أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - بؤس السياسة السورية الراهنة














المزيد.....

بؤس السياسة السورية الراهنة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحاول النظام السوري أن يقدم بما يجريه من اعتقالات ومحاكمات لعشرات من الناشطين والأكراد والإسلاميين والكتاب والصحافيين ، على أنه مازال قوياً ، ومازال قادراً على الضبط والربط لتأمين استقراره ومصالحه كما يشاء . كما يحاول أن يدفع إلى الخلف التقديرات والتقييمات التي كانت رائجة في الوسط السياسي السوري والإقليمي في الفترة الأخيرة .. وكما يريد النظام عن عمد وكما إنساق بعض المراهنين على دور الخارج في التفاعلات التغييرية في الداخل عفوياً ، فقد وضعت في كفة النظام في ميزان القوى جملة متغيرات حدثت مؤخراً في المستوى الإقليمي ، فوز حماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، فوز كبير للأخوان المسلمين في مصر ، هدوء التحقيق الدولي في إغتيال الحريري ، بروز التحدي الإيراني النووي ، ا ستعادة حزب الله وأنصار النظام المبادرة في لبنان .. ألخ .. وا ستخدمت في محاولة فهم إنتكاسة حالة " غض الطرف " الأمنية عن الحراك السياسي المعارض التي ترجمت بجملة الإعتقالات والمحاكمات المذكورة ، والتي تجلت في طرح رموز من النظام بأن " لامعارضة سياسية " في البلاد "

والحقيقة أن إنتكاسة حالة " غض الطرف " إذا جاز أن نضع هذا الوصف مؤشرأ فاصلاً لما قبل ولما بعد ، لم تأت من إنعكاس المتغيرات الإقليمية المذكورة تحديداً ، بقدر ما جاءت من أوهام ذاتية في طرفي جدلية نظام / معارضة ، يمكن لها أن تتقاطع بهذا القدر أو ذاك مع معطيات إقليمية ودولية ، لكنها تبقى رغم الرغبات محصورة في النطاق المحلي بالدرجة الأولى . فعلى مستوى المعارضة يؤشر المشهد فيها على معاناة مخاض عسير عند محور تقاطعي لدروب الخيارات المتعلقة ببنيتها ومضامينها وآلياتها . وفي فترة المخاض هذه هي محكومة بحراك يتسم بالسقف العالي من المسؤولية والتكلفة ، أي أنها تتحرك لأداء مهام يتطلبها الواقع الموضوعي الوطني والإقليمي هي أكبر بكثير من طاقتها ، فتبدو بسبب ذلك اقل حجماً وأثرأ مما هو مستحق عليها ، وتبدو لعدم جماهيريتها ضعيفة ولقمة سائغة بنظر الأجهزة الأمنية العالية التدريب على الشراسة والبطش . وعلى مستوى النظام ، فإن المشهد يدل على نمو تضخم بالذات وتوهم غير مبرر موضوعياً . فعندما ينظر " منظرو " الحزب الحاكم إلى حجم قوة النظام العددية والنوعية .. حزب .. قوات مسلحة .. أجهزة أمنية متعددة .. وسجون .. ومنظمات " شعبية " .. نقابات .. تحكم اقتصادي .. قطاع دولة ,, .. شراكات سوقية .. ويتجاوز الرقم الاسمي الملايين ، وينظرون إلى حجم القوى المعارضة ، يستكبرون قواهم ويستصغرون الآخر .. بل و" لعلو قاماتهم " وقدراتهم يكادون لايرون الآخر . فقط علاقة الآخر بالخارج هي ما يقلل من عملقتهم وما ترفع من شأن هذا الآخر ومن حجمه

هنا يبرز دور الخارج المصدر للبؤس في جدلية نظام / معارضة . ومن هنا يأتي الوهم أيضاً ، من أن الخارج مصدر قوة المعارضة ومصدر ضعف النظام .. النظام بعد أن قطع بالقمع المديد الظالم كل أواصر العلاقة بين المعارضة والشعب يجد أن الخارج مصدر متاعبه ، فهو يحاول أن يعقد معه الصفقات ليتجنبه من جهة .. ومن جهة ثانية .. يعرقل حتى بالقمع إتصال الآخر بالخارج ليأمن جانبه . والمعارضة إذ فقدت ، أولاً بالقمع ، أية إمكانية واقعية تفاعلية مع الداخل .. مع الشعب . وإذ هي بتركيبها النوعي كنخب ثقافية وسياسية ، ليس بوارد لديها ، أو لم يتح لها حتى الآن التوجه إلى الشعب وتنظيمه والاندماج بصفوفه ومطاليبه ، تبقى أسيرة الخارج لتقتبس منه الدعم وزيادة الحجم والوزن إزاء توحش النظام

وهذا ما يشي بتقاطع نظام / معارضة حول الخارج ، ويخشى أن يتحول الصراع السياسي السوري إلى صراع حول كسب الخارج .. وإلى مناقصة في العرض ومزاودة في الطلب . وإلى رهن تطلع الشعب للخلاص من الاستبداد إلى مدارات سياسات ومصالح الخارج . وفي هذه الزاوية بالذات تكمن جذور إنتكاسة " غض الطرف " الأمنية العتيدة . في علاقة النظام بالمعارضة ، إذ كلما ا سترضى النظام الخارج ا ستقوى على خصومه في الداخل .. وكلما إرتاح الخارج لكفالة النظام لمصالحه ا سترخى في تعاطيه مع حراك الداخل . وفي هذه الزاوية بالذات أيضاً يكمن بؤس السياسة السورية الراهنة .. حيث نرى التحليقات الفكرية والسياسية تدور حول عملية مشاركة .. أو .. ا ستبدال سلطة حسب متطلبات الخارج السياسية والاقتصادية .. وفي مقدمتها .. الموقف من المشروع الأمريكي في العراق .. إعادة ترتيب البيت اللبناني .. المفاوضات مع إسرائيل .. الإنخراط في منظمة التجارة العالمية الحرة واقتصاد السوق .. خصخصة الشركات والمؤسسات التابعة للدولة .. المطاوعة في عملية أمركة العالم .. العولمة

وكلما إرتفعت هذه التحليقات وابتعدت عن الشعب .. عن القاع الاجتماعي إّزدادت الأزمة السورية الشاملة تفاقماً وبؤساً

والسؤال الآن بعد الهجمة القمعية الجديدة .. وبعد برود المفاعيل الخارجية تجاه الحراك السوري الديمقراطي هو ، هل بات مطروحاً الآن الهبوط أرضاً .. وبناء عملية التغيير الديمقراطي الاجتماعي من تحت إلى فوق بدلاً فوق إلى تحت .. ؟



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟
- النظام في دائرة النار .. أي مؤتمر تحتاجه سوريا .. ؟
- مائة شكر وامتنان للحوار المتمدن
- من القمع السياسي إلى القمع الاقتصادي .. تحولات بالاتجاه المع ...
- الكواكبي يصارع الأفعى مرتين
- من هو قاتل الطفلة حنان المحمد ؟
- الطبقة العاملة تدق أبواب دمشق
- احتفاء ب - حفيد امريْ القيس
- إعادة إنتاج الاستبداد .. من قمع عرفي إلى قمع - قانوني
- المعارضة السورية ومفترق الطرق
- أول أيار .. نضالات ورؤى وأمنيات
- رحل كمال دون وداع ..
- انتصار اليسار الفرنسي .. تجربة وآفاق
- جنرالات الأرصفة
- من أجل الحرية .. والرغيف معاً
- النصر لجماهير فرنسا الشجاعة
- أما آن لليسار أن يتوحد .. ؟
- ضد حالة العار السياسي .. حالة الطوارئ
- مع المرأة .. الأم .. والحبيبة .. في عيدها العالمي
- أزمة الأزمة في الاقتصاد السوري


المزيد.....




- من دبلن إلى باريس ولندن وروما.. الآلاف يتحدون برفع صرخة واحد ...
- أبصر النور يوم السابع من أكتوبر.. فكان عامه الأول شاهداً على ...
- العراق يستقبل المزيد من اللبنانيين ويؤكد قدرته على حماية أجو ...
- ما هي فرص اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط؟
- عشية ذكرى -طوفان الأقصى-.. مظاهرات حاشدة في عدة مدن إسبانية ...
- مظاهرات في واشنطن ضد تزويد إسرائيل بالأسلحة والمطالبة بوقف ا ...
- ماسك يتحدث في تجمع ترامب الانتخابي بموقع تعرض فيه المرشح الج ...
- ماكرون يعلن عن مؤتمر دولي لدعم لبنان وتعزيز الأمن في جنوبه
- باريس تنتقد تصريحات نتنياهو بشأن دعوة ماكرون لوقف توريد الأس ...
- أرمينيا تسعى لتعزيز الشراكة مع الناتو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - بؤس السياسة السورية الراهنة