أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حامد فضل الله - الشرق الأوسط الجديد: التضامن الإسرائيلي والاِماراتي ضد إيران















المزيد.....

الشرق الأوسط الجديد: التضامن الإسرائيلي والاِماراتي ضد إيران


حامد فضل الله

الحوار المتمدن-العدد: 6679 - 2020 / 9 / 17 - 19:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الشرق الأوسط الجديد: التضامن الإسرائيلي والاِماراتي ضد إيران*
الإمارات والبحرين توقعان اتفاق سلام مع إسرائيل. هذه الخطوة التاريخية نحو التطبيع الكامل للعلاقات موجهة بالدرجة الأولى ضد إيران. مما يعني تراجع مصير الفلسطينيين إلى الخلف مجدداً
جيدو شتاينبرج**
ترجمة حامد فضل الله برلين
الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة هو ثالث اتفاق سلام بين الدولة اليهودية وأحد جيرانها العرب، بعد مصر عام 1979، والأردن عام 1994. ومع ذلك،  فإن الاختلاف الرئيسي بين الاتفاقية وسابقاتها، إنها تحالف موجه في المقام الأول ضد العدو المشترك إيران، غير معلن. لقد حدد التطور في الشرق الأوسط على مدى العقود الماضية وخاصة منذ عام 2011، هذا المسار.
صعود دول الخليج
بادئ ذي بدء، يُظهر اهتمام إسرائيل بـ "دولة مجاورة" بعيدة جغرافياً، مدى صعود أهمية دول الخليج العربي في السياسة الإقليمية. بدأ هذا التطور على أبعد تقدير في عام 1973،  عندما تحول التركيز الاقتصادي والجيوسياسي للشرق الأوسط، من القاهرة ودمشق وبيروت إلى الرياض وبغداد وطهران. تم منذ ذلك الحين، تحديد السياسة الإقليمية بشكل متزايد من قبل الأشخاص المتاخمين للخليج الفارسي (الخليج العربي ــ المترجم).  لقد حاول العراق من أجل تحقيق السيادة الإقليمية، بهجماته على إيران عام 1980 والكويت عام 1990. على الرغم من فشل صدام حسين وانهيار العراق بالكامل تقريبًا نتيجة للغزو الأمريكي في عام 2003،  ظل الخليج يشكل مركز السياسة الإقليمية.
أن المستفيد الرئيسي من هذا التحول كانت المملكة العربية السعودية، التي أصبحت القوة الإقليمية العربية منذ عام 1973 فصاعدًا. وساهم تراجع أهم منافسيها، مصر والعراق بشكل كبير في نهوض المملكة. كما أن عائدات النفط المرتفعة من 2002 إلى 2014، سمحت للرياض بلعب دور أكثر نشاطًا في السياسة الإقليمية أيضاً. عندما اهتزت منذ عام 2011، العديد من الدول العربية بسبب الاضطرابات والانتفاضات والحروب الأهلية التي أعقبت الربيع العربي،  صعدت المملكة العربية السعودية أخيراً لتصبح الدولة الرائدة ويمتد نفوذها من المغرب إلى عمان. لقد قامت بحماية الحلفاء في البحرين وغيرها من الحركات الاحتجاجية، وقادت الثورة المضادة في مصر، وعارضت التوسع الإيراني في سوريا واليمن.
لقد تطورت الاِمارات في هذه الفترة وفي ظل المملكة العربية السعودية إلى قوة إقليمية. هيمنت على السياسة هناك إمارة أبو ظبي وولي عهدها محمد بن زايد لعقد من الزمان، الذي شرع في وقت مبكر،  في مسار التحديث الاستبدادي الذي جعل أبو ظبي والإمارات ككل، واحدة من أكثر الدول ديناميكية اقتصادياً وقوة عسكرية وتأثيراً في المنطقة. انضم محمد بن زايد، منذ عام 2011،  إلى المملكة العربية السعودية لمحاربة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة وعارض التوسع الإيراني. لقد استفاد بالفعل، عندما سمح له نجل الملك السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالقيادة.
وهذا ما أظهرته، كما قيل عام 2015، بأن مبادرة الحرب المشتركة في اليمن نشأت في أبو ظبي.
أن الاتفاق مع إسرائيل هو مؤشر آخر على أن الإمارات تريد أن تكون القوة الرائدة في العالم العربي وأن المملكة العربية السعودية هي التي تحدد الخطى.
الصراع مع إيران
أدى خوف الإمارات من إيران إلى تقارب ملحوظ مع إسرائيل منذ سنوات. شهد كلا الجانبين المزيد والمزيد من المصالح المشتركة منذ أن وسعت إيران نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن نتيجة الربيع العربي. ويلعب، بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، دور أخر، حيث أنها لم تعد بإمكانها،  الاعتماد على حماية الولايات المتحدة الأمريكية. كانت هناك تصدعات واضحة في التحالف في عام 2015 عندما وقعت الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع إيران، والذي رفضته أبو ظبي باعتباره تنازلا كبيرا لطهران. رحب محمد بن زايد مسرورا، بتولي ترامب الرئاسة، الذي انسحب من الاتفاقية واعتمد على تحالف شرق أوسطي ضد إيران، حيث يجب أن تلعب الإمارات العربية المتحدة دوراً رئيسياً إلى جانب السعودية وإسرائيل. لكن قللت أبو ظبي من تقدير مدى رغبة دونالد ترامب في الوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء "الحروب التي لا نهاية لها" في الشرق الأوسط وسحب القوات الأمريكية من المنطقة. لقد أصبحت عدم رغبة الرئيس الأمريكي في شن حرب على إيران حقيقة مأساوية، بشكل خاص بعد 14 سبتمبر 2019.  لقد هاجمت إيران، في ذلك اليوم، منشأتي نفط بـ (بقيق وهجرة خُريص) في المملكة العربية السعودية بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار. لقد تراجع، لمدة أسبوعين تقريباً، نصف إنتاج النفط السعودي. أي رئيس أمريكي منذ جيمي كارتر كان سيرد بضربة عسكرية، وهذا لم يتحقق في عهد دونالد ترامب.
من المحتمل أن تكون هذه هي اللحظة التي تبلور فيها التحالف بين الإمارات وإسرائيل. عرضت إسرائيل نفسها كحليف، لأن الحكومة هناك ترى أيضاً أن التوسع الإيراني والبرنامج النووي يشكلان تهديداً وجودياً، والجيش الإسرائيلي هو الوحيد في المنطقة الذي يمكنه شن حرب ناجحة ضد إيران. وهنا يتحد اثنان من خصوم إيران لمعارضتها سياسياً وعسكرياً لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وماذا عن السعودية؟
ربما أصبحت الإمارات قوة إقليمية، لكن السؤال الأكبر بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة للسياسة الإقليمية هو ما إذا كانت السعودية ستنضم إلى الاتفاق ضد إيران. فلا تزال المملكة، القوة العربية الرائدة بسبب موقعها في السياسة الدولية والقوة الاقتصادية والإشراق الديني والثقافي. إن رغبة ولي العهد محمد بن سلمان في أن يحذو حذو الإمارات يتضح بالفعل من حقيقة أن البحرين أبرمت أيضاً اتفاقية سلام مع إسرائيل. لقد أصبحت الدولة الجزيرة الصغيرة، محمية سعودية، منذ عام 2011 على أبعد تقدير، والتي لا يمكن أن تتخذ مثل هذه الخطوة دون موافقة الرياض. يبدو أن العقبة الرئيسية هي الملك السعودي المسن سلمان،  الذي رفض حتى الآن الجهود الجديدة لتحقيق السلام مع إسرائيل، على أساس أنه يجب الحفاظ على حقوق الفلسطينيين. وبمجرد أن يصبح محمد بن سلمان ملكاً، سوف يمكن حل كل هذه التحفظات، لأن الفلسطينيين لا يلعبون دوراً للجيل الجديد من الحكام في الخليج؛ إيران تهديد وجودي وإسرائيل عدو قوي لإيران. إذا كان هذا يعني نهاية مستقبل الدولة الفلسطينية، فلا يبدو أن هذا ذو أهمية كبيرة في الشرق الأوسط الجديد.
برلين 17 سبتمبر 2020
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*Guido Steinberg, Der neue Nahe Osten: Israel und die VAE besiegeln den Schulterschluss gegen Iran. SWP, 15. 09. 2020
 
**Dr. Guido Steinberg Forschungsgruppe: Naher / Mittlerer Osten und Afrika,
Wissenschaftler
 
د. جيدو شتاينبرج باحث في  المجموعة البحثية للشرق الأدنى والأوسط وأفريقيا في مؤسسة العلوم والسياسة، المعهد الألماني للسياسة والأمن الدولي   برلين .
 
 



#حامد_فضل_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة القرن1 واشنطن وبكين وإحياء منافسة القوى العظمى
- إعادة التفكير في عالمية حقوق الإنسان
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
- صدمة كورونا* نهاية سحر العولمة
- النساء قمن بدور أساسي في سقوط عمر البشير
- النور الذي خبا
- حُلم افريقيا (أفروتوبيا)
- انتفاضة الشباب في السودان، التجارب السابقة وآفاق المستقبل
- السودان على طريق التقدم ؟
- مقالة في السفالة: نقد الحاضر العراقي
- النفاق الكبير - كيف تكشف السياسة و الاعلام عن قيمنا
- من الحرب الباردة إلى السلام البارد
- فيلسوف نزع الخوف الذكرى التسعين لميلاد يورغن هابرماس
- الصراع على إفريقيا
- ثورة سلمية في السودان
- الربيع الثاني العالم العربي: الانتفاضات الشعبية في السودان و ...
- هل لدى السودان فرصة لحرية حقيقية بعد سقوط الديكتاتور؟
- ثلاثة سيناريوهات لتطور نظام السيسي في مصر
- الى النور حمد ناقداً مبدعاً وهَارباً مجازاً
- مع أحزان عبد السلام نور الدين وذكريات البقعة الحميمة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حامد فضل الله - الشرق الأوسط الجديد: التضامن الإسرائيلي والاِماراتي ضد إيران