أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف - الحشاشون ، هل حقا كانوا حشاشين















المزيد.....

الحشاشون ، هل حقا كانوا حشاشين


عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6681 - 2020 / 9 / 19 - 13:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحشاشون
طائفة اسماعيلية نزارية ، انشقت عن الفاطميين اواخر القرن الهجري الخامس بزعامة الحسن الصباح للدعوة الى امامة نزار المصطفى لدين الله وكان مقرها في ايران وفي الشام . حسن الصباح اخذ على عاتقه نشر الدعوة الاسماعيلية في ايران التي كانت عصية على الدولة الفاطمية بعد أن سيطرت على مصر والشام واليمن والحجاز ، لكن عجزت عن نشر دعوتها في ايران لكونها تحت الحكم السلجوقي الذي كان يقمع بعنف شديد اية حركات مناوئة.
نشأت النزارية بعد وفاة الخليفة الفاطمي الثامن عشر ، المستنصر الذي كان قد اوصى لإبنه الاكبر نزار المصطفى لدين الله ان يخلفه بعده الا ان انقلابا داخليا في القصر قاده الوزير الافضل شاهنشاه(خال احمد الابن الاصغر للمستنصر والاخ غير الشقيق لنزار ) عين احمد بدلا عن نزار وسمي بالمستعلي بالله . ثار نزار ضد هذا القرار الا ان ثورته فشلت فوقع اسيرا بيد الوزير الافضل الذي سجنه ثم قتله . رفض حسن الصباح ذلك وقاد الجناح الموالي لنزار فكان الانشقاق على الدولة الفاطمية . تمكن النزاريون سنة 1121 م من اغتيال الوزير الافضل في القاهرة ثأرا لمقتل نزار .
اتخذ حسن الصباح ، الملقب بشيخ الجبل ، من قلعة آلموت وتعني باللغة الفارسية "عش النسر" ، المحصنة طبيعيا والواقعة في بلاد الديلم شمال ايران ، (كانت قد بنيت على سن صخري يرتفع ستة الاف قدم ومحاطة بجبال جرداء شديدة الوعورة وليس لها سوى ممر واحد متعرج ضيق لا يتسع الا لفرد واحد لذلك لا يمكن لجيش ان يصل اليها )اتخذ منها مركزا لنشر دعوته
والتسمية لا علاقة لها بمخدر الحشيشة اذ لم يرد ذكر مخدر الحشيش في اي من كتب مؤرخي الحشاشين كالجويني ورشيد الدين او في كتب اعدائهم غير ان الرحالة الايطالي ماركو بولو ذكر في كتاب له وصفا لما اسماه "اسطورة الفردوس" ونسبها للحشاشين
يصف ماركو بولو قلعة آلموت "بأن لها حديقة كبيرة تحوي اشجارا مثمرة بانواع الفواكه تجري بينها انهار الماء واللبن والخمر والعسل وبنات جميلات يرقصن ويغنين . يوهم حسن الصباح اتباعه بأن هذا المكان هو الجنة ، يسقيهم الحشيش اولا ثم يحملونهم الى "الجنة" وبعد ان يشبعوا شهواتهم يخدرون مرة اخرى وينقلون الى مقر شيخ الجبل الذي يكلفهم بالقيام بالاغتيالات ويعدهم انه سيعيدهم الى "الجنة" لو نجحوا في مهماتهم وإن ماتوا فإن ملائكة سيقومون بنقلهم الى الجنة"
يرفض اغلب المؤرخين صحة هذه الرواية فماركو بولو ولد قبل سنتين فقط من احراق المغول لقلعة آلموت . وشيء آخر مهم ان القلعة لا تصلح للزراعة كونها مغطاة بالثلوج لسبعة اشهر في السنة .
يرى عدد من المؤرخين ان تسمية الحشاشين جاءت من اللفظ الفرنسي Assassin وتعني القاتل او الاغتيالي ، فقد اشتهر الحشاشون في اعتماد دعوتهم على الاغتيالات التي ينفذها فدائيون مخلصون ومدربون تدريبا جيدا ، وقد ارعبوا اعداءهم بتلك الاغتيالات ومنها اغتيال السلطان السلجوقي نظام الملك (وزير الب ارسلان وابنه ملك شاه) سنة 484 هج والخليفتين العباسيين المسترشد 529 هج والراشد 532 . ويرى بعض المؤرخين ان التسمية تعود لكلمة اساسين المشتقة من"المؤسسين" نسبة الى مؤسسي قلعة آلموت وحسب برنارد لويس في كتابه " الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ الاسلام" ان حسن الصباح اعتمد على الاغتيال الانتقائي للشخصيات المهمة في الدول المعادية فقد اسقط النزاريون سنة 524 هج الخليفة الفاطمي الآمر باحكام الله من فرسه وقتلوه طعنا بالخناجر . ويذكر الالوسي في كتابه "الاحداث المهمة في تاريخ الامة" ان الحشاشين اغتالوا كونراد الاول ملك القدس وابن التونتكين امير الموصل وعبيد الله الخطيب قاضي اصفهان
غادر حسن الصباح مصر لخلافات سياسية لا تمس عقيدة الفاطميين بصلة وهكذا كان الحال مع اغلب الانقسامات التي حصلت فقد كانت لاسباب تتعلق بالامامة والزعامة . الاسماعيلية الام نفسها نشأت نتيجة اختلاف فريقين من الشيعة حول من يخلف الامام السادس جعفر الصادق ؛ فريق قال بإمامة موسى بن جعفر وفريق آخر قال ان الامام هو اسماعيل الابن الاكبر للصادق وهذا الفريق هو الذي انشق على الشيعة الاثني عشرية ومنه تكونت الفرقة الاسماعيلية معتبرة محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق هو الامام السابع (باعتبار ان اسماعيل قد مات بحياة ابيه). وهكذا فإن الانقسام الشيعي الكبير لم يكن بسبب اختلاف في العقائد او الفقه
انما كان بسبب الامامة او الزعامة . وكذلك الحال مع اغلب الجماعات التي انشقت عن الاسماعيلية والتي انشطرت بعد انشقاقها ، كان ذلك في البدء بسبب الحكم لا للاصلاح الاجتماعي والاقتصادي مثلا من خلال التغيير في القوانين السائدة . فهذه الجماعات انشأت حكومات (بإسلوب الحكم القائم ذاته)في تونس ومصر واليمن والشام فظهرت فرق وجماعات عديدة كالمستعلية والواقفة والنزارية ، وهذه الفرق انقسمت الى جماعات عديدة كالدروز والقرامطة والبهرة والحافظية . وهذا لا يعني عدم وجود اختلافات في الرؤى والتطبيق الا ان هذه الاختلافات تتكون تدريجيا بعد حصول الانشقاق او الانشطار فالنزارية المتأخرة مثلا لا تقر بإمامة الحسن بن علي بن ابي طالب وتعتبر الامامة بعد الامام علي في الحسين وعلي بن الحسين وابنائه الذين من صلبه حصرا . الاختلاف بين الاسماعيليين والاثني عشرية في موضوع الامامة تكون ايضا بعد حصول الانشقاق لا قبله ، يعتقد الاسماعيليون ان الامامة تبدأ بالامام علي بن ابي طالب وتستمر بلا توقف اذ ان لكل عصر اماما ، لا كما تقول الامامية ان عدد الأئمة اثنا عشر اماما فقط .
ويرى الاسماعيليون ان العقل هو عامل التشريع الدنيوي فإن تعارضت النصوص الدينية مع متغيرات العصر يجرى تعديل قانوني (قابل للتغيير) بما يناسب الحال الجديدة مع اعتبار ان النص القرآني او النبوي هو الاصل
*** ***
اتخذت دولة الحشاشين من قلاع جبال ايران معقلا لنشر دعوتها في ايران والشام فواجهت عداء قويا من الصليبيين والخلافتين العباسية والفاطمية وتوابعهما ؛ الزنكيين في الموصل والجزيرة الفراتية الى الشام والخوارزميين والسلاجقة في ايران والايوبيين في مصر
مات حسن الصباح الذي دام حكمه احدى وثلاثين سنة وكان صديقا حميما للفيلسوف والشاعر الفارسي عمر الخيام وللوزير نظام الملك ، قام نظام الملك عند توليه الوزارة بالاهتمام بصديقيه فقد اجرى راتبا سنويا لعمر الخيام وعين حسن الصباح بمنصب مهم في الدولة ، الا ان صراعا بين الصباح والوزير قد حصل على السلطة فتم طرد حسن الصباح من منصبه فكان ان قرر الاخير الانتقام من "صديقه" الذي قتله الحشاشون فيما بعد . كتب هذه الاحداث بتفصيل ادبي جميل الاديب اللبناني امين معلوف في الجزء الاول من روايته التاريخية "سمرقند" .
مات الصباح سنة 1124 م بشكل طبيعي في قلعته التي لم يغادرها منذ دخولها قبل 35 عاما
قضى هولاكو على الحشاشين سنة 1253 م بمذبحة عظيمة واحرق قلعة آلموت مبتدئا بمكتبتها التي ضمت الاف الكتب والمخطوطات النفيسة وتولى الظاهر بيبرس انهاء الحركة الاسماعيلية في الشام سنة 1273
م



#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكة جمال البرتقال (قصة قصيرة)
- سنين اخرى سوف تمر
- القصة القصيرة الايروتيكية ، عشتار العراقية مثالا
- الشاعر قاسم شاتي .. هل ستتبعه الفوضى
- الرسالة الاخيرة الى الغائبة (قصة قصيرة)
- نساء القمن -كليب- احجارا
- محنة شعب سوسيولوجيا الدين والسياسة
- شيوعيون في الذاكرة
- شوارد فاطمة الفلاحي ، الجأتني لتاج العروس
- ثامر الحاج امين .. صفة طيبة جديدة
- الحب .. قراءة في اوراق مدرستين ، فلسفتين و نظريتين
- مع مقاربات الروازق لطروحات علي الوردي
- لقاء مع مظفر النواب .. في بستان الرازقي
- الذكرى السابعة والاربعون
- بعض ما جرى على الشيوعيين العراقيين في الشهر -الناقص-
- في موقع اتحاد ادباء الديوانية* الالكتروني التراكم الكمي يؤدي ...
- ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة
- اعدام رسام ، رواية سلام ابراهيم تدين اغتيال الثقافة العراقية
- اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق 68 عاما من الكفاح -في س ...
- اصلاحات يزيد الناقص ، اوقفها الطاعون واجهز عليها الحمار


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف - الحشاشون ، هل حقا كانوا حشاشين