجعل حزب الطبقة العاملة، يضع برنامجا سياسيا، يحدد فيه موقفه من مختلف القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، التي تجعل الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، ينخرطون بشكل واسع في حزب الطبقة العاملة، ويناضلون، من خلاله، بالمساهمة الفعالة، في بناء تنظيماته المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، وفي صياغة برنامجه السياسي، وفي اتخاذ مواقفه السياسية، في مختلف القضايا، والعمل، بواسطة التنظيم الحزبي العمالي، على تغيير الأوضاع القائمة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من أجل جعلها في خدمة العمال، والأجراء، وسائر الكادحين، وتحويل الملكية الفردية لوسائل الإنتاج، إلى ملكية جماعية، تكون في خدمة المجتمع ككل، في إطار الدولة الاشتراكية، التي لا تكون إلا ديمقراطية، وإلا فإنها تتعرض لكافة الأخطار.


والوحدة التنظيمية الحزبية، لا تكتسب أهمية كبيرة، إلا بانخراط حزب الطبقة العاملة في هيأة تنسيقية، تضم الأحزاب التقدمية، والديمقراطية، والنقابات المبدئية، والجمعيات الثقافية، من أجل العمل المشترك، وقضايا محددة، أو من أجل إقامة جبهة للنضال من أجل الديمقراطية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفق برنامج محدد، وعلى جميع المستويات التنظيمية الحزبية، والنقابية، والثقافية، والحقوقية، وغيرها، انطلاقا من برنامج الحد الأدنى، الذي يتم الاتفاق عليه، والذي يمكن أن يتضمن العمل على إيجاد دستور ديمقراطي، وإيجاد مؤسسات تمثيلية، تحترم فيها إرادة الشعب، وإقامة حكومة من أغلبية البرلمان، تقوم بالعمل على إيجاد الحلول المستعجلة، لمختلف المشاكل القائمة، وفي مقدمتها مشكل تردي الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي تعاني منها الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، وجميع أفراد الشعب الكادح.

وحزب الطبقة العاملة، يحرص على ازدياد أهميته، بنسج علاقات تنظيمية، وبرنامجية، ونضالية، مع أحزاب الطبقة العاملة، على المستوى القومي العالمي، من أجل القيام بنضال مشترك، لإعادة الاعتبار لمكانة الطبقة العاملة، على المستوى العالمي، ومن أجل استنهاض الكادحين في جميع أنحاء العالم، لمواجهة آثار عولمة اقتصاد السوق على الكادحين في كل مكان، تحقيقا لشعار : " يا عمال العالم اتحدوا "، لمواجهة همجية الاستغلال الرأسمالي العالمي.

وبتحقيق الوحدة التنظيمية للطبقة العاملة، وسائر الأجراء، في مستواها النقابي، وفي مستواها الحزبي، محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، وقوميا، وعالميا، تكون الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، قد استفادت من مناسبة فاتح ماي، لبناء قوتها على مدار السنة، حتى تكون مستعدة، باستمرار، لخوض المعارك النقابية، بقيادة النقابة المبدئية، وخوض المعارك السياسية، بقيادة حزب الطبقة العاملة.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات